|


أحمد الحامد⁩
مزاج عام.. وبودكاست
2024-06-26
* ما ينتشر أو ما يسمى بالترند لا يشترط أن يكون محتوى جيدًا أو طريفًا أو غريبًا ليحقق الانتشار، يحتاج بالضرورة إلى المزاج العام المستعد لاستقباله لكي يحقق الانتشار. هذا ما يفسر أن بعض المحتوى يحقق نجاحًا متأخرًا، وأقصد أن بعض المقاطع التي أصبحت ترند ليست جديدة، لكن المزاج العام أثناء طرحها لم يقبلها كما قبلها اليوم. الشيء نفسه في الأغنية التي تنجح لاحقًا. سمعت أحد نجوم الأغنية المصرية يقول إن أغنيته الناجحة حاليًا ليست جديدة، وتم تقديمها قبل 12 عامًا، لكنها لم تنجح إلاّ الآن! المزاج العام يدخل في عالم العطور كذلك، فبعض العطور لم تحقق رواجًا إلاّ بعد طرحها بسنوات، وكانت مبيعاتها عند طرحها ضعيفة، وأعرف عطاّرة إيطالية قالت لي عن عطرها الذي ابتكرته في العام 2015 وكيف أنه لم يحقق نجاحًا يذكر حينها، لكنه وبعد 6 سنوات أصبح يحقق انتشارًا كبيرًا. سألتها: لماذا لم ينجح في العام 2015 ونجح بعد 6 سنوات؟ لم تجب بأكثر من: لا أعرف.. ربما تغير ذوق الناس! حتى في الموضة تمر بعض التصميمات مرور الكرام، لكنها وبعد سنوات قد تعود لتحقق نجاحاتها. بعض أسباب الإخفاقات لا علاقة لها بأن ما تم طرحه ليس جيدًا، قد تكون حالة المزاج العام غير مناسبة.
* حتى أكبر القنوات التلفزيونية تحولت في بعض برامجها إلى التصوير بطريقة البودكاست. الرهان الآن مع الكم الكبير من برامج البودكاست ليس في تقديم حلقات جيدة، بل في الاستمرار في تقديم الحلقات الجيدة، ومدى قدرة مقدمي البرامج على الانتظار طويلًا، لأن بعض برامج البودكاست ستخرج من المنافسة، خصوصًا تلك التي لا يملك أصحابها فكرة أن نجاح البرنامج تراكمي، والانتشار يحتاج إلى مدة لا يمكن القفز عليها. مشهد برامج البودكاست الكثيرة على اليوتيوب مشهد تنوع جميل، وآمل أن يعتقد كل مقدم برنامج أن الفترة الحالية هي فترة زراعة وليست فترة حصاد، وكلما آمن بهذا الاعتقاد كلما غرس جذوره في الأعماق أكثر.
* أنيس منصور: لا أعرف على وجه التحديد قواعد النجاح، لكن أعرف على وجه الدقة أهم قواعد الفشل، وهي إرضاء جميع الناس.