حين انتقلت عائلته إلى موسكو وهو في الـ 11 من عمره، لم يكن يدرك أن هذه الخطوة ستفتح له بابًا نحو الاحتراف، هناك انضم إلى أكاديمية لوكوموتيف، حيث تعلّم الانضباط والدقة، قبل أن ينتقل إلى صفوف شباب روبين كازان.
أنه أليشير جاليلوف، قائد فريق استقلول الطاجيكي الأول لكرة القدم،المولود في 29 أغسطس 1993، في قرية لاتاخوراك القريبة من دوشانبي.
ومنذ طفولته كان مهووسًا بالكرة، يركض خلفها في الحارات الترابية وكأنها جواز سفره إلى عالم أوسع.
ظهوره الأول مع الفريق الأساسي لروبين في صيف 2011 لم يتجاوز دقائق قليلة أمام روستوف، لكنه كان بمثابة إعلان دخول لاعب إلى المشهد الكبير.
بعد ذلك تنقّل جاليلوف بين نيفتيخيميك وبالتيكا، وكل محطة منحته خبرة جديدة وصقلت شخصيته الكروية.
رغبته في تمثيل وطنه الأصلي لم تغب يومًا، فعلى الرغم من مشاركته مع منتخبات الفئات العمرية الروسية، اختار في النهاية اللعب لمنتخب طاجيكستان الأول.
كان القرار عاطفيًّا بقدر ما هو رياضي، إذ أراد أن يحمل قميص بلده أمام العالم، ومع المنتخب عاش لحظات فارقة، وسجَّل أهدافًا حاسمة عزَّزت مكانته كأحد قادة الجيل الحالي.
عودته 2019 إلى بلاده من بوابة استقلول في دوشانبي أعادت له إحساس البيت، وهناك أصبح ركيزة أساسية في خط الوسط وقائدًا لزملائه.
لم يتردد كذلك في خوض مغامرة خارجية مع أجمك الأوزبكي عام 2022 قبل أن يعود إلى صفوف الفريق الطاجيكي ويدافع عن ألوانه منذ عام 2023.
وبعد عودته، انفجر هجوميًّا مسجّلًا 15 هدفًا في جميع المسابقات مع استقلول، بينها 13 هدفًا في الدوري الطاجيكي وهدف في الكأس وآخر في دوري أبطال آسيا وكان ذلك موسمه الأبرز، حيث جمع بين صناعة اللعب والتسجيل ليصبح واحدًا من أكثر لاعبي الدوري تأثيرًا.
وفي موسم 2024 انخفض معدّل التهديف قليلًا لكنه ظلَّ مؤثرًا، إذ أحرز 7 أهداف «ستة في الدوري وواحد في الكأس»، مؤكدًا حضوره كلاعب يصنع الفارق ولو لم يكن هدافًا صريحًا.
أما في الموسم الجاري، فقد شارك حتى الآن في 12 مباراة دون تسجيل، لكنه عوَّض ذلك بالتألق مع المنتخب الوطني، حيث هزَّ الشباك في مناسبتين دوليتين.
حياة جاليلوف الشخصية بقيت بعيدة عن الأضواء، فلا تُنشر أخبار كثيرة عن زوجته أو تفاصيل خاصة، ولا يشارك الرجل الذي يوصف بأنه هادئ،عبر حساباته الرسمية أي منشورات خاصة باستثناء أن النادي أعلن في وقت سابق أنه أصبح أبًا لطفلة.
ويلاقي الفريق الطاجيكي نظيره النصر ، الأربعاء، في انطلاق منافسات بطولة دوري أبطال آسيا 2.