|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-06-17
* في زمنٍ ما اعتقدت أن سبب المشكلات في العالم الذي نعيش فيه، هو سوء التفاهم لا أكثر، لكنني مع الوقت اكتشفت أن اعتقادي فاشلٌ وساذجٌ، وأنه ليس عندي أي حكايةٍ، على وزن «ما عندي سالفة»!
فهمت أن العالم منذ قديم الزمن فيه الطيب والقاسي، والخيِّر والشرير، وأن مسألة سوء التفاهم في حقيقتها، هي ما يسمَّى بـ «صراع الخير والشر».
في زمنٍ ما اعتقدت أن كل الناس الذين يسيرون في الشارع مسالمون، لكونهم لا يرتكبون أي مخالفاتٍ، ثم اكتشفت أن منهم الخائفون من سلطة القانون، ولولا قوة القانون لرأينا أفلامًا شريرةً أكثر من أفلام هيتشكوك.
بعض الناس ليسوا طيبين، أو أمينين، إنما لم يُختبروا اختبارًا حقيقيًّا! في الولايات المتحدة، قرَّر بنكٌ طرد أكثر من عشرة موظفين دفعةً واحدةً! وهم موظفون يعملون من منازلهم «أون لاين»، أمَّا سبب طردهم، فهو أنهم اشتروا فأرة كمبيوتر «ماوس»، تتحرك دائمًا في الشاشة، ما يُظهرهم للمسؤولين وكأنهم يعملون، بينما هم لا يفعلون شيئًا.
ذكَّرتني طريقتهم ببعض الموظفين في إحدى الدول العربية، إذ فُرضت «البصمة» على كل موظفٍ أثناء دخوله وخروجه، وليتحايل هؤلاء، قاموا بتصنيع أصابعَ بإحدى الدول الآسيوية ببصماتهم نفسها، وكان واحدًا من الزملاء يبصم بهذه الأصابع نيابةً عن بقيتهم!
صدقوني أن المخادعين سواءً الذين كانوا في البنك، أو «موظفي الأصابع»، لو التقيتهم، سيعطونك دروسًا في الأخلاق والأمانة، وربما سيبدون امتعاضهم من سوء تصرُّفات الناس!
عقل الإنسان خطيرٌ، وخطيرٌ جدًّا إذا ما استُخدم في الخداع، لكنه هو نفسه الذي يوحي لصاحبه بزرع شجرةٍ للجيل القادم، ويبتكر الأدوية للمرضى. إذًا المسألة اختيارٌ.
* رفع رجلٌ بريطاني شكوى ضد شركة آبل. «الحبيب» كان قد كتب رسائلَ غراميةً لإحدى السيدات، ثم قام بمسح تلك الرسائل من هاتفه، لكنَّ زوجته اكتشفتها عبر جهاز الكمبيوتر، إذ لم تُمسح الرسائل منه. الرجل يقول في دعواه: إن الشركة أخطأت عندما لم تنبِّه المستخدمين إلى أن الرسائل تُمسح في الجهاز المستخدم، لكنها لا تُمسح من جهازٍ آخرَ، يستخدم الحساب نفسه. زوجة الرجل بمجرد قراءتها رسائل الخيانة، قامت بطرده من البيت، وألقت بملابسه من النافذة، وقرأت له من النافذة إحدى رسائله التي بعثها أثناء الخطوبة، ثم قالت له: «توني عرفتك زين.. تلعب على الحبلين.. قلبي يحب واحد.. وقلبك يحب اثنين»!