الهلاليون كسروا سيارتي واشتكوني لـ (فيفا)
ـ كيف تم التعاقد معك للإشراف على الفريق الأول لكرة القدم بنادي النهضة؟
كانت بداية المفاوضات عن طريق مدير أعمالي الذي شرح لي كافة الأمور التي تحيط بالفريق الكروي وتاريخه كما أن لدي خلفية كبيرة عن الكرة السعودية من خلال إشرافي على فريقي النصر والهلال قبل عدة سنوات، ولا أخفي سرا بأن العلاقة التي تجمعني برئيس نادي النهضة فيصل الشهيل كانت لها الدور الكبير في قبولي تدريب فريق النهضة من خلال تعاملي معه وهو عضو مجلس إدارة نادي الهلال، فهو شخصية رياضية كبيرة لها وزنها وثقلها على مستوى المجتمع الرياضي السعودي ويتصف بالعقلانية ودراسة الأمور بشكل صحيح ويملك بعد نظر لجميع الظروف التي قد تطرأ في أي وقت على عمل أي مدرب أو تحدث للفريق كما أنني مدرب أعشق التحدي وكلها عوامل جعلتني أقبل تدريب النهضة كونه صاعدا من دوري ركاء إلى دوري عبد اللطيف جميل ويحتاج لعمل كبير تتضح من خلاله البصمة الفنية للمدرب.
ـ هل كانت لديك معلومات وافية عن فريق النهضة قبل التوقيع مع إدارة النادي؟
بعد الاتفاق مع الادارة على استلام الفريق طلبت تزويدي ببعض التسجيلات الخاصة للفريق عن مبارياته السابقة بدوري الدرجة الأولى وساعدني ذلك على تكوين فكرة وافية عن الفريق سواء على المستوى الجماعي أو اللاعبين مما جعلني أدون كل شيء يحتاجه الفريق سواء من دعم بعض المراكز وكذلك الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين لا أحتاجهم، وقمت بتقديم ملف كامل لإدارة النادي عن احتياجات الفريق من جميع النواحي وهو ما قامت الادارة بتأمينه.
ـ كيف وجدت وضع الفريق من جميع النواحي وماهي طموحاتك؟
وجدته يحتاج لعمل كبير وهو ماحدث من خلال التدريبات الأولية في ملعب النادي بعد استلامي المهمة بشكل مباشر بالاضافة إلى المعسكرات التي أقمناها سواء الداخلية بالدمام وأبها أو المعسكر الخارجي بتركيا، لأنه من الطبيعي وكفريق صاعد لدوري عبداللطيف جميل فإنه يفتقد للخبرة الكافية وهو ما جعلني أواجه صعوبات كبيرة وهذا أمر واقعي، وأنا كمدرب ومن خلال خبرتي الطويلة وضعت ذلك في الحسبان لأني عندما أدرب أي فريق صاعد لابد أن أضع جميع الاحتمالات أمامي.
وبالنسبة لطموحاتي فإنني أتمنى تحقيق بطولة الدوري ولكني الآن أتحدث بواقعية، ولذلك فإن طموحي هو البقاء بدوري جميل وأعمل على أن أكون من ضمن الفرق الثمانية الأولى بترتيب الدوري وأنا متفائل جدا بتحقيق ذلك وهو ما جعلني أوافق على تدريب الفريق النهضاوي، خاصة وأن صفوف الفريق تضم لاعبين جيدين يحتاجون لبعض الوقت لتحقيق ما نهدف إليه رغم وجود فروقات كبيرة بين لاعبينا والفرق الأخرى الكبيرة المتمرسة في الدوري.
ـ ما انطباعك بعد خوض فريقك اللقاء الأول أمام فريق الشعلة؟
بكل تأكيد فإنني غير راض على وضع الفريق من خلال اللقاء الافتتاحي والتي تعادلنا فيه (2ـ2) رغم أن الفريق كمجموعة لعب بشكل جيد ولكن لم تكن الأمور وفق ما كنت أتطلع إليه ولكن لايوجد هناك مدرب في العالم سعيد على طول الخط حتى مدرب فريق برشلونة جيراردو مارتينيو (أرجنتيني) الملقب بـ "تاتا".
