2013-02-05 | 03:00 حوارات

أنا المسؤول عن جميع المنتخبات السعودية

سلطان رديف
مشاركة الخبر      

في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "الرياضية" يواصل أمين عام اللجنة الأولمبية العربية السعودية محمد المسحل الحديث عما قدمه في إدارة المنتخبات السعودية، ما لها وما عليها وكيف يرد على الكثير مما قيل عن تلك الفترة والتي من خلالها يوضح الحقائق في الاتهامات التي أثبت المسحل اليوم عدم صحتها وأنها كانت مجرد (سوالف) تقال هنا وهناك، بل ويؤكد المسحل من خلال ما يكشفه أننا نعيش في وسط يكثر فيه اللغط في أمور ليست بصحيحة والتي يتبناها البعض ويجعل منها قضية دون أي يكون لها أساس من الصحة.
كما تطرق محمد المسحل لمهامه الجديدة كأمين عام للجنة الأولمبية السعودية وكشف لـ"الرياضية" رغبته في التطوير على أساس بناء المنظومة في كل الاتجاهات والعمل على إعادة سلطة وهيبة وتخصص اللجنة الأولمبية من خلال طريقة تعاملها مع الاتحادات الرياضية والمجتمع والمؤسسات الخاصة والحكومية وكيف يمكن تأصيل مفهوم وفكر وفلسفة الثقافة الأولمبية من البيت والحارة والمدرسة حتى الجامعة وصولاً بالمؤسسة الرياضية.
كما كشف المسحل عن أن الرياضة السعودية مقبلة على دعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وقال "أبونا عبدالله بن عبدالعزيز سيفاجئنا بدعم غير مسبوق"، ومؤكداً أن التشكيل المقبل للاتحادات الرياضية سيعتمد في شكله العام على محاولة دمج رجال الأعمال بالرياضة وأنه مع العمل على الانتخابات التدريجية وأن انتخاب 50% من أعضاء مجلس الإدارة لكل اتحاد هو الخيار الأفضل اليوم مع وجود اتحادين فقط هما المؤهلان للانتخابات الكاملة.
اليوم نختم الحوار مع المسحل في حديث لن يكون منتهياً بل مستمراً للأشهر والسنوات المقبلة، فمحمد المسحل بنفسه طالب أن نبقى كإعلام متابعين ومنتقدين ومراقبين نصحح ونقترح ونعالج ونبني يداً بيد مع المؤسسة الرياضية مع بقية نص الحوار:


ـ هل كانت الإدارة المؤقتة مقتنعة بخطتك؟
الأخ أحمد عيد.

ـ لا أتحدث عن أحمد عيد بل الإدارة المؤقتة بكاملها؟
احتكاكي كان مع أحمد عيد فقط ولم أحتك بأي شخص غيره إطلاقاً وكل ما يريدونه في الادارة كان يأتيني عن طريق أحمد عيد والأخ أحمد عيد كان ولايزال على قناعة تامة بكل قراراتنا التي اتخذناها وبكل عملنا بل هم الآن أتوقع وأرى أنهم يجدون صعوبة في تغيير ما عملناه لأن كل ما عملناه مبني على أسس عالمية سواء من الناحية الفنية أو الإدارية.

ـ فلماذا وصفوك بأنك كنت تستنزف الأموال في اتحاد القدم وبشكل مخيف؟
هذا التصوير راجع لمن قال ذلك، ولكن عندما تريد عملا مختلفا فلابد أن تدفع قيمة هذا العمل وأي شخص يستطيع الرجوع للعمل القديم والتقشف في المال كيفما يشاء.
نحن ولله الحمد بلد أنعم علينا الله بالخير ولابد أن ندفع قيمة العمل الاستراتيجي الذي يرضي شبابنا في جميع الرياضات وليس في رياضة كرة القدم فقط، وعندما تريد أن تشتري مزرعة وترى أن الثمر في هذه المزرعة فيه مشكلة فلا تعالج الثمر بل عالج الشجرة وأحياناً تحتاج لبذر شجرة جديدة وإعادة زراعة الشجر يحتاج للمال والعمل والوقت لتصل لثمرة جيدة.
فعندما تريد أن تخرّج جيلا من المواهب وتدرب كوادر سعودية على أعلى نمط ومعسكرات داخلية وخارجية للفئات السنية على أعلى مستوى فلابد أن تتعب وتدفع وتخطط وعندما نقول اليوم إن تلك البطولة لا بد أن يلعبها 2001م فهذا يعني أننا نقصد أولمبياد 2024م فإذا لم يشارك مواليد 2001م من الآن فلن تستطيع الوصول ولا المشاركة ولن تحقق النتائج. وتأكد إذا استمر العمل على منتخب 93م بنفس التركيز والمعسكرات والنهج فبإذن الله سوف أهنيك مستقبلاً بوصولنا للأولمبياد المقبل.

ـ ردودك على ما سألتك عنه أعتبرها دبلوماسية هي مقنعة لي ولكنها قد لا تكون مقنعة لغيري؟
أي شخص لديه ملاحظة عليه الذهاب للأخ أحمد عيد أو خالد الزيد ويسألونهم ماذا شاهدوا وعليهم هم الذهاب لإدارة المنتخبات وعليهم مشاهدتها شكلاً ومضموناً وماذا قدمنا من نماذج العمل والخطط والنظام الإلكتروني وقاعدة البيانات التي وضعناها وعليكم وقتها الحكم هل هذا العمل يأتي ببلاش ويأتي بتكلفة رمزية إن كان كذلك فهذه معجزة مستحيل أن أشاهدها.
ولابد أن يعلم هؤلاء أن كرة القدم صناعة وأي صناعة في العالم لها مدخلات وعمليات ومخرجات ونحن للأسف كل الرياضة لدينا مختزلة في كرة القدم وفي المنتخب الأول ونضعها رمزا لنجاحنا وفشلنا في الرياضة التي (أي كرة القدم) لا تمثل في مقياس الأولمبياد إلا 0.6% أي ليس 1% بل أقل.
نحن لدينا مدخلات وهي تهيئة البراعم في المنازل والمدارس ولدينا العمليات وهي تهيئة الفرق السنية في الأندية والمنتخبات وهاتان النقطتان تمثلان 90% من العمل بينما المخرجات تمثل 10% وحتى مدرب المنتخب الذي يأتي لدينا يريد المخرجات التي لديك ولا يريد التعامل مع المدخلات والعمليات.

ـ نحن نسمع من يقول ويطالب بالمدرب الذي يبني لنا منتخباً؟
لايوجد في العالم مدرب منتخب أول في هذا العصر الذي نعيشه يبني منتخباً، فمدرب المنتخب الأول يشكل المنتخب ولا يوجد مدرب في العالم للمنتخب الأول يربي محاسن الأخلاق ولا يعلم الناس كيف تأكل وكيف تنام ومتى تنام وكيف تنضبط.

ـ كأنك تشير للأندية وأن لديها قصوراً في اكتشاف وتربية وتهيئة اللاعبين والمواهب، فالأندية تعتمد اليوم على السماسرة في الخارج؟
دعني في البداية أصحح أنني عندما أتحدث عن عدم انضباطية اللاعب في المنتخب فهذا لا يعمم وهذا لايعني أن اللاعب عندما يكون منضبطاً سيصل للمنتخب. اللاعب السعودي ضحية للاعب الأجنبي الذي يأخذ اليوم 40% من مقاعد اللعب في الفريق والذي لن يمثلك في المنتخب ولعلك تقول في داخلك كيف تقول ليس بخطأ حضور اللاعب الأجنبي وفي ذات الوقت تتباكى على اللاعب السعودي. فأقول أنا لك إننا سوف نسير في الطريق الصحيح عندما يكون لدينا دوري (رديف) مثل كأس الأمير فيصل ويكون مفتوح السن ولا يشارك فيه الأجنبي وهذا ما يحدث في العالم.

ـ هاجموك عندما قدمت لنا منتخبات (أ و ب)؟
نعم هاجمونا ولكن خرجنا منهما لاعبين نجوم للمنتخبات ومع هذا لابد من منافسات للاعبي الاحتياط الذين لا يجدون فرصتهم في اللعب ومنافسات أخرى تحت 21 سنة لأن اللاعب الذي يتعدى سن 18 لا يستطيع أن يلعب في درجة الشباب ويبقى 3 أو 4 سنوات لا يجد مكاناً يلعب فيه فيضيع اللاعب ومن ثم يهبط مستواه ويعود ببطء في كأس الأمير فيصل ومن ثم الفريق الأول.

ـ لماذا لم تصلحوا هذا الجانب؟
عملنا في هذا الجانب وعرضنا هذا الأمر على الأخ أحمد عيد وأعتقد أنه يدرس لديه وقد يقر في القريب فلابد من دوري (رديف) مفتوح ومسابقة تحت 16 سنة وللعلم المدرب لوبيز كان مدرب منتخب إسبانيا تحت 21 سنة ومدرب ريال مدريد.

ـ أعتقد أنهم أحضروا مدرباً أنتم أحضرتموه؟
نعم هذا صحيح أنا من أحضر لوبيز واستمرار هذا المدرب هام جداً بغض النظر عن نتائجه مع المنتخب الأول لأنه قدم للتأسيس وكل ما تشاهده اليوم عمل قدمه هذا المدرب وعمل على تأسيسه.
ولعلي اليوم أتمنى أن يستمر عبدالله المصيليخ وأن يستمر خميس الزهراني على برنامج البراعم 2022م وهذه تمنيات أتمناها لأنني لا أستطيع التدخل في عمل الآخرين.

ـ هل هؤلاء مشاكلهم اليوم مالية بعدما ذهبت؟
المشاكل المالية لها حلول فمعونة اتحاد القدم التي تصرف له من الدولة في هذا العام أفضل مما كانت عليه في الأعوام السابقة وبنسبة معقولة والآن اتحاد القدم لديه حقوق النقل ورعاية المنتخبات ومدخولات أخرى يستطيع العمل عليها مع القطاع الخاص.

ـ هل كان لديك مكتب وسكرتير في كل منطقة ومدينة؟
غير صحيح صدقني وللأسف هناك من كان يسقط إسقاطات كثيرة ليس علي فقط بل على ريكارد أيضاً وقالوا إنه ذهب للمغرب على حساب اتحاد القدم وريكارد عمره ما راح أفريقيا كلها وقالوا إنه كان ساكن في البحرين وهذا غير صحيح وعقدة موجود في اتحاد القدم وابنه كان يدرس في الخبر.
انظر لبيسيرو لم يسأل أحد أين سكن أو أين سافر وهو كان يسكن في أحد الفنادق في مدينة الرياض وكان يسافر كثيرا وكان يأتي وقت المباريات ومعسكرات المنتخب وهذا أمر طبيعي لأن مدرب المنتخب ليس كمدرب النادي لديه تمرين كل يوم بل لديه ورش عمل يقوم بها مع فريق عمله ويتابع مباريات الدوري ويستطيع أن يحضر مباراة واحدة في اليوم وليس سبع مباريات. فعندما نقيم المدرب بهذا الشكل فهذه مشكلة وانظر ماذا يحدث للمدرب لوبيز فهم اليوم بدءوا يقيمونه من الآن وبحدة وهذه هي الكارثة.

ـ المشكلة عندما يأتي المتعصب ليدعي الحياد ويتحدث باسم ناديه ولماذا ضم اللعب الهلالي وترك اللاعب الاتحادي أو النصراوي أو الأهلاوي وهكذا؟
نعم هذه الكارثة التي نعاني منها وهذه تؤثر على اللاعبين الشباب في المنتخب وكأنك تقول لهم إنكم جميعاً سيئين وهذا اللاعب أفضل منكم بل وجعل اللاعب الذي خارج المنتخب يشعر وكأنه الأفضل وقد يكون لذلك ردود فعل سلبية كأن يعتقد اللاعب الذي لديه مشكله بأنه أفضل من الجميع والعكس صحيح.

ـ دعنا نكون أكثر صراحة هل لدينا في الوسط الرياضي مشكلة عندما يدخل رجل الأعمال الثري الوسط الرياضي ونعتقد أنه يوزع المال هنا وهناك ويكون متهماً ويستغل بل وأحياناً يكون مستهدفاً سلباً وإيجاباً من أجل المال؟
كل من عمل في المجال الرياضي يهاجم سواء لديه مال أو لم يكن لديه المال، ثري أو غير ثري.
ولعلك أنت أعلم بذلك فالهجوم ليس له منطق واضح ولا أعتقد أنني كنت أبذخ في صرف المال، بل إن بعض المشاكل التي واجهتها كانت بسبب أنني أريد تقنين الصرف في بعض المباريات والمعسكرات وكنت أبحث في طريقة صرف المال وآليته وإثباتات الصرف ومن الشخص الذي يصرف، ولماذا يُنتدب محاسبان اثنان وليس محاسبا واحدا، بل إنني واجهت هجوماً بسبب هذه الأمور وكنت أصر على التقشف ليس من أجل عودة المال بل من أجل صرفه في أمر آخر أهم يثمر لي، ولله الحمد أثمرت هذه الطريقة في وجود منتخبات سنية جميلة وموقع تستقي منه كل المعلومات وأتمنى من الإخوة المسؤولين عن الموقع الانتباه للجداول وتعبئة التواريخ لأنني كنت سعيداً لأنهم بدءوا يستخدمون الموقع من جديد وحساب التويتر فهذا أمر جيد.

ـ بعد كل هذا الحديث الذي تحدثناه عن المنتخبات والاستراتيجيات والأهداف والنجاحات؟ لماذا تترك كل هذا وراء ظهرك وتذهب وأنت لم تكمل العمل والمشوار؟ فالبعض يرى قرار رحيلك خاطئا لأنك بنيت ولم تكمل البناء؟
لن أدافع عن صاحب القرار لأنه كفيل بالدفاع عن نفسه أنت الآن لديك مركز في صحيفة "الرياضية" لنقل إن رئيسك أصدر قرارا بتعيينك نائب رئيس تحرير مجلة الرجل، هل ترفض؟ لن ترفض لأنك تملك الخبرة الكافية ولأنك بنفس المجال الصحفي والإعلامي ولأنك أصبحت صاحب مسؤولية أشمل.
فأنا هنا بنفس الطريقة فأنا الآن مسؤول عن جميع المنتخبات السعودية في جميع الألعاب ولكنني لست مسؤولا عن تفاصيل العمل لأن هناك من يريد إعطاءه الفرصة لكي يعمل في التفاصيل.

ـ ولكن بذهابك وكأنك هدمت بعض العمل؟
لا بالعكس هناك من كان يريد التغيير بعد الانتخابات ولكن في رأيي أن هناك من وجد أنه لايوجد شيء كثير ممكن تغييره، بل بدأ السير على نفس النهج.

ـ دعني أسأل بطريقة أخرى إن الأمير نواف عندما شاهد هذا الهجوم الكبير عليك وهو يعلم بما قدمت وما لديك فرأى أن الاستفادة منك في مكان أفضل وأكبر أفضل من تركك تغرق هناك ومن ثم لا يستفاد منك؟
في الحقيقة لا أعتقد ذلك، فقبل الهجوم وبعد الهجوم الذي تتحدث عنه بل قبل مباراة أستراليا التي تقدم (الأمير نواف) باستقالته بعدها (والله يشهد علي بهذا الكلام ولعل الأمير نواف يتضايق عندما أقول هذه المعلومة ولكنه رجل يحب الصدق وأنا لابد أن أكون صادقاً في حديثي) الأمير نواف كان يقول لي إنني أريد أن أوسع هذا العمل ليس في الاتحاد السعودي بل في اللجنة الأولمبية، ولم أكن أعرف ماذا يقصد وقال لي في ذلك الحديث إنني سوف أتنازل عن أغلب المناصب التي أتولاها وقلت له هل تتنازل عن رئاسة اتحاد القدم فقال نعم، وقلت له لمن تتنازل فقال لمن يستحقه ويرى أنه قادر على إدارته، وأنا اليوم أريد التركيز على الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى اللجنة الأولمبية فقط وأعتقد أنهما أمرين يعنيان لي تحدياً كبيرا جداً، فكان هذا التوجه موجودا وكان يريد مني مساعدة ولم أعرف كيف يكون ذلك وبعد أن أعلن استقالته من اتحاد القدم طلب مني التحول للجنة الأولمبية ولكن لم أعرف المكان وفي أولمبياد لندن طلب مني متابعة كل شيء بدقة وتابعنا كل شيء وسجلنا ملاحظاتنا وبعد الأولمبياد أخبرني برغبته في تولي الأمانة العامة في اللجنة الأولمبية وقال لي الأمير نواف نريد منك توسيع ما عملته في اتحاد القدم وأن يطبق كنموذج في كل اتحاد من الاتحادات بعد إعادة التشكيل فهذه هي القصة. محمد المسحل مواطن مثل أي مواطن يستطيع العيش بغض النظر كان موجودا في الرياضة أو لا ولا الأمير نواف مجبور أن يضحي بمبادئ أو مصلحة وطن من أجل شخص أو حتى آلاف الأشخاص.

