بعد أن عاش التجربة من هناك.. معلق الجزيرة الرياضية الكعبي:
أكد المعلق الكروي في قنوات الجزيرة الرياضية علي سعيد الكعبي، أن النجاح الكبير والمتميز الذي حققته قنوات الجزيرة في نقلها أحداث مونديال جنوب أفريقيا والذي اختتم مؤخراً، يعود بعد فضل الله عز وجل إلى كون قنوات الجزيرة لا تبحث عن جيب المشاهد العربي بقدر ما ترغب وتقدر التواصل مع عقلية المشاهد من خلف الشاشات، بنقل متميز وطرح إعلامي واع واحترافي، و قال الكعبي:” أعتقد أن قنوات art المالك الحصري السابق لنهائيات كأس العالم، ظـُلـِمت في هذه الناحية كونها كانت ربحية بالدرجة الأولى وهو ما يخالف قناعة وعقلية المشاهد العربي، الذي لا يزال يرفض أن تتحول الرياضة لاسيما لعبة كرة القدم إلى تجارة , وأن يشاهدها بمقابل مادي, لذا نجحت الجزيرة حينما سعت إلى تقديم عمل تلفزيوني مميز واحترافي مقابل مردود مادي يعد ضعيفاً مقارنة بالقنوات الأخرى، والمصروفات الهائلة التي دفعتها في مونديـــال 2010 وغيرها مــــــن الاستحقاقـــات الكروية”.
صعوبات وعوائق
واعتـــرف الكعبي بتعرضهم لعدة معوقات في بداية المونديال، هزت من استقرار قنوات الجزيرة واستعداداتها الضخمة الفنية والبشرية , قائلاً:” تلخص الأمر بداية بحالة التشويش المتعمد على قنواتها , ثم بحادث الطائرة التي كانت تقل مجموعة من الزملاء الفنيين في الجزيرة من بينهم الزميلان الأخضر بالريش وطارق ذياب، حيث نجوا بأعجوبة بفضل الله من موت محقق , ولا أخفي أن هذه الأمور أثرت في نفسياتنا في أول أيام المونديال”.
مرشح متوقع
ولفت معلق الجزيرة الرياضية أن فوز أسبانيا بكاس العالم 2010، كان متوقعاً ولم يكن مفاجئاً كما رآه البعض قياساً على التصاعد الفني المستمر في مستوى الأسبان في المونديال، بالرغم من خسارتهم أولى المباريات أمام سويسرا , وأضاف:” هنا تبرز أهمية الإعداد المعنوي إلى جانب الفني،
لذلك أخالف من قال إن المونديال لم يكن فنياً بالصورة المطلوبة , وأعتقد كانت هناك مباريات قوية ولو عدنا بالذاكرة قليلاً فإن مونديال ألمانيا 2006، لم يكن أيضاً بذات القوة الفنية وهذا يعود إلى عدة أمور من أهمها أن المتعة الكروية في السنوات الأخيرة قلت أو بالأصح قتلت بالخطط الدفاعية , والعمل على إغلاق المنافذ وتضييق المساحات حتى أن منتخب البرازيل الذي كان يقدم الكرة الساحرة والجميلة بات يلعب (بستايل أوربي) ، إن صح التعبير حيث الدفاع وإغلاق المنافذ , حتى اللاعب الموهوب لم يجد المساحات الكافية لإبراز مواهبه كما كان سابقاً , ولذا لم نشاهد أفذاذ اللاعبين ونجوم المونديال أمثال ميسي وكريستيانو رونالدو وكاكا وغيرهم في مستواهم المعروف , وقد يكون فريق برشلونة حالة استثنائية في هذا العالم بتقديم الكرة الممتعة حالياً”.
ستة معلقين
ورفض الكعبي القول بأن تخصيص ستة معلقين عرب، للتعليق على نهائي المونديال بين أسبانيا وهولندا لم يكن الهدف منه هو إرضاء المعلقين من قبل مسئولي قنوات الجزيرة ,و قال:” بل كان الهدف الأسمى والأساس إرضاء المشاهد العربي على مختلف ثقافاتهم , فكان هناك المعلق الخليجي والمصري والجزائري والتونسي، وأعتقد أن المشاهد هو الرابح من هذا الأمر , فقد كانت كل الجهود تجند لإرضاء المشاهد العربي في كل مكان , ويكفينا شهادات الشكر التي وصلت للجزيرة من كل أقطار العالم العربي، الذين أشادوا بالتغطية الإعلامية المميزة وغير المسبوقة لأحداث المونديال والدول المشاركة فيه.
الأمن والهاجس
و اختتم الكعبي حديثه بالقول :” حقيقة أكثر ما أقلقنا قبل الذهاب إلى جنوب أفريقيا، هو قلة الأمن كما صور لنا بعض الإعلام ذلك، ولكن الحقيقة أننا جلسنا أربعين يوماً وتنقلنا بين عدة مدن بالطائرات والسيارات وأحياناً نخرج في ساعات متأخرة من الليل، وكان الأمن على خير ما يرام , ولم نر أي إزعاج , بل على العكس كان شعب جنوب أفريقيا بشكل عام جيدا ومتعاونا ويسألون عن أي خدمة يمكن تقديمها لنا , وأعتقد من وجهة نظري أن جنوب أفريقيا نجحت بامتياز في تنظيم المونديال , ويكفيها في ذلك شهادة رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، الذي منحها 9 من 10 وهذه درجة عالية ومتميزة “.