ـ هل اخترت اللاعبين الأجانب أم فرضتهم إدارة النادي عليك؟
بالنسبه للاعب ريناردو باسلفا (برازيلي) فأنا أحضرته شخصيا لمعرفتي بمستواه الفني من خلال تجربته مع بعض الفرق الرومانية لذلك رشحته للانضمام لصفوف الفريق، والأسماء الأخرى مثل تراوري (مالي) وأمين عباس (تونسي) وإسماعيل عبداللطيف (بحريني) فقد عرضتهم إدارة النادي وشاهدت مستوياتهم من خلال بعض الأشرطة وبعد ذلك تمت تجربتهم من خلال المباريات الودية وأثبتوا جدارتهم، وسيقدمون الكثير خلال المباريات المقبلة حيث يحتاجون لبعض الوقت لتقديم كل ما لديهم.
ـ ترددت بعض الأقاويل بأنك تعاني من بعض الظروف الصحية التي كادت تبعدك عن تدريب النهضة قبل معسكر تركيا بالتحديد فما صحة ذلك؟
(قال ضاحكاً) أنت كيف ترى صحتي أمامك؟ أعتقد أن من قال ذلك معلوماته غير صحيحة وليست دقيقة وبعض الأقاويل قد يكون لأصحابها مآرب أخرى، وكل إنسان يتحدث بما يشاء حسب أهدافه وهم نوع من البشر يروجون الشائعات ومن ثم يصدقونها ولكنني أؤكد للجميع أنني بصحة وعافية ولا أعاني من أي شيء، وأتمنى الصحة للجميع لأنها أهم شيء في الدنيا.
صائد البطولات
ـ ماذا يعني لك لقب (صائد البطولات)؟
بكل تأكيد أحب هذا اللقب وأعتز به كثيرا، حيث يؤكد أن هناك العديد من البطولات التي حققتها مع الأندية سواء في السعودية (النصر والهلال) والفرق القطرية والإماراتية وتونس والمغرب وستتضاعف سعادتي إذا حققت بطولة هذا الموسم مع فريق النهضة.
تجربة النصر
ـ كيف كانت تجربتك مع فريق النصر السعودي؟
كانت تجربة ناجحة وكانت في عام 1996 إذا لم تخني الذاكرة لأني وصلت الآن من العمر إلى 57 سنة (قالها وهو يضحك)، حيث استلمت الفريق وفيه العديد من اللاعبين الكبار بالسن ولكن كانوا أصحاب مستويات عالية بالاضافة إلى وجود لاعبين من الفريق الأولمبي المميزين جدا، وحققت بطولة الخليج للأندية مع فريق النصر من خلال تسجيل اللاعب ماجد عبدالله هدف الفوز، وهو لاعب كبير بمستوياته العالية وأخلاقه الراقية ويعتبر هدافا من طراز نادر.
كما لعبنا في الدوري وحدث لنا ما لم نكن نتوقعه ولكنها كرة القدم حيث كان لنا لقاء مع فريق الأنصار وكان يكفينا التعادل للوصول للمباراة النهائية في الوقت الذي يصارع فيه فريق الأنصار من أجل البقاء بالدوري الممتاز ولكننا خسرنا اللقاء وابتعدنا عن النهائي، وبعد هذا الموسم انتهى عقدي مع النصر الذي تربطني برئيسه حينها الأمير فيصل بن عبدالرحمن، علاقة قوية جدا، وأعتقد أنني جهزت (17لاعبا) تحت سن (الـ 21) وأثبتوا أنفسهم مع الفريق الأول.
مرتان مع الهلال
ـ وماذا عن تجربتك مع فريق الهلال السعودي؟
أشرفت على تدريب الهلال بعد انتهاء عقدي مع النصر مباشرة أي عام (1998) وحققت مع الفريق الهلالي بطولة كأس الدوري حيث فزنا على فريق الشباب (3ـ2) وكأس بطولة الأندية الخليجية، وخسرت في نصف نهائي كأس بطولة آسيا ولم أصل للمباراة النهائية بسبب إداري الفريق (الذي لا أحب ذكر اسمه) حيث قام بإخراج اللاعبين من المعسكر قبل مباراتنا مع فريق (يوهان الكوري) وتناولوا وجبة الغداء الأمر الذي أثر بشكل كبير على سياستي التدريبية قبل اللقاء الحاسم وعندما قمت بمناقشته قال لي: أنت عملك داخل الملعب فقط كمدرب يا بلاتشي وبالنسبة للأمور الخارجية فإنها من اختصاصي كإداري، وهذا أمر غريب جدا في عالم كرة القدم، وبعد خسارتنا أمام الفريق الكوري لعبنا على المركز الثالث وفزنا على فريق (بيروزي) الايراني (4ـ1)، وكانت هذه النتيجة أكبر دليل على قوة فريقي واستعداده لانتزاع البطولة الآسيوية بعبور الفريق الكوري ومن ثم الوصول للنهائي.. لولا تدخل الاداري الهلالي الذي جعلنا نخسر الأهم من خلال تصرفاته غير الاحترافية.
