السفاح من دبس كركوك إلى أحضان العروس
السفاح الآسيوي ومهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الجديد يونس محمود (عراقي) كانت نشأته في قرية صغيرة تسمى قرية دبس بمحافظة كركوك، وسط عائلة متوسطة الدخل وهو الأخ الأكبر من بين إخوانه السبعة، وله أخت واحدة. وجاءت النجاحات المتلاحقة في المشوار الرياضي ليونس محمود لترفع من أوضاعه المادية وتجعله من أغنى اللاعبين العراقيين وتدر عليه أموالاً طائلة حققت له ولأسرته كثيراً من الأمنيات، وظل وفاء اللاعب حاضراً ودائماً لدعم أشقائه وأسرته وظل سنداً لهم بدعمه المادي ووقوفه الدائم معهم في كل المواقف.
هوايات
من الهوايات التي يحبها يونس إلى جانب شغفه بكرة القدم ممارسة السباحة والكرة الطائرة ورياضات ألعاب القوى إلى جانب ذلك فهو يحرص متى ماسمحت له ظروف توقف المسابقات الرياضية بالتوجه للرحلات الجماعية والالتقاء بأسرته وأقاربه وأصدقائه.
البداية
بدأ يونس محمود حياته الرياضية في المدرسة حيث كانت موهبته ذات علامة بارزة في النشاطات الرياضية والبطولات المدرسية، وكان يُلقب في صغره بـ(بيليه) لموهبته ومهاراته العالية.. وانضم لنادي قريته الصغير نادي دبس، ثم انتقل ليلعب في نادي كركوك مقابل أجر قليل وكان يتخذ من ممارسة لكرة القدم كعمل يساعد والده.. ومن ثم وقع عقدا مع نادي كركوك الرياضي وظل يلعب في كركوك لمدة ليست بالطويلة.. ثم قدم نفسه إلى نادي الشرطة ليلعب فيه لكن تم رفضه .. وبعد ذلك كانت محطة الانطلاق محلياً له حين انتقل إلى نادي الطلبة في الموسم الرياضي (1999ـ2000) حيث أحرز مع فريق الطلبة كأس العراق، وبطولة الدوري الممتاز العراقي، وبطولة بغداد.. وكان نادي الطلبة هو المرتكز الذي انطلق منه يونس ليبدأ رحلته الاحترافية في الامارات العربية المتحدة عبر نادي الوحدة الإماراتي، ثم احترف في قطر ومثل أندية الخور والعربي والغرافة والوكرة وأخيراً السد.
دولياً
كانت بداية المشاركة الدولية ليونس محمود عندما اختاره المدرب العراقي عدنان حمد أثناء توليه مهمة الإشراف على منتخب العراق للشباب ليلعب لهذا المنتخب كأصغر لاعب، ولكن رغم صغر عمره إلا أن يونس محمود لم يخيب ظن مدربه، وقدم أداء لافتاً مع منتخب بلاده للشباب وواصل تألقه مما استوجب انتقاله إلى المنتخب العراقي الأول وتسلم بعد ذلك شارة القيادة لروحه العالية وأدائه القتالي وأفضليته وتميزه الفني داخل المستطيل الأخضر.
نجاحات
وكان المشوار الرياضي ليونس محمود مطرزاً بالنجاحات المتلاحقة على مستوى الأندية التي انضم لها وكذلك على المستوى الشخصي له فأحرز العديد من الألقاب والجوائز في مشواره الرياضي، حيث حقق في بداياته الكروية لقب أفضل لاعب في المحافظات، وحقق مع نادي كركوك بطولة دوري الدرجة الأولى وقاد فريقه إلى تحقيق البطولة بعد أن انفرد بصدارة الهدافين بـ19 هدفاً.. وبعد ذلك تواصلت جوائز الأفضلية والهداف في مشاركاته المختلفة. وحين انتقل إلى الدوري القطري حقق أفضل لاعب عربي في الدوري القطري، وسجل أسرع هدف في المسابقات القطرية.. وحقق لقب الهداف في أكثر من موسم رياضي مع الأندية التي لعب لها.
