2013-11-06 | 06:00 حوارات

سأقاتل من أجل لقب الدوري

مشاركة الخبر      

كشف المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بيريرا (برتغالي) أسباب قبوله مهمة تدريب الأهلي والتي رفض أن يكون من بينها العرض المالي، وأكد بيريرا في الجزء الثاني (الأخير) من حواره مع «الرياضية» على احترامه للإعلام وبحثه عن النجوم لتحقيق المبيعات، كما تحدث عن جمهور الأهلي وعن الرجل القوي الذي يقف وراءه والذي وصفه بالشخص الذي لا يحب الكلام.. فإلى بقية الحوار: ـ البعض يتحدث عن لاعبين ونجوم وأنت دائما تحب أن تتحدث عن فريق بأكمله.. فهل ترى أن التركيز على نجم وإهمال البقية يضر بلعبة جماعية مثل كرة القدم؟ هذا الأمر لا أحبه ودائما يزعجني ويجعلني أفقد أعصابي وهو ما حدث في أحد المؤتمرات الصحفية، فأنا أعتبر كل لاعب في فريقي مهماً ونجما لأن كرة القدم لعبة جماعية وأكون سعيدا عندما نعمل كفريق واحد، فاللاعب يكون نجماً عندما يدعمه الفريق كاملا وأسعد عندما يتألق لاعب في مباراة، ولكن دائما أجير النجومية للفريق كاملا، وحتى في أوروبا مثلا برشلونة فريق كبير لكن هنا يعتبرون برشلونة فقط ميسي وهناك في أوروبا ينظرون للفريق بأكمله، والنجم هو من يقاتل ويبدع لخدمة فريقه، وهناك لاعب يمتلك مهارات ولاعب لا يمتلك ولكن بالنسبة لي كمدرب الاثنان نجوم ولا أفضل أحدهما على الآخر، ولو كان النجم يصنع الفارق ويؤدي كل الأدوار لتحولت كرة القدم إلى لعبة فردية، ولذلك لابد أن تتغير النظرة لديكم هنا وأن يحب الجمهور الفريق كاملا وليس لاعبا أو لاعبين، أنا أتفهم أن الاعلام مثلا يركز على النجوم لأنه يريد أن يحقق مبيعات ومكاسب مالية كبيرة وعندما يتحدث عن لاعب لا يحبه الجمهور لن يستفيد شيئا، ولكن أحيانا هناك لاعب يقدم كل شيء وبالنسبة لي يكون الأهم لكن الجمهور لا يحبه لأنه يفكر في المهاجم والهداف فقط وهذا خطأ ويسبب مشاكل، ومن يذهب إلى أوروبا لن يجد هذا الفكر أبدا فهناك نجوم ولكن يعاملون بنفس معاملة بقية اللاعبين. ـ لماذا دائما تحب أن تتحدث عن فريق ولا تحب مدح النجم؟ لأنني أريد أن أحافظ على كل اللاعبين وأن يعرف كل لاعب أنني مهتم بهم جميعا ولا أتحدث عن فرد في منظومة جماعية، فمن الممكن أن أشيد بلاعب قدم مباراة كبيرة ولكن معها أشيد بمنظومة عمل جماعي مكتمل وكل اللاعبين يعرفون أنني أنظر إليهم جميعا من مسافة واحدة ولا أفضل لاعبا على آخر. ـ أنت شخص هادئ ومبتسم ولكن العصبية التي ظهرت عليك في أحد المؤتمرات الصحفية ما سببها؟ عندما تنظم مؤتمرات صحفية بعد المباريات فأنت تريد أن تتحدث عن أمور فنية في فريق ولكن أحيانا يأتي شخص ويسألني لماذا أخرجت هذا اللاعب ولماذا أشركت ذلك اللاعب؟ ويتكرر السؤال دائما، أليس من حقي أن أكون أنا المسؤول وأنا المدرب وهذا الأمر ليس هنا فقط، بل حتى في البرتغال يسألون أحيانا بنفس الطريقة ويكون الرد نفسه، فأنا مدرب أقدر الإعلام وأحترمه بشكل كبير ولكن مثلا لو هذا الصحفي الذي يسألني عن اللاعب كان هو المدرب ووجهت له نفس الأسئلة وفي كل مرة يسألني نفس الأسئلة كيف يكون رده، ألن يغضب لو تدخلت في عمله؟ أنا أعرف أن الإعلام يريد أن ينتشر وهذا في كل مكان ولذلك يسألونني عن فيكتور وبرونو سيزار وموسورو لأن النجم هو الذي (يبيع) في الإعلام وأنا إنسان حار وأفقد أعصابي عندما أجيب على سؤال يتكرر أكثر من أربع مرات ومن نفس الشخص ولذلك أتمنى أن تكون الأسئلة فنية وفي إطار لعبة كرة القدم فهي لعبة جماعية وليست فردية. ـ هل أنت شخص عصبي؟ عصبيتي دائما موجودة من فرط الحماس، وأنا شخص دمي حار وهذا من الصغر وليس من الآن، وكل من يعرفني يعرف شخصيتي فأنا لا أحب الخسارة ولا أرضى بالاستهتار وأحب القتالية والروح العالية، فقد نشأت وسط عائلة بسيطة وكل حياتي من الصغر فيها طموح لايتوقف، وقاتلت من أول خطواتي وتعبت كثيرا وتعرضت لمواقف صعبة ولكن بالإرادة والروح تجاوزت كل شيء، ولكن في حياتي العائلية ومع الأصدقاء إنسان عادي ومبتسم، فقط في المباريات من يقف بجانبي يتعب كثيرا خاصة في الملعب لذلك تجدني دائما أقف وعلى أعصابي من فرط الحماس، فمثلا عندما يسجل في مرمانا هدف تجدني غاضبا جدا من ملامح وجهي لأنني شخص أحب الفوز وأقسو على نفسي وفي كل مرة أعمل ما في وسعي ولا أريد أي فرصة تهدد مرمانا لأنني لا أحب الخسارة أبدا. ـ انتقالك من بورتو البرتغالي إلى الأهلي هل كان بحثاً عن المال أم التحدي؟ يا صديقي أنا أؤمن بالتحدي، والمال مهم للإنسان ولكن أنا لا أعمل من أجل المال فقط بل أعمل لتحقيق طموحي، وأنا إنسان شغوف بكرة القدم وحياتي كلها للرياضة ولا أعرف شيئا غيرها، وأحب التحدي دائما وبالتأكيد عندما تعمل وتطور نفسك وتضع نفسك في الأمام سيأتيك المال لأنك تستحق ذلك، وطبيعي أن أكسب المال إذا نجحت في عملي والفرق أنني مع بورتو حققت كل طموحي، بطولتين للدوري والتأهل إلى دور الـ 16 في دوري الأبطال الأوروبي وكنت أبحث عن تحد جديد وتحدثت مع عائلتي برغبتي في صنع تحد جديد مع نفسي ولو جاءتني الفرصة فلن أتردد، وجاءني عرض من فريق إنجليزي ولم يتم، ومن فريق روسي، وفي نفس الوقت جاء عرض الأهلي وكنت أعتقد أنهم يريدوني وأعطوني الثقة ولم أفكر وقتها بالمال وقد لا تصدق أن العرض الروسي مقارب لعرض الأهلي لكن في البداية تحدثت مع أولادي ووافقوا وقالوا نحن معك في أي مكان، وحينها صممت على تحقيق حلمي، فالحلم دائما يضعك في المقدمة إذا ركزت على تحقيقه، وشعرت أنني قادم لتحد كبير، تحد مع ناد لم يحقق فريقه الدوري منذ 30 عاما، فكان لابد أن أقبل هذا التحدي لأنني واثق من إمكانياتي، وبصراحة الأهلي وفر لي كل شيء ووجود عائلتي إلى جواري أراحني كثيرا وأنا مدرب وأب ولدي ثلاثة أطفال وإذا أردت أن تعرف شخصيتي انظر الى الصور التي خلفك (في جدار مكتبه صور كبيرة جدا له في انفعالاته ومباريات الفريق) انظر إلى عيوني في هذه الصورة وتعرف الشغف والتحدي واحترامي لعملي فأنا أعمل بقلبي وعندما أذهب إلى بيتي أنام وأنا أفكر في المباريات وأصحو من النوم وأنا أفكر في المباريات. ـ هل ستعمل بقوة من أجل تحقيق حلم جمهور الأهلي ببطولة الدوري؟ قبل أن يكون حلم جمهور الأهلي هو حلمي أنا لأنني وضعت لي أهدافا وأحلاما أعمل على تحقيقها وهذا ما عملته هناك في بورتو، وسأقاتل من أجل لقب الدوري، فكل مباراة ألعبها بقوة من أجل الفوز فقط ولن أستسلم أبدا ولا فرق بين فريق كبير وصغير، كل الفرق بنفس القوة لدي، ولابد أن يعرف اللاعبون والجمهور أنني سأقاتل من أجل تحقيق الدوري والمهمة ليست صعبة ولن تكون مستحيلة طالما لديك هدف وتقاتل من أجله ستحققه. ـ لو لم تكن مدربا ماذا كنت ستعمل؟ لا أعتقد أنني أعمل أي شيء بعيدا عن كرة القدم، وأنا في بطن والدتي (قالها ضاحكا) كنت أتنفس كرة القدم، فأنا أعشق الكرة وأتابع كل المباