الداعمون هددوني ومكتبي لا يوجد به كرسي
كشف رئيس نادي الوحدة علي داود الكثير من الأمور عن النادي المكي بشكل عام وعن الفريق الأول لكرة القدم بشكل خاص وأيضا أكد أنه لا يدفع ريالاً من جيبه وكذلك أعضاء مجلس إدارته، وتحدث عن تخليه عن الكرسي الرئاسي وأيضا تطرق للإيجابيات التي تحققت منذ أن جلس على الكرسي الرئاسي. ورفض أن يكون هناك أي أثر باق للشللية والرباطية التي كانت تقف حجر عثرة أمام تطور الوحدة النادي والفريق.. مبينا أن نادي الوحدة كان يحتاج لمثل هذه الخطوة منذ زمن طويل.. ولعل ما حدث أعاد للأذهان ذكرى الراحل فيصل بن فهد ــ يرحمه الله ــ عندما كلف الرياضي الضليع عبد الوهاب صبان برئاسة النادي في ظرف وحداوي عصيب. • في البداية ألف مبروك عودة الفريق الوحداوي لدوري زين؟ ـ الله يبارك فيك وفي الحقيقة ما تحقق من انتصارات وبعدها العودة لمكانة الوحدة لم يكن ليتحقق لولا فضل الله أولا ثم فضل الدعم السخي من اللجنة ومن رجال الوحدة المخلصين، وأقول والله ثم والله أن هناك من الرجال الوحداويين دعموا ناديهم ماديا وبشكل سخي جدا وفضلوا عدم ذكر أسمائهم بل هددوني إذا بحت أو كشفت عنهم فلن يدعموا بعد ذلك فهذا هو العطاء. • بصراحة هل كنت متفائلاً بالفوز على فريق الحزم وبالتالي العودة لدوري زين؟ ـ نعم متفائل جدا، ولكن لم أكن أبين هذا التفاؤل للاعبين حتى لا أؤثر عليهم قبل المباراة، ولكن تفاؤلي استمددته من ثقتي الكبيرة بهم ومتابعتي للتدريبات وشعوري بمدى حرص اللاعبين لتحقيق الفوز ومن ثم التأهل.. فقبل المباراة الأمور كانت تصب في مصلحة فريقنا للعودة لدوري زين بعدما رفع فرسان مكة رصيدهم إلى 48 نقطة وقفزوا من المركز الرابع إلى الثاني في قائمة الترتيب، فمنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بأن الفريق سيعود لدوري الأضواء وأيضا هناك نقطة مهمة وهي أننا كنا نركز بأننا نلعب بفرصة واحدة وهي الفوز، حيث إننا لو ركزنا بأننا سنلعب على فرصتين فربما لا نلعب على أي منهما ولكني كنت أشدد على عدم الإفراط في الثقة حتى لا تنعكس علينا، فإلى ما قبل المباراة وأنا أقول إن التأهل سابق لأوانه كي يبذل اللاعبون كل ما في وسعهم لتحقيق مبتغاهم.. وإذا كان هنا لاعب مميز في جميع المنافسات فهو الجمهور الوحداوي الذي كان خلف الانتصارات والتأهل، فالجماهير كانت تلاحق فريقها هنا وهناك وخصوصا المباريات التي تقام على ملعبنا. • لن أتحدث عن بداية الموسم لأني أعرف أنه كان بمثابة فترة إعداد بالنسبة لإدارتك الأمر الذي جعل النتائج لم تكن مرضية ولكن ماذا اختلف في الفريق خلال المباريات الأربع أو الثلاث الأخيرة التي ظهرت فيها النتائج بشكل جيد فمن خلالها تحقق التأهل؟ ـ الاستقرار وما أعنيه في الاستقرار هو الفني وليس الإداري، حيث استقر المدرب على تشكيل ثابت، ففي السابق كان يلعب أميدو يصاب بلال يلعب طلال الخيبري يصاب عبدالعزيز المنصور ولكن الآن اختلف الأمر، حيث استقر الفريق على تشكيل ثابت وهذا الاستقرار الفني بدون شك يحقق الانسجام بين اللاعبين، وأيضا وهي النقطة المهمة التأقلم مع المدرب، ففي الفريق 24 لاعباً جميعهم لديهم الجاهزية والاستعداد للمشاركة لذا ظهرت النتائج الإيجابية. • بعد تغيير عدد من المدربين هل تعتقد أنكم وفقتكم في اختياركم للمدرب المصري بشير عبدالصمد؟ ـ لـم يكــن اختياري لوحدي، بل جميع أعضاء مجلس الإدارة اتفقوا عليه لأنه مدرب ناجح وقادر على تحقيق ما نصبو إليه، وبالفعل كان اختيارنا موفقا للغاية ولله الحمد، بل إن المدرب استطاع تجهيز جميع اللاعبين بمستوى واحد وخلق روح التنافس بينهم جميعا، لذا نلمس أن كل لاعب يرغب المشاركة مع الفريق وهذا أمر في غاية الأهمية.. بل أزيد على ذلك أن اللاعبين الذين لن يشاركوا بسبب الإيقافات أو الإصابات يحرصون على مرافقة الفريق من أجل دعم زملائهم وهذا دافع قوي بينهم جميعهم يشعرهم بالمسؤولية تجاه ناديهم، ولم يعد اللاعبون مشتتين ذهنيا لا في التفكير ولا في التأثير، فعاد الوحدة لما كان عليه في السابق بل وأفضل وأصبح اسماً على مسمى. • وهل سيواصل معكم المدرب عبدالصمد في الموسم المقبل؟ أم ستبحثون عن مدرب بديل؟ ـ بالطبع سيواصل ولا نفكر في تغييره. • وماذا عن الجانب الآخر وهو الجانب الشرفي، هل وجدتم الدعم المادي والمعنوي خلال الفترة التي قضيتها؟ ـ دون أدنى شك كان هناك دعم مالي ومعنوي لا محدود ساهم كثيرا فيما تحقق للفريق، ومن الأشياء المهمة في الفريق هو المحيط الخارجي الذي كان دوره فعالاً وإيجابياً، فاللجنة العليا من خلال متابعة وحرص الأمير خالد الفيصل وبرئاسة صالح كامل وعضوية كل من معالي أمين العاصمة أسامة البار والسفير محمد الطيب والدكتور إبراهيم شقدار وعلوي كامل.. هذه اللجنة هي المكلفة والمعنية بملف الاستثمار وليس هدفها إدارة النادي ولكن هدفها تأمين مصادر النادي بدخل دائم على مدى السنة والسنوات ليكون هناك مصدر ثابت للنادي يتم من خلاله توفير المصروفات دون الحاجة للأشخاص، وأيضا هذا الدعم لن يكون لإدارة معينة إدارة علي داود أو غيرها بل لأي إدارة تتولى رئاسة النادي وذلك من خلال عمل مؤسساتي حيث سيتم بناء منشآت تجارية ليصبح العمل تكاملياً. • تحدثت عن اللجنة العليا والدور الفعال والإيجابي الذي تقوم به ولكن ماذا عن باقي أعضاء الشرف الآخرين هل هناك دعم معنوي ومادي منهم أم أنهم اعتمدوا على ما تقوم به اللجنة؟ ـ نعم هناك دعم وتواصل من الجميع، فنحن في الإدارة نقوم بزيارة عدد من أعضاء الشرف وهم في المقابل يقومون بزيارة النادي، فالعملية تبادلية وتشاوريه أيضا بيننا من أجل المصلحة العامة وهي مصلحة النادي، فمثلا هناك اللجنة الشعبية التي يرأسها عبدالوهاب صبان هدفها لم الشمل الوحداوي وتقريب وجهات النظر ليتم أيضا تهيئة الرأي العام للتكاتف والالتفاف حول النادي، وعندما نواجه أي مشكلة لا نلجأ للإعلام بقدر ما نلجأ لهم لأن شأن الوحدة أصبح يعني بجميع سكان مكة المكرمة سواء أعضاء شرف أو أعضاء مجلس إدارة أو جماهير، وكلما اتسعت دائرة المحبين زاد حجم الاهتمام والدعم وضيق حجم الخلافات والاختلافات.. وقد وجدنا دعماً سخياً من الكثيرين من أعضاء الشرف إلى جانب مكافآت الفوز للاعبين في المباريات. • من خلال حديثك تطرقت للإعلام وذكرت بأنكم لا تحبذون اللجوء له.. هل هذا يعني عدم قناعتك فيما يطرح الإعلام؟ ـ الإعلام هو الذي أحببته ومارسته هواية وعملا ويصعب الخلاص منه، فهو حب يسري مع الشرايين والأوردة، وهو بالفعل عشق يجري في داخلي والإعلام بالنسبة لي مرتبط بالرياضة في حياتي ولطالما تذوقت شهده وناره منذ أن كنت حارسا لنادي الوحدة إلى حين تفرغي لسنوات طويلة من عمري للعمل فيه والآن رئيسا للنادي، فأعتقد أنه جزء مني وأنا جزء منه ولا يمكن لنا أن نفترق ولايمكن أيضا أن أنكر دوره الإيجابي ولكن له دوره السلبي أيضا فهو يبحث عن الإثارة، فمثلا أنا بابي مفتوح وبإمكانك الحضور لمكتبي وتوجيه أي سؤال تريده ولكنك لا تقبل بهذا فتبحث عن باب آخر ليكون هناك إثارة ومن هنا تخلق مشكلة لاصحة لها، ولهذا السبب نحن نسعى بقدر الإمكان لتجنب الإعلام والعمل بشكل متوازن في الداخل.. فأنا موفر كل الطرق والفرصة لنلتقي بالإعلام وجها لوجه، وعندما ظهرت لنا مشكلة أعضاء الشرف وما تردد حول انحلال المجلس وما تم تناوله بمعلومات مغلوطة قررت أن ألتقي بالإعلاميين في مسرح النادي ونتحدث سويا (نحكي)، وبعد انتهاء تلك الجلسة الودية والأخوية اتضحت الأمور للطرفين ولم يعد هناك فجوات. • أول ما دخلت مكتبك لفت انتباهي بأنه مكتوب على اللوحة مجلس الإدارة دون أن يكتب رئيس، وأيضا أكثر ما شد انتباهي بأنه لا يوجد في مكتبك طاولة وكرسي لماذا؟ ـ نعم فقد قمت بشطب كلمة الرئيس لأني لا أريد أن أكون رئيسا على من هم أكبر مني على أشخاص أعتبرهم مكملين لي يعينوني على أداء مهمتي، فمنهم من يمتلك قدرات وخبرات أكثر مني، بل حتى على المستوى التعليمي منهم من هو أعلى مني وبعضهم مارس الرياضة أكثر مني، إذاً لماذا الفوقية والتعالي، وأيضا أمرت بنقل الطاولة والكرسي ليبقى المكتب عبارة عن جلسة كنب للجميع، لأني لا أريد أن أجلس على كرسي يعطيك مقعداً أعلى تعتلي من خلاله الحضور وزملائي في أعضاء الإدارة، ولا أريد أن يكون بيني وبينه حاجز يحجب رؤيتنا، فقمت بنقل الطاولة، فكلما قربت من الشخص كلما زاد الود والحميمية وتوطدت العلاقة، ولكن كلما كان في بعد يكون البعد هو الأقرب.. ولماذا نعمل حواجز نحن نصنعها بأيدينا، وطالما بمقدورنا نصنعها أيضا بمقدورنا إزاحتها وجميعنا يؤدي عمله دون تميز، ولو دخل علينا شخص غريب لا يعرف من الرئيس وهذا هو المطلب فأصبح المكتب عبارة عن مجلس للإدارة من الناحية العملية والالتقاء والألفة.. وكان لي هدف ومبتغى من هذا العمل، وهو أن يتحول هذا المكان لهدف استراتيجي يخدم الكيان الوحداوي ويعيد الهيبة ويحقق الأهداف المرجوة والمفيدة عملا وليس قولا، فليس بالضرورة أن يكون الرئيس هو من يحقق هذه الأهداف، فالرئيس شخص متحرك يذهب علي ويحل محله فلان أو علان هكذا ولكن المكان ثابت، وإذا رسخنا وثبتنا هذا المفهوم الفكري لدى الجميع بأنه