ـ هل لديك بديل في موقعك السابق؟
البديل موجود، وقلت للأخ أحمد عيد عندما طلب مني المشورة إنني أرى أن تتولى أنت إدارة المنتخبات حتى تتأكد أن لديك شخص معين يستطيع تولي هذه المهمة ولكن إن استعجلت الأمر فأنا أرى بأن الأخ عبدالله المصيليخ هو جاهز لهذه المهمة والذي أعتبره من أفضل العقول الإدارية الموجودة في الوسط الرياضي فيما يخص فرق كرة القدم والمنتخبات بالذات.

ـ لندخل في اللجنة الأولمبية، البعض يرى أن أمين عام اللجنة الأولمبية لابد أن يكون لديه علاقات واسعة في كل أقطار العالم ومنظماته الرياضية لكي يكون قادرا على التواصل والعمل؟ أنت جديد على هذا المنصب والعمل الأولمبي كيف ترى نفسك في هذا المنصب؟
كلامك صحيح وأتفق معك عليه وما ذكرته من منظمات فالكثير من الشخصيات التي تقصدها لدي علاقات معها وهذه الشخصيات هم رجال أعمال أيضاً ولدي تواصل قديم معهم وأعرفهم بشكل جيد ولابد أن تعرف جيداً أنني لم أدخل اللجنة الأولمبية وحدي، هناك كوادر موجودة فيها على مستوى عال من الخبرة والعمل وأجتمع معهم بشكل يومي ونعمل الآن على إعادة هيكلة داخل اللجنة وسنضع ذراعين رئيسيتين للجنة الأولمبية، ذراع إداري ومالي، وأخرى علاقات دولية وشؤون فنية، والإخوة الموجودون سواء الأخ خالد الدخيل أو محمد السحيباني أو من يعملون معهم كلهم على مستوى عال جداً وكل يوم أستقي منهم المعلومات التي أستفيد منها ولكنني كرجل اليوم لدي خطة إستراتيجية لابد من متابعتها ولابد أن أطمئن أن كل شخص يؤدي دوره باقتدار حسب الخطة المرسومة.

ـ ماهي الخطة التي تعمل عليها الآن؟
الخطة التي أعمل عليها للأربع سنوات المقبلة إعادة تشكيل العمل الرياضي في الاتحادات السعودية كلها وكلنا نتفق بأن الرياضة السعودية تعاني سواء من منظور رياضي أو فني أو إستراتيجي وهذا عمل هام جداً واعتذرنا عن عدم إقامة البطولة الشاطئية التي كان من المفترض أن تقام في الشرقية لأن لدينا ما هو أهم، فالشهران المقبلان بالنسبة لنا من أهم الأشهر والأيام والأسابيع في تاريخنا فنحن لدينا إعادة هيكلة اللجنة الأولمبية وتقريباً انتهينا منه، ولدينا إعادة تشكيل الاتحادات وإعادة توطيد علاقات جديدة وإعادة نظر في الهيكلة الفنية لجميع الاتحادات وسوف نتابع كل اتحاد بشكل شهري وسوف نراقب عمله وطريقة صرف ميزانياته وكيف يهتم بالقاعدة لديه وهذا ما سنركز عليه.
ولعل اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي كلهم عرضوا علينا المساعدة في هذا الجانب ولديهم خبراء سوف نستفيد منهم. وسأقول لك التحدي اليوم لدينا كيف نغير واقع العمل في اللجنة الأولمبية وفي الاتحادات الرياضية.

ـ هل نعتبر اجتماع الجمعية العمومية الذي تم نقطة تحول لكم؟
هذه آخر جمعية عمومية للدورة السابقة ولذلك قراراتها سيكون لها علاقة بالفترة السابقة وبعض القرارات للمستقبل ولكن الجمعية العمومية الجديدة هي من لديها الصلاحيات للمستقبل.

ـ يعني لا نطالب من اجتماعكم الأخير التغيير المطلوب؟
فيها إقرار للائحة الاتحادات الموحدة وبعض الأمور الهامة ولكن هذا لايعني أننا اتخذنا قرارات لفترة مستقبلية مقبلة.

