أنجب التركي ماهر جونوك، حارس المرمى المعتزل، في 1 مارس 1989 ابنًا دانت له بلادهما، بعد 35 عامًا، بالفضل في وصول منتخبها الأول لكرة القدم إلى ربع نهائي كأس أوروبا «يورو 2024».
وبينما كان المنتخب التركي متقدِّمًا على نظيره النمساوي، الثلاثاء، في ثمن نهائي اليورو، بهدفين مقابل هدف واحد، توقّفت قلوب مشجّعيه قبل ثوانٍ من صافرة النهاية، لحظة تصويب كريستوف باومجارتنر، جناح المنافس، رأسيةً، خالها كثيرون تزغرد داخل الشباك، لكن ميرت، نجل ماهر جونوك، طار لها وأبعدها ببراعة إلى ركنية، منقذًا مرماه من هدف محقق.
ولولا ذلك التصدي لنجح النمساويون في إدراك التعادل الذي سعوا له على مدى نصف ساعة خنقوا فيها منافسهم داخل نصف ملعبه، ولربَّما استمر ذلك الضغط حال تمددت المباراة إلى وقتين إضافيين، مع نفاد المخزون البدني للأتراك كما بدا بوضوح، ما كان سيعقّد مهمة رفاق جونوك في التأهل.
وتشّرب الحارس مهارات مركزه من والده ماهر، الذي احترف اللعبة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الميلادي الماضي، ومثّل 6 أندية بينها طرابزون سبور، أحد أضلاع مربّع الكبار في الكرة التركية مع جالطة سراي، وفنربخشة، وبشيكتاش.
وتحسَّس ميرت خطواته الكروية الأولى في نادي كوجالي سبور، وتدرَّب بين جدرانه تحت إشراف والده الذي كان يعمل مدربًا لحرّاس مرمى الفئات السنية.
وفي عمر الـ 12 انتقل الابن إلى فنربخشة، وتصعّد للفريق الأول في 2008، ومثّله حتى 2015، ثم رحل إلى بورصا سبور، ومنه لإسطنبول باشاك شهر، صيف 2017، وبعد 4 أعوام حطَّ الرحال في بيشكتاش، ناديه الحالي.
وفاز الحارس مع فنربخشة بلقبين لكل من الدوري والكأس والسوبر، وحقق الدوري أيضًا برفقة باشاك شهر، والكأس والسوبر بشعار بشيكتاش.
وفاز بجائزة أفضل حارس مرمى في تركيا موسم 2018ـ2019، واختير ضمن تشكيلة الدوري للموسم ذاته، وكذلك لنسخة 2022ـ2023.
وفي 2011 وجَّه إليه المدرب الهولندي جوس هيدينك النداء الدولي للمرة الأولى، فيما تأخَّرت مشاركته إلى العام التالي، وبدأت بالدخول بديلًا خلال مباراة تجريبية أمام جورجيا، 24 مايو 2012، مع المدرب المحلي عبد الله أفجي.
وعلى مدى 7 أعوام ندرت استدعاءاته الدولية، وتجاوزته اختيارات المدرب التركي فاتح تريم في يورو 2016، بينما عاد إلى الواجهة 2019 أثناء الولاية الثانية للمدرب شينول جونيش.
مع ذلك، جلس بديلًا في بطولة يورو 2020 لزميله الأصغر سنًا أوغركان شاكير، وظلّا بعدها يتناوبان حراسة مرمى المنتخب حتى وقع اختيار المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا على ميرت، لتولّي المهمة في كأس أوروبا الجارية.
وخلال مسيرته، تكالبت عليه الإصابات، تحديدًا على ركبته التي غيّبته أحدث آلامها عن مباراة البرتغال ضمن ثاني جولات دور المجموعات في اليورو.
وبدأ جونوك البطولة أساسيًا أمام جورجيا، وغاب بسبب الإصابة عن لقاء البرتغال، تاركًا مكانه لزميله ألتاي بايندير، قبل عودته مجددًا عبر مواجهة التشيك، ثمّ النمسا.
وعلى صعيد الحالة الاجتماعية، تزوّج الحارس، الذي أتم مطلع مارس الماضي عامه الـ 35، في 2015 من خطيبته أسلي، واستقبلا مولودهما الأول في 2019، وأسمياه علاء.
وفقد ميرت والدته عام 2011 إثر معاناة مع مرض لم يُكشف عنه، عندما كان يلعب لفريق فنربشخة.