من يأتي إلى هذا المكان جاء من أجل خدمة الكيان ففي ذلك الوقت ستتحقق كل الأماني المرجوة ولن يكون هناك ضغينة أو عداوة بين الأشخاص.. فأنا أشعر بالسعادة والسرور برئاستي للوحدة ولكن في نفس الوقت أنا غير راض عن منصبي لأن هناك من هم أهم مني، ولولا أن الموقف كان صعبا وعصيباً أقسم بالله العظيم لما كنت قبلت به، بمعنى أن الفريق الأول لكرة القدم لو كان في الممتاز وعرض علي هذا المنصب لما قبلت لأن الوحدة ليس في حاجتي في هذا الوقت بل إنه سبق أن عرض علي ولم أقبل، وكثير من الرؤساء السابقين صرحوا بذلك بأنهم طلبوا مني ورفضت، فأنا عرفني الناس من خلال هذا النادي عندما كنت حارسا ثم معلقا وظل الجمهور الوحداوي يتابعني في كل مكان وفي كل وقت، وعندما جاءت الفرصة وللأسف وأقول للأسف بأن الفرصة جاءت والوحدة في محنة فيجب علي أن أقبل وأرضخ للأمر الواقع وأساهم بالقدر الذي أستطيع لإعادة الفريق للممتاز وهذا ما تحقق ولله الحمد. • ولكن الحياة تتطلب ذلك، كثيرون هم الرؤساء وعلى جميع المستويات والمجالات المتعددة يكونوا أقل من مرؤوسيهم. ـ هذا صحيح ولكني ارتأيت وارتحت لهذا العمل ولايمكن لي أن أغيره. • أعضاء مجلس إدارتك فيه من حيوية الشباب وخبرة الكبار؟ ـ نعم لأن هذا الهدف كنت حريصاً عليه، فبعض الزملاء أمثال كريم ولطفي ودخيل وعلوي والحساني والعساس، ولكن الشخص الذي كسبته لأني لأول مرة التقيه هو نائبي الدكتور زايد الحارثي عميد كلية التربية، فهو شخص متواضع جدا وطيب ومحب للوحدة ويقدم أفكاراً جديدة ومفيدة وشعرت بأنني أعرفه منذ سنوات طويلة. • هل فرضت عليك أسماء أعضاء مجلس إدارتك؟ أم أنك أنت من أخترتهم؟ ـ أولا أنا لا أقبل بأن يفرض علي أشياء لست مقتنعا بها، ثانيا جميع أعضاء مجلس إدارتي أنا من اخترتهم شخصيا دون تدخل أو فرض أو إملاء أي شخص.. وكان من أهدافي في اختيار أعضاء مجلس إدارتي أن لا يكون عليها اختلاف وليس لها شلة ولا أي شيء من مثل هذا القبيل فلماذا سيتم الاختلاف حولهم. • أكدت أكثر من مرة أن علاقتكم في الإدارة علاقة وطيدة جدا هل هذا يعني أنكم لا تختلفون؟ ـ يضحك ويقول..نختلف كل يوم ولكن اختلافنا هو الطريق المؤدي للاتفاق، ولماذا لا نختلف طالما أن مصلحة الكيان الوحداوي تتطلب ذلك، فالخلاف لا يتجاوز الـ5 دقائق ولو أمعنت النظر في الأشخاص الموجودين في الإدارة جميعهم من ذوي الدرجة العلمية والخلقية العالية وبالتالي نتناقش ونتباحث ونتشاور ونختلف بهدوء ولابد من الاقتناع، وأنا أرى أن الاختلاف أو الخلاف من شخص آخر عندما يكون من أجل المصلحة الشخصية ولكن أمام الأهداف العامة يتم الاتفاق في الكثير من الأحيان، ولكن ما أن نغادر المجلس إلا ونحن متفقين، وأؤكد بأننا تواصلنا وسنبقى ما حيينا إن شاء الله تعالى. • بصراحة ألم تكن تخشى أن لا تحقق شيئاً وبالتالي تخسر اسمك وسمعتك التي بنيتها لسنوات؟ ـ على الإطلاق لم أكن أفكر في ذلك من أجل مصلحة الوحدة، لأنه بكل أسف هذا المكان ظل شاغراً ولم يتقدم له أحد فشعرت بأنه لابد من التضحية وخصوصا عندما يطلب منك من أشخاص لهم مكانتهم الاجتماعية المرموقة أمثال صالح كامل وأمين العاصمة ويباركه الأمير نواف بن فيصل ويقبله الأمير خالد الفيصل، من الصعب أن ترفض مهما كانت الظروف والمعوقات، والتكليف كان لسنة واحدة ولكن الجميع اتفق على أن يكون لسنتين، بمعنى أنه لو لم يتحقق شيء في السنة الأولى أستطيع تحقيقه في السنة الثانية. • هل ستسمر لسنوات؟ ـ لا أعتقد لأن المهمة لن تكون صعبة لأي رئيس، فالصعوبة كانت هذا الموسم وتجاوزناها ولله الحمد. • هل وجود اللجنة سهل من مهمتك في إدارة النادي بشكل عملي؟ ـ نعم، فوجود اللجنة وفر لي ولأعضاء مجلس إدارتي العمل الملائم وبشكل أكثر من ممتاز، حيث إن السبب الرئيسي والمهم والأهم هو المال وتم توفيره، فدائما تعودنا من أن اختيار الرئيس يشترط في المقام الأول أن يكون لديه المال وأيضا أعضاء مجلس إدارته ليساهموا ولو بالقليل، ولكن بالنسبة لنا الأمر مختلف فاشترطنا بالقبول للعمل دون الدعم لأننا لا نملك إلا رواتبنا يعني من ذوي الدخل المحدود (فقراء)، فكنا واضحين من البداية، كما أن عملية الدفع من قبل الأشخاص وأعني أعضاء مجلس الإدارة تكون نوعاً من القوة وفرض الرأي، ويكون لها تأثيرها وبالتالي لاتقبل الفئة الأخرى التي لاتستطيع الدعم أن تكون مهمشة، وكل فئة تريد أن تعتز برأيها وقرارها وهنا تخرب الشغلة.. وسوف أعود لك لدور اللجنة، فمن خلال الاجتماع الذي دعا له الأمير خالد الفيصل والذي قام من خلاله بالتبرع بمليون ريال وتبعه الجميع حيث تبرع كل شخص من رجال الأعمال بنفس المبلغ، فأصبح الجميع يتسابق لدعم النادي، ولله الحمد أصبحت الخزينة لاتخلو ولن أقول بأنها ممتلئة، فلم نعد نشكو ضائقة مالية بل إنه تم دفع جميع الرواتب والمتأخرات وليس علينا أي ديون تجاه أي جهة أو شخص.. بل إنه يوجد لاعبون قدامى أمثال عبدالستار أدماوي بدر هوساوي لهم متأخرات من رواتب قديمة تم صرفها لهم، وحتى مسؤول الاحتراف الذبلول له ما يقارب 11 سنة متأخرة تم صرفها، فالجميع من لهم مستحقات مالية من لاعبين وإداريين ومدربين تم صرفها. • هل تعمدت تصفية جميع المستحقات بحيث لو جاء من بعدك رئيس تكون المديونيات صفراً؟ أم أن هذه سياسة اتخذتها في إدارتك أو كلا الهدفين معا؟ ـ دعني أوضح لك شيئاً مهماً، فاللجنة تعهدت بأن تكون إدارة النادي إدارة احترافية، لذا فاللجنة هي من تولت مسؤولية الاستثمار والمداخيل والدعم وهذا خفف الحمل كثيرا على إدارتنا وسيخفف الحمل على باقي الإدارات، لو استمر هذا النهج ولو نحن كإدارة من يتولى هذا الأمر لكان حدثت مشاكل إلى ما لانهاية وكنا على خلاف دائم ولن نفي بسداد جميع المستحقات المتأخرة على كاهل النادي، وكنا سنقع تحت التأثيرات الخارجية، لذا فتوفير اللجنة للمبالغ المالية سهل علينا الكثير من الأعباء والخلافات. • قلت هم يدفعون وأنت تصرف دون أن يسألونك عن المبلغ الذي تتسلمه منهم كيف تصرفه؟ ـ بكل صراحة لا والله، فهم يثقون بي ولله الحمد، وأنا إن شاء الله تعالى أكون عند حسن ظنهم وثقتهم بي، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد محاسبة، فهناك إدارة محاسبية، ففي نهاية الموسم سوف أقدم كشف حسابي يوضح المصروفات والإيرادات لأبرئ ذمتي. • كيف تعاملت مع ميزانية النادي بشكل عام وفريق كرة القدم بشكل خاص في ظل الظروف المالية العصيبة التي يعاني منها النادي؟ فهل تم تخفيض رواتب اللاعبين والعاملين؟ ـ هناك مفاهيم جديدة في هذا المنحى ربما تطبق، إذ إن العادة جرت على أن رؤساء الأندية هم من يتحمل 80 % من مصروفات ومصاريف النادي ولكن الأمر يختلف في إدارتي، فأنا وباقي الأعضاء فقراء ولا نملك إلا رواتبنا وبرغم ذلك قبلنا بالمهمة لأننا نثق في الرجال الداعمين لنا، وقد كنت واضحاً وصريحاً منذ البداية وقلت لن أستطيع أن أصرف على النادي ليس بخلا أو رفضا ولكن لأني لا أملك شيئاً وهذا ليس عيبا.. وكما قلت رجال الوحدة المخلصون وقفوا معي، فاللجنة التي شكلها الأمير نواف بن فيصل لتتولى إدارة شؤونه برئاسة صالح كامل ومن أعضائها أيضا أمين العاصمة الدكتور أسامة البار وغيرهما ممن يعون دورهم تجاه الوحدة، فهم من تولى تصريف شؤون النادي المالية وغيرها وبالفعل تحقق الهدف المطلوب والمنشود فهم يدفعون ونحن نصرف.. إلى جانب كل الوحداويين والمحبين للنادي ومكة المكرمة في تنفيذ هذه المهمة، وطبيعة إدارتي تفرض وتؤكد هذا المبدأ والهدف الذي أنشده وذلك باعتمادي في المجلس الذي شكلته لإدارتي أربعة أسماء من قدامى لاعبي النادي وهم كريم المسفر لطفي لبان ودخيل عواد وعلوي كامل إضافة إلى كوني لاعبا في الأصل. • هل هناك ميزانية تقديرية للنادي لهذا الموسم؟ ـ لا أستطيع القول إن هناك ميزانية ثابتة فأنت تعلم بأنه لايوجد لدينا مستثمر ولا معلن وبالتالي نعتمد على الدعم الخارجي فمن الصعب أن نحدد ميزانيتنا وعلى العموم بما أن الموسم الرياضي انتهى فسوف يتم حصر المصروفات وبالتالي سنعرف كم هي ميزانيتنا لهذا الموسم؟ • هل ستكون الميزانية مختلفة في الموسم المقبل كون الفريق صعد أو لنقل عاد لدوري زين. ـ بكل تأكيد الوضع سيختلف كثيرا فالآن نحن لا نطمح بأن نكون موجودين في دوري زين فقط بل سنسعى لتحقيق ما تأمله جماهيرنا الغالية والتي وقفت معنا وساندتنا كثيرا، لذا لابد من البحث عن لاعبين محليين وأجانب على مستوى عال. • هل كانت من أولوياتك لتولي الرئاسة الصعود بالفريق وعودته لمكانه الطبيعي؟ ـ نعم وبكل تأكيد وبدون شك أول مهامي الصعود بالفريق مجددا إلى موقعه الطبيعي (الدرجة الممتازة). • الشللية الأحزاب الرباطية وكثيرة هي المسميات التي أدت للتنافر والتباعد فيما بين الوحداويين الأمر الذي أثر سلبيا على النادي بشكل عام وعلى الفريق الأول لكرة القدم بشكل خاص وغيبت البطولات عن فرسان مكة.. هل استطاع علي داود أن ينهي هذه المعضلة التي لازمت الوحداويين لسنين طويلة؟ ـ أستطيع أن أؤكد لك بأنها اختفت تماما ولن تعود على الإطلاق لسبب بسيط لأن البيئة المحيطة بالوحدة جميعهم متفقون على عودة الوحدة والوقوف مع النادي بشكل قوي وحيوي، والذين لم يكونوا يلتقوا في السابق أصبحوا يلتقوا في الوقت الحالي، لذا لا أعتقد بأن يكون للشللية مكان في النادي المكي. • تعودنا من نادي الوحدة التفريط بنجومه عندما تبزغ مواهبهم أمام لاعبي الخبرة في الأندية.. هل ستواصل إدارة علي داود هذا التفريط، الذي نعرفه أن موضوعا مماثلا بشأن مهند عسيري يسري الآن في الأروقة والأندية والصحف؟ ـ موضوع بيع اللاعبين الموهوبين لا يعتبر تفريطا في النجوم بقدر ما تكون فيه الأندية معذورة ولها مبرراتها سيما تلك الأندية قليلة المدخول، ولكن هناك دوما قاعدة تقول إذا ما باعت إدارة ناد ما أحد نجومها لابد أن تكون قد حددت موهبة بديلة، وعملية البيع تتم للاستفادة من مدخولات البيع في إنشاء جيل جديد مرتبط بقاعدة هذا النادي أم ذاك يحل محل النجوم المباعة. • هل تعتقد أن فكرة اللجنة العليا ألغت وجود أعضاء الشرف؟ ـ فكرة اللجنة العليا أعتقد أنها فكرة عبقرية وحلت محل أعضاء الشرف ولم تلغها، وهذه الفكرة نابعة من الأمير نواف بن فيصل لأنه من الناس المهتمين بشأن الوحدة كثيرا وهذا ليس سراً أذيعه، فقبل أن أدخل للرئاسة وإلى اليوم واتصالاته لا تنقطع وتوجيهاته وحرصه لا ينقطع لأنه يشعر بما بدأه والده الأمير فيصل يرحمه الله فهو امتداد حيث الأمير فيصل يرحمه الله قال إن الله سيسألني يوم القيامة عن مكانين نادي مكة الأدبي ونادي الوحدة لأنها مسؤولية دينية واجتماعية وثقافية ورياضية وأخلاقية وفكرية.. وهذا الاهتمام بالوحدة منبعه مكة.. ولهذا اختيار الأعضاء كان في قمة الذكاء والدهاء، فصالح كامل رجل ناجح بكل المقاييس وصاحب أولويات فجعل مشاريعه تكون الأولى من نوعها، وفكرة اللجنة العليا لو يتم تطبيقها على جميع الأندية أعتقد أنها ستجني ثمارها وستحقق نتائجها الإيجابية وستريح الإدارات التي ستتفرغ للعمل بشكل أفضل دون مشاكل وخلافات وقلاقل... والخ، وكم من أعضاء الشرف عصفوا بالإدارات ولم يجعلوها تعمل بالشكل الصحيح.. فأنا مثلا لا أقبل بأن أدار بالريموت كنترول، ولا أقبل بأن أكون مهمشاً، ولا أقبل بأن يملى علي وأنفذ.. إذاً أنا جالس على الكرسي الرئاسي ليه، فالأفضل أن يتم إحضار سكرتير للنادي ويتم إدارته وتوجيهه بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم ويمشونه على كيفهم وأهوائهم، فالرئيس الواثق من نفسه لايقبل مثل هذه الأمور، فالرئيس يدير إدارته كيفما يشاء وفي نهاية الموسم يتم مساءلته أو محاسبته عن كيفية عمله وماذا تحقق وماذا لا يتحقق وما هي الأسباب والمسببات وكيفية الإيرادات والمصروفات.. والخ، فالأعضاء مطلوب منهم الدعم فقط وليس التدخل وعليهم تقديم الأوراق من الرئيس عن العمل، وأنا شخصيا أعتقد أن أعضاء الشرف لا يتدخلون بشكل دائم ولايفرضون آراءهم، فالتأثير دائما يأتي من المنتفعين ممن حولهم، فرجالات الأندية والداعمون لها يحبون أنديتهم ويعشقونها، فبالتالي هم لا يحاسبون ولكن المشكلة كما قلت لك تكمن في المنتفعين. • هل من كلمة أخيرة؟ ـ الشكر والتقدير لكم على حضوركم واهتمامكم.