ـ دعني أترك العمومية لأسأل كيف تحاسب اتحادا لايملك أدنى تمويل يساعده على النجاح؟ هناك اتحادات ميزانيتها لا تتجاوز نصف المليون؟ إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع؟
الدعم المالي للاتحادات مطلوب، ونحن كنا ننتظر دعما ماليا معينا وكنا نتصور أن ما تم في الميزانية الأخيرة لايوجد غيره ولكن فهمنا فيما بعد أن هناك دعماً آخر في الطريق سيأتي، وأن هناك دعماً قويا للاتحادات.
ولكن هناك دور للقطاع الخاص ولابد أن نحفز القطاع الخاص في دعم الرياضة وهذا دور الاتحادات واللجنة الأولمبية لعمل هذا التحفيز. ونحن أملنا كبير في الله ثم في الملك عبدالله الذي بدأ بالتعليم والأمن والصحة والإسكان والسعودة وكلها مشاريع تتطلب ضخ أموال واليوم نشعر بأن الوقفة مع الرياضة السعودية قريبة جداً وبإذن الله يأتينا دعم قوي يسند هذه الاتحادات.

ـ هل تستطيع أن تسير بلجنة أولمبية ميزانيتها 10 ملايين في ظل لجان أولمبية في العالم تتحدث عن مئات الملايين من الدولارات؟
هذه الميزانية صعبة جداً وكما قلت لك إن عشمنا في أبونا وأبو الجميع الملك عبدالله، وكعادته يفاجئنا بدعم غير مسبوق سواء للجنة الأولمبية والاتحادات أو رعاية الشباب.

ـ هل تستطيع فصل اللجنة الأولمبية عن الرئاسة فالكل يشتكي من ازدواجية العمل بين الرئاسة واللجنة الأولمبية فهناك تداخل في الصلاحيات والعمل؟
هناك تعديل في اللائحة الخاصة في الاتحادات بأن الرئاسة تتخذ الإجراءات الرسمية التي لها علاقة بالدولة واللجنة الأولمبية تختص بالأمور الفنية والتقييمية للعمل الرياضي.

ـ فسر لي ذلك لم أفهم هناك خلط والأصح إما أن تتحمل المسؤولية كاملة أو تترك كاملة لماذا هذا التفصيل؟ لكم ولي؟
أنا كلجنة أولمبية أقيم عمل الاتحاد وما يحتاجه من أموال وأقيم كوادر الاتحادات والخطة الإستراتيجية في العمل والمسابقات، ولكن الرئاسة هي الجهة الرسمية التي تتعامل مع الوزارات الأخرى في كل ما يخص الرياضة.

ـ هل من المقبول أن تصرف ميزانية الاتحادات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية هي المسؤولة وهي المحاسب والمقيم؟
اليوم أصبحت مسؤولية اللجنة الأولمبية وكان هناك اجتماعات للعمل على مثل هذه الأمور واتفقنا في تلك الاجتماعات على صيغة العمل وكل ما تتحدث عنه ونحن من سيكون مسؤولا عن أي تقييم ولن يكون هناك ضخ مال لأي اتحاد إلا بناء على تقييم وموافقة اللجنة الأولمبية.

ـ يعني لن نشاهد اتحادات تخاطب الرئاسة العامة لتطلب التغيير والتعديل والميزانية وغيرها من الأمور؟
الآلية الحالية المرجعية للجنة الأولمبية التي بدورها هي من تخاطب الرئاسة في أي أمر وهذا التصحيح الذي عمل مؤخراً.

ـ تشكيل الاتحادات والانتخابات هل ستكون كاملة أو جزئية كيف هي النظرة لديكم؟
نحن ندرس هذا الأمر ولدينا رؤية بأن هناك اتحادين سوف تطبق فيهما الانتخابات الكاملة لأنك لا تريد أن تتخذ خطوة قد لا تكون ناجحة بشكل جيد والتدرج أمر مطلوب، فالتجربة التي قام بها اتحاد القدم كانت إلى حد ما ناجحة ولكن نجاحها مر بمخاض كبير وكانت هناك تحديات وصعوبات ولازالت لديهم مشاكل لذلك تكرارها لابد أن يكون مقنناً وفي الدورات المقبلة تفتح أكثر فأكثر.

ـ هل ستكون الانتخابات 50% أو 75%؟
أنا شخصياً قد أميل للـ‍‍75% وليس لدي مشكلة ولكن هناك من لا يتفق مع هذا الأمر ويرى أنه إنما 50% أو بالكامل لعدم وجود فرق بين 75% والانتخاب الكامل وهذا رأي يحترم ومهم أيضاً.