ـ وتجربتك الثانية مع فريق الهلال؟
عدت للمرة الثانية لتدريب الهلال عام 2003 وحققت معه ثلاث بطولات وهي بطولة الصداقة الدولية في أبها والبطولة العربية للأندية وبطولة السوبر الآسيوية بالفوزعلى فريق شيميزو الياباني في لقاء الرياض، وكنا سعداء بتحقيق البطولة ولكن بعد اللقاء واجهتني مشكلة كبيرة أبرزت أمورا سلبية للجماهير الهلالية بعد أن قامت بتكسير سيارتي لأنني لم أعط اللاعب يوسف الثنيان فرصة المشاركة في اللقاء الختامي في الوقت الذي كان لدي فيه أفضل لاعب آسيوي وهو نواف التمياط، ولايمكن أن تكون هناك أي حلول أخرى لأني أبحث عن اللاعب الذي يخدم الفريق بشكل جماعي وليس اللاعب الفردي الذي تميل إليه الجماهير لأنها تريد الحركات الفردية فقط. وبعد ذلك حدثت لي ظروف شخصية والمتمثلة في حاجة والدتي لإجراء عملية (القلب المفتوح) وقمت بإبلاغ إدارة النادي ولكنهم لم يوافقوا على سفري، وبحكم أني وحيد أهلي وعائلتي سواء من الأبناء أو البنات، اضطررت للسفر للوقوف بجانب والدتي وأعتقد أنه لا يوجد أحد يلومني أو يقف ضدي بسبب موقفي وقراري بالسفر، وبعد ذلك اتصلوا بي وقالوا لي: ارجع، فقلت: لا أستطيع حيث إني أحتاج لمدة ثلاثة أيام إضافية، وبعد أسبوع قمت بالاتصال بإدارة النادي وبعثت بفاكس وأرسلت إيميل ولكنهم لم يجيبوا على كل ذلك و(طنشوني)، ومازلت أحتفظ بكل هذه الوثائق بالنسبة للفاكس والايميل والتقارير الخاصة بوالدتي من إجراء العملية لأسباب شخصية تؤكد سلامة موقفي ورحيلي من الهلال، وبعد ذلك علمت بخبر إقالتي من تدريب الفريق عن طريق وكالة الأنباء الفرنسية وتوقيعهم مع مدرب آخر، ثم قدموا شكوى ضدي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبدورهم غرموني 92 ألفا و500 دولار أمريكي.
ـ هل تتابع الأندية السعودية؟
أنا متابع لكافة الأمور التي تخص الأندية السعودية لأن السعودية لها مكانة كبيرة جدا في قلبي بعد أن قضيت فيها عدة سنوات في مجال التدريب تعتبر من أجمل ذكرياتي، ولن أنسى شعوري بالحزن الكبير عندما أبلغت وأنا في رومانيا بخبر وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود فهو كان محباً وعاشقاً للنصر ويحظى بشعبية كبيرة لدى الجماهير.
الابتعاد عن التدريب
ـ ما الأسباب التي أدت لانقاطعك عن التدريب لفترة من الزمن؟
لم يكن بالغياب الطويل حيث عملت محللا رياضيا لمدة سنة بقناة رومانيا الرياضية، ولا شك أن مهمة التدريب تعتبر صعبة جدا حيث يكبر العمر فيها بسرعة بسبب شد الأعصاب الذي يجعل المدربين يحتاجون للراحة كفترة تجديد ونقاهة، خاصة وأن مشواري طويل في عالم التدريب حيث دربت العديد من الأندية على مستوى القارتين الأفريقية والآسيوية مثل الأفريقي التونسي (ثلاث بطولات) وأولمبيك المغربي (بطولتين) والشباب الإمارتي الذي لم يحقق بطولة من قبل وحققت معه (بطولتين) والعين الإماراتي (الوصول لنهائي آسيا) والسد والعربي القطريين والأهلي الإماراتي وكاظمة الكويتي والتي حققت معها بعض البطولات بالاضافة إلى فريقي النصر والهلال السعوديين.
ـ يقال إنك مدرب عصبي للغاية حتى خلال التدريبات فما صحة ذلك وألا ترى أن نتائج العصبية سلبية على اللاعبين؟
أنا بطبيعتي صارم وجاد في عملي ولا أحب الخطأ مهما كان حجمه لأني أعمل بكل دقة حتى يطبق اللاعبون كل ما أطلبه منهم خلال التدريبات ولا يمكن أن أبتسم إذا حدث خطأ ما وإذا لم أحزن على خسارة فريقي فإن ذلك يعني أنني لست مخلصاً في عملي ولست مدربا يعمل ويكافح من أجل فريقه وجماهيره التي تبحث عن الانتصارات وتحقيق البطولات، وبالمناسبة وبدون ذكر أسماء، فإنني ورغم النتائج المخيبة للمنتخبات السعودية في الفترة الأخيرة أشاهد مدربي تلك المنتخبات يضحكون ولا يبالون عند الخسارة وهو الأمر الذي أرفضه شخصيا في عملي ولا يمكن السكوت عليه، فلايمكن أن أضحك أو أبتسم لكاميرات التلفزيون وفريقي مهزوم.
ـ تعاقب بعض المدربين الرومانيين على تدريب عدد من الأندية السعودية في الوقت الذي يعتبر حضور اللاعب الروماني شبه معدوم مع الفرق السعودية، ما تفسيرك لذلك؟
الأندية السعودية غنية ماديا ويمكنها التعاقد مع المدربين الأغلى ولا تواجه مشكلة من ناحية قيمة العقود المالية مع أي مدرب يحتاجونه، وبالتالي إذا كانت هناك مفاضلة بين لاعبين برازيليين ورومانيين فإنهم يتعاقدون مع البرازيلي لأن المادة لاتشكل عائقاً أمامهم، ولكن هناك العديد من المدربين الرومانيين الذين أشرفوا على تدريب بعض الفرق السعودية وأثبتوا جدارتهم، رغم أن الكرة الرومانية وبالذات على مستوى المنتخب الروماني تمر بمرحلة سيئة للغاية حيث يعيش مرحلة تجديد من جيل إلى آخر بعد رحيل جيل اللاعبين العمالقة والمعروفين بمستوياتهم العالية.
مستوى متراجع
ـ ما رأيك في الكرة السعودية؟
على مستوى المنتخبات فإن الحال يجيب عن نفسه، ولو عدنا قليلا إلى الوراء أي قبل عدة سنوات لوجدنا أن المنتخب السعودي كان ضلعا ثابتا في نهائيات كأس العالم حيث تأهل عدة مرات عكس ما حدث في الفترة الأخيرة بعد أن عجز عن تكرار إنجازاته السابقة، وعلى مستوى الأندية فإن هناك ملاحظة إيجابية شاهدتها على الواقع لفريق الأهلي الذي لعبنا معه مباراتين خلال معسكرنا بمنطقة أبها، والمتمثلة في عدد الجهاز الفني المتكامل (حوالي 10 عناصر) بالاضافة إلى وجود طباخ خاص، وهو المعمول به في الأندية الأوروبية وأعتقد أن الأندية السعودية الكبيرة مثل الاتحاد والنصر والهلال والشباب وغيرها تطبق هذه الآلية الايجابية.
شيء تود إضافته في نهاية اللقاء؟
أنا سعيد جدا بالجماهير والصحافة السعودية التي مازالت تتذكرني ولعل حرص وإصرار ذلك العدد الكبير من الجماهير على التقاط الصور معي أثناء تجولنا معا بالمجمع التجاري خير شاهد على كلامي، وشكرا لمنحي هذه الفرصة للحديث عن ذكرياتي في الملاعب السعودية وكشف ما قد يكون غير واضح للآخرين.
من اللقاء
ـ أجري اللقاء في بمجمع الظهران مول وحاول أمن المجمع إبعاد المدرب عن المكان أكثر من مرة.
ـ حرص عدد كبير من المتسوقين على التقاط صور تذكارية مع المدرب بلاتشي سواء بكاميرا "الرياضية" أو بواســـطة جوالاتهم.
ـ قــام بالترجمة المشـرف العام على فريـــق النهضة صــائـــــب الأطرش.