ما بين الترسانة الدفاعية الأفضل والهجوم الأقوى أوروبيًا، تدور ليلة الأربعاء مواجهة مثيرة قد تفضي إلى حسم صراع الصدارة على جدول ترتيب دور المجموعة الموحدة لدوري الأبطال، وذلك عندما يصطدم أرسنال الإنجليزي وضيفه بايرن ميونيخ الألماني لحساب الجولة الخامسة.
إلى جانب كونها مواجهة بين فريقين لم يخسران أي نقطة حتى الآن في المسابقة، إضافة إلى إنتر ميلان الإيطالي، فإن الجماهير موعودة بصراع كسر إرادة، فهجوم البايرن الذي سجل 14 هدفًا «متساويًا مع باريس سان جيرمان » سيعمل جاهدًا على فك شفرة شباك أرسنال، الذي سيحاول بدوره أن يثبت أن منظومته الدفاعية عصية على الاختراق.
ورغم أن البافاري سجل هدفًا واحدًا على الأقل في كل من آخر 11 مباراة له في دوري الأبطال «2.5 هدف في المباراة الواحدة»، إلا أن المهمة لن تكون سهلة في شمال لندن، إذ لم يقتصر الأمر على فوز متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر 15 مباراة له على ملعبه بمرحلة المجموعات ـ الدوري بالمسابقة الأوروبية، بل حافظ أيضًا على نظافة شباكه في 12 منها.
لكن مع ذلك فإن البايرن قد يجد الحلول اللازمة لإنجاز المهمة، خاصة مع وجود الهدّاف الإنجليزي هاري كين، الذي يعرف طريقه جيدًا إلى شباك أرسنال، إبان لعبه مع توتنام، فخلال 21 مواجهة سجل 15 هدفًا، ستة منها في 10 زيارات إلى «الإمارات»، مما يجعله اللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف في تاريخ هذا الملعب.
ويعترف كين، الذي زار شباك أرسنال خلال التعادل 2ـ2 في ذهاب ربع نهائي موسم 2023ـ2024، بصعوبة دفاع «المدفعجية» وقال في تصريحات صحافية قبل المباراة: «هم أقوى من الناحية الدفاعية.. يصعبون الأمور على منافسيهم. ولكن يجب أن نحلل الفريق وأن نكتشف من أين يمكن أن نسجل الأهداف».
ويؤكد ماكس إيبرل، عضو مجلس إدارة النادي البافاري ما ذهب إليه كين: «نعلم أن أرسنال فريق قوي، ويضم لاعبين سريعين وأذكياء، ويتميزون بدفاع قوي وقادرين على تسجيل الأهداف».
ومع كل الزخم الذي يملكه أرسنال لكنه لا يكون في أفضل حالاته عندما يصطدم بالبايرن، فمن أصل 14 مواجهة، فاز ثلاث مرات، وخسر ثماني، آخرها بهدف نظيف في إياب ربع نهائي الموسم قبل الماضي بميونيخ، واستقبلت شباكه 30 هدفًا وسجل 15.
كما كسب البايرن أربع من آخر خمس مباريات خاضها ضد أرسنال، وسجل 18 هدفًا. في المقابل فإن فوز أرسنال 2ـ0 على ملعبه بمرحلة المجموعات موسم 2015ـ2016 هو الانتصار الوحيد الذي حققه في آخر ثماني مواجهات ضد البايرن إذ تعادل مرتين وخسر خمس.
أيضًا يجد أرسنال صعوبة في تخطي الفرق الألمانية بشكل عام مسجلاً فوزين في آخر تسع مباريات وتكبد ست خسائر. وعلى عكس ذلك يتفوق البايرن بشكل كبير على منافسيه الإنجليز، إذ فاز ثماني مرات في آخر 12 مواجهة مع تعادلين وخسارتين. وكانت المباراة الأخيرة ضد تشيلسي بالجولة الأولى الموسم الجاري وكسبها 3ـ1.
نتائج الفريقين في المنافسات كافة خلال الموسم الجاري قد ترفع من مستوى التطلعات لمشاهدة مباراة قوية بين متصدري دوريهما المحليين، فالبايرن فاز في 16 من أصل 17 مباراة، وكان تعثره الوحيد عندما تعادل مع يونيون برلين 2ـ2 مطلع نوفمبر الجاري. في المقابل لم يخسر أرسنال 15 مباراة متتالية، كما أنه فاز في 15 من أصل 18.
في جانب المواجهات المباشرة بين الفريقين في دوري الأبطال تعد هذه هي المرة الثالثة التي يصطدما فيها بدور المجموعات، كانت الأولى موسم 2000ـ2001 وتعادلا 2ـ2 في لندن وفاز البافاري 1ـ0 إيابًا. كما التقى الفريقان أربع مرات في ثمن النهائي «2004ـ2005» و«2012ـ2013»، «2013ـ2014» «2016ـ2017»، ومرة واحدة في ربع النهائي.
وكانت أثقل نتائج تلك المواجهات عندما فاز بايرن 5ـ1 ثلاث مرات تواليًا. الأولى في إياب دور المجموعات 2015ـ2016 عندما قلب تأخره في لندن بهدفين نظيفين. أما الثانية والثالثة فكانتا بدور الـ 16 في الموسم الذي يليه.
وفي مرتين سابقتين توج البايرن بلقبين في دوري الأبطال من بين ستة، عندما واجه أرسنال، الأولى 2001 «دور المجموعات»، والثانية 2013 «ثمن النهائي». في المقابل لم يحصل الفريق الإنجليزي على أي ألقاب وكان إنجازه الأبرز وصوله إلى نهائي 2006 والذي خسره أمام برشلونة الإسباني 2ـ1.