«فيفبرو» يطلق صافرة الإنذار.. اللاعبون على حافة الانهيار

الفرنسي كليان مبابي، مهاجم ريال مدريد، لدى وصوله مع بعثة الفريق، الإثنين، إلى كازاخستان لمقابلة مضيفهم ألماتي في دوري أبطال أوروبا بعد أن قطعت 6.404 كلم (المركز الإعلامي ـ ريال مدريد)
لندن ـ رويترز 2025.09.29 | 08:28 pm

طالب الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين «فيفبرو» الجهات المسؤولة عن كرة القدم بالعمل على وجه السرعة لوضع جدول مباريات أكثر توازنًا للمسابقات مع توفير فترات راحة واستشفاء كافية للاعبين، الذين يقتربون من نقطة الانهيار، بسبب تلاحم المواسم.
وفي تقريره عن تأثير جدول المباريات، والحمل التدريبي على اللاعبين، عن موسم 2024ـ2025، قدم «فيفبرو» أدلة على ارتفاع المخاطر الصحية والمشاكل، التي تهدد أداء اللاعبين، بسبب جدول المباريات المزدحم، خاصة بالنسبة للاعبين، الذين شاركوا في كأس العالم للأندية.
وبحسب التقرير، حصلت فرق، مثل باريس سان جيرمان الفرنسي، وريال مدريد الإسباني، ومانشستر سيتي، وتشيلسي الإنجليزيين، على أقل من الحد الأدنى الموصى به من فترة التوقف للموسم، وهو 28 يومًا.
كما حصل باريس سان جيرمان وتشيلسي، اللذان وصلا نهائي كأس العالم للأندية على أقل من أسبوعين راحة قبل انطلاق الموسم الجديد، وهو أقل من نصف الحد الأدنى الموصى به.
وقال ماهيتا مولانجو، الرئيس التنفيذي، وعضو مجلس الإدارة: «المشكلة الكبيرة، التي تواجهنا في المناقشات حول الجدول، هي أن الناس يميلون للنظر إلى هذا الأمر بمعزل عن المنافسات أو مجرد فترة زمنية محددة عادة ما تكون عامًا واحدًا».
وأوضح: «هذه التقارير تمنحنا الفرصة لرصد الصورة الأوسع، والنظر إلى ما يحدث في المواسم المتتالية، ومن هنا نبدأ في استخلاص بعض الاستنتاجات المثيرة للاهتمام».
وأضاف مولانجو: «يوجد لاعبون مثل كول بالمر، الذي ورد اسمه في التقرير، وإذا حالفه الحظ في أن يكون لائقًا بما فيه الكفاية، وتم استدعاؤه لكأس العالم المقبلة، فسيقضي ثلاثة فصول صيف متتالية من اللعب دون انقطاع».
وشارك بالمر مع منتخب إنجلترا، الذي وصل إلى نهائي بطولة أوروبا 2024، وتشيلسي، الذي فاز بكأس العالم للأندية، ومن المتوقع أن يشارك اللاعب «23 عامًا» في مونديال 2026.
وعانى اللاعب منذ ذلك الحين من مشاكل في أعلى الفخذ مرتين في بداية هذا الموسم، وأظهر التقرير كيف أن جدول مباريات كرة القدم القاسي يتناقض بشكل صارخ مع الرياضات الكبرى الأخرى.
وبينما تضمن مسابقات الدوري الأمريكية المختلفة، مثل دوري كرة السلة، للاعبيها فترة راحة من 14 إلى 15 أسبوعًا على الأقل، إذا وصلوا إلى النهائيات، فإن فرق كرة القدم الأوروبية بالكاد لديها ثلاثة أسابيع للتعافي، ما يخلق تأثيرًا سلبيًا على اللاعبين.
وقال ألكسندر بيليفيلد، مدير السياسة والاستراتيجية العالمية في الاتحاد: «كان لتوقيت كأس العالم للأندية تأثيرًا سلبيًا للغاية على فترات الراحة والتعافي للاعبين، وكذلك على فترة العودة للتدريب».
أظهر التقرير كيف أن أشرف حكيمي لعب 53 مباراة مع باريس سان جيرمان، ومنتخب المغرب في 2023ـ2024، ما منحه فترة راحة لمدة 32 يومًا. لكن هذه المدة تقلصت إلى 22 يومًا عندما لعب 69 مباراة، الموسم الماضي.
وأشار دارين بورجيس، مستشار الأداء العالي في الاتحاد، إلى أنه بصرف النظر عن الإجهاد البدني، فإن فترة التوقف القصيرة جدًا تؤثر أيضًا على اللاعبين ذهنيًا.
وأوضح: «إنه مزيج مثالي يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الإصابة، وفي أفضل الأحوال إلى انخفاض القدرة على الأداء».
وسلط التقرير الضوء أيضًا على سفر اللاعبين، خاصة خلال فترات التوقف لخوض مباريات دولية، إذ يقطع عدد من اللاعبين آلاف الأميال في رحلات من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية أو آسيا.
وضرب «فيفبرو» مثالًا على ذلك باللاعب الإكوادوري مويسيس كايسيدو المنتقل إلى تشيلسي مقابل 115 مليون جنيه إسترليني، الذي قطع مسافة 25 ألف كيلومتر تقريبًا لخوض أربع مباريات في 14 يومًا مع ناديه والمنتخب، ولعب 90 دقيقة في كل مباراة.
وقال النيوزيلندي كريس وود، مهاجم نوتنجهام فورست الإنجليزي، إنه من المهم للغاية أن يحصل اللاعبون على فترة كافية للتعافي للسماح للجسد بالتأقلم قبل العودة إلى التدريبات للمباراة التالية.
وأوضح: «أخوض مباراة يوم السبت، وإذا كان لدي سفر دولي، أعود للعب مع منتخب بلادي في نيوزيلندا، أحيانًا أكون على متن طائرة بعد ثلاث ساعات من نهاية مباراة مع فورست.. أسافر لمدة 30 ساعة للعودة إلى بلدي. تعافي الجسد والجانب العضلي لا يكون مثاليًا».
يذكر أن فريق ريال مدريد الإسباني قطع حوالي 6.404 كيلو مترات للوصول إلى كازاخستان لخوض مباراته في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء ضد ألماتي بحسب موقع easemytrip.com.