خلافًا لجميع لاعبي المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، المُشارك في كأس أوروبا "يورو 2024"، وُلِدَ المدافع مارك جويهي خارج إنجلترا، على أرض أبيدجان، عاصمة دولة كوت ديفوار، وطن أبويْه، 13 يوليو 2000.
وعندما كان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، انتقل مع أسرته إلى لندن، العاصمة البريطانية، وتربَّى في منزلٍ، يغلب عليه الطابع الديني بحكم شَغْل والده، فترةً طويلةً، منصب قسٍّ لدى إحدى الكنائس الإيفوارية.
وفي السادسة من عمره، بدأ مرحلة التأسيس الكروي داخل نادي كراي واندررز اللندني، وكان يُدرِّبه كشَّافٌ من الجار تشيلسي، نقله بعد عامين إلى أكاديمية "البلوز".
ووقَّع اللاعب عقده الاحترافي الأول مع تشيلسي سبتمبر 2017، بعد نحو أربعة أشهرٍ من تألقه في كأس أوروبا للمنتخبات تحت 17 عامًا، التي حقق الإنجليز وصافتها، واختير المدافع ضمن تشكيلتها المثالية.
وفي أكتوبر، أي بعد التوقيع مع تشيلسي بشهرٍ واحدٍ، عوَّض خسارة ذلك اللقب القاري بحصد ذهب مونديال الناشئين، وسجّل هدفًا خلال نهائي البطولة الذي انتهى بفوز أشبال إنجلترا 5ـ2 على إسبانيا.
واستُدعي جويهي، للمرة الأولى، للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج" في 12 مايو 2019، عندما ضمَّه الإيطالي ماوريسيو سارّي، مدرب تشيلسي، لقائمة مباراة الفريق وليستر سيتي، وأبقاه احتياطيًّا طوال مجرياتها.
وتأخَّرت باكورة مشاركاته بقميص الفريق الأول إلى 25 سبتمبر من العام ذاته، وجاءت تحت قيادة المدرب الإنجليزي فرانك لامبارد، الذي دفع به أساسيًّا أمام جريمسبي تاون، لحساب الدور الثالث من كأس الرابطة المحترفة، وبدأ به اللقاء التالي ضمن البطولة ذاتها ضد مانشستر يونايتد 30 أكتوبر في ثاني وآخر ظهورٍ له مع "البلوز".
وفي 10 يناير 2020، أعير إلى سوانزي سيتي، الناشط ضمن دوري القسم الثاني، ملتئمًا من جديدٍ مع المدرب الويلزي ستيف كوبر، الذي حقق تحت قيادته لقب كأس العالم للناشئين.
وظلَّ المدافع في سوانزي حتى صيف 2021 بموجب الإعارة التي تجدَّدت عقب نهاية موسم 2019ـ2020، ثم انتقل بعقدٍ دائمٍ إلى كريستال بالاس، فريقه الحالي، عبر ثالث أغلى صفقات النادي تاريخيًّا بتكلفةٍ بلغت 18 مليون جنيه إسترليني.
وتلقَّى جويهي الاستدعاء الأول لمنتخب إنجلترا، مارس 2022، ضمن قائمةٍ، اختارها المدرب الإنجليزي جاريث ساوثجيت لخوض مباراتين تجريبيتين مع سويسرا وكوت ديفوار.
وشارك أساسيًّا أمام سويسرا، ولعب المباراة كاملةً، بينما جلس احتياطيًّا في مواجهة منتخب بلده الأصلي.
وفيما بعد، لعب مع منتخب "الأسود الثلاثة" عشرَ مبارياتٍ متفرقةً، تجريبية أو ضمن دوري الأمم الأوروبية وتصفيات يورو 2024، وغاب عن القائمة المستدعاة لكأس العالم 2022 في قطر.
وأدرجه ساوثجيت في قائمة اليورو النهائية، التي أعلنها 6 يونيو الماضي، وأشركه أساسيًّا منذ بداية البطولة وحتى موقعة سلوفاكيا ضمن دور الـ 16، التي حصل خلالها على بطاقةٍ صفراءَ ثانيةٍ، غيّبته عن ربع النهائي أمام سويسرا، وعوَّضه زميله إزري كونسا، فيما يُتوقَّع عودته إلى التشكيل، الأربعاء، في مواجهة هولندا.