ـ ما يخص تسمية رؤساء الاتحادات هل تعانون من تسمية الرؤساء؟
لن أتحدث عن الماضي بل عن المستقبل ومواصفات الرئيس والأعضاء سوف تقتصر على ثلاثة أمور أولها الكفاءة الإدارية، وثانيها الخبرة في اللعبة، وإذا لم تكن موجودة فيكفي أنه يحب اللعبة، وثالثاً أن يكون رجلا مقتدرا بأن يكون رجل أعمال يدعم هذه اللعبة أو أن يحضر من يدعم ويرعى هذه اللعبة.

ـ هل التشكيل المقبل سيكون تحت عنوان اتحادات رجال الأعمال أي زمن رجال الأعمال الرياضي؟
ولم لا؟ .. فهم على اسمهم رجال أعمال فهم أصحاب عمل.

ـ هل هذا دفاع لأنك رجل أعمال؟
لا أبداً ليس من هذا المبدأ ولكن يجب أن ينتهي الوقت الذي يكون فيه رئيس الاتحاد لا يفقه في اللعبة أو لا يستطيع أن يدعم اللعبة.

ـ وكأنك تطبق مبدأ الحي يحييك؟
لا ننتقص من حق من يعمل الآن فهم يعملون كل ما يستطيعون عليه ولكن نحن في مرحلة التغيير فمن يستطيع منهم الاستمرار بالدعم والعمل ومن لا يستطيع فسُنة الحياة التغيير.

كيف تستطيع أن تتخلص من مشكلة غياب الثقافة الأولمبية في المجتمع؟
لابد أن نبدأ أولاً من الإعلام الذي لابد أن نعقد معه صداقة حميمية جداً وشراكة حقيقية ليركز على الألعاب الأولمبية والفكر الأولمبي والميثاق الأولمبي ويبدأ في نشر الألعاب المختلفة بطريقة أو بأخرى ولابد أن نقيم ورش العمل والندوات وأن نقيم أيضاً ألعاب أولمبية من خلال الأولمبياد السعودي والمدرسي.
ولننظر لاتحاد الجامعات الذي يقدم عملا جبارا في الكثير من الألعاب وبمثل هذه الطريقة يبدأ ينتشر الوعي ومن خلال القنوات الرياضية السعودية التي نسعي للشراكة معها.

ـ أيضاً نعاني من ثقافة البطل الأولمبي فنحن لا نهتم بأبطالنا الأولمبيين؟
هذه واحدة من أهم النقاط التي نعمل عليها وشاهدنا في العالم كيف يهتمون في البطل الأولمبي فهذا الأمر يهمنا اليوم سواء الأبطال السابقين أو بإذن الله اللاحقين وتكريمهم وتواجدهم مع المجتمع في الكثير من المناسبات.

ـ هل الرياضة اليوم لدينا مذمومة مأكولة، فهي مأكولة لأن الكل يدخل فيها ليشتهر ويعمل ويستثمر، ومذمومة بأنها في النهاية رياضة لا تحتاج للاهتمام هذا كله وهي لعب ولهو؟ حتى على مستوى الدولة لا يصرف عليها بالشكل المطلوب ونريد بطولات؟
أمتنع عن التعليق ليس لي إجابة على هذا السؤال ولن أقول لك نعم أو لا.

ـ هل لدينا مشكلة في التعامل مع الرياضة؟
نعم لدينا مشكلة.

ـ كيف نحل هذه المشكلة؟
بالشراكة مع الإعلام الذي يوصل للناس ويخبرهم وينقل لهم كل ما نقوم به وإذا نحن لا نعمل فكيف نريد من الإعلام أن يشاركنا؟

ـ كيف تريد من الإعلام أن يثقف مجتمع الرياضة لديه ليس لها منهج ولا تعليم وفي مدارسنا 45 دقيقة في الأسبوع نصفها يذهب في تغيير الملابس؟
أنا أول من سيطالب بأن يصبح لدينا كل يوم أحد وإثنين وثلاثاء حصتا رياضة.

ـ لا يوجد لديهم مناهج وتريد حصص زيادة؟
أنا أفترض أن لديهم منهجاً رياضياً، ولديهم شركة لتطوير المناهج، وهذه الشركة بإذن الله سوف تساهم معنا في تغيير جذري وجبار.