محطات
وتعتبر بطولة كأس آسيا 2007 إحدى المحطات المهمة في مشوار يونس محمود حين استطاع أن يقود منتخب بلاده لتحقيق كأس البطولة بتسجيل هدفه الوحيد في مرمى المنتخب السعودي في المباراة النهائية التي انتهت بهدف دون رد عن طريق رأسية من يونس محمود دفعت منتخب بلاده لإحراز كأس البطولة التي نجح من خلالها في أن يحقق الأفضلية الفردية من خلال حصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة (وهو أول لاعب عراقي يفوز بهذه الجائزة) وجاءت الجائزة مستحقة له نظير المجهود الكبير الذي بذله وتميزه الفني إلى جانب ذلك فقد حصل على لقب هداف البطولة بأربعة أهداف متساوياً مع مهاجم منتخبنا الوطني ياسر القحطاني واللاعب ناوهيرو تاكاهارا.. كما نال في العام ذاته لقب ثاني أفضل لاعب في آسيا خلف لاعبنا الدولي ياسر القحطاني.
اعتزال
في شهر يونيو 2013م أعلن يونس محمود وكان وقتها قائدا لمنتخب العراق لكرة القدم اعتزاله اللعب الدولي وبعد ذلك اعتزال المشاركة مع الأندية وجاء هذا القرار بعد انتهاء مباراتي العراق أمام اليابان وأستراليا في الجولتين ما قبل الأخيرة والأخيرة لتصفيات المرحلة الحاسمة لمونديال البرازيل.. وفي ذلك الوقت قال يونس محمود: إن قرار الاعتزال نهائي.. وأضاف: إن وقت الراحة قد حان رغم أنني قادر على العطاء ورغم أن ما يقدم لي من عروض قد لا يتحملها لاعب آخر وحرصت أن تبقى صورتي كما هي زاهية جميلة في قلوب وعقول من يحبني من الجماهير التي أكن لها كل محبة وتقدير، وأحب أترك الكرة وأنا في القمة".
تطور
التطور الجديد والمخالف في هذا الاتجاه هو استدعاء المدير الفني الجديد للمنتخب العراقي لكرة القدم حكيم شاكر (الذي عين خلفاً للصربي المقال فلاديمير بتروفيتيش) للاعب يونس محمود ليكون ضمن القائمة الرئيسية استعدادا لمواجهة المنتخب السعودي في 15 من شهر أكتوبر المقبل في العاصمة الأردنية عمان في تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا في أستراليا عام 2015.
تعليق
قرر يونس محمود ترك قرار التراجع عن الاعتزال الدولي (معلقاً) وطلب من مسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يأخذ الوقت الكافي للتفكير وأنه سيفكر بعمق قبل أن يقرر العودة في المشاركة مع منتخب بلاده أو التمسك بقراره الذي اتخذه بالتوقف عن المشاركة مع منتخب بلاده.
عودة
أمس الأول أعاد الأهلاويون اللاعب يونس محمود للمشهد الرياضي مجدداً ونجحوا في التعاقد معه بنظام الإعارة بديلاً عن الكوري سوك.. وعلى إثر ذلك وافق يونس محمود على الانضمام للنادي الأهلي مؤكداً سعادته الكبيرة بالانضمام للنادي العريق لافتاً إلى أنه يرتبط بعلاقة جيدة مع عدد كبير من اللاعبين والرياضيين السعوديين.. ويُسعده أن يشارك في البطولات السعودية التي تضم نجوما ولاعبين مميزين وتشهد إثارة وندية، إضافة إلى ثنائه على ملح المنافسات السعودية بتواجد وحضور الجماهير المحبة والعاشقة لكرة القدم.. مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن يحترف في السعودية منذ عدة سنوات، ولكن العروض التي وصلته لم تكن بالجدية المطلوبة كحال العرض الذي قدمه النادي الأهلي.. وأكد أنه عاشق للتحدي وسيبذل الجهد المطلوب ليكون في كامل الجاهزية لأن يقدم أفضل المستويات ويكون عند حسن ظن مسؤولي الأهلي ولديه الإصرار الكبير لأن يقدم ما يُسعد جماهير الأهلي وأن يساهم مع زملائه اللاعبين بتحقيق فريق الأهلي للانتصارات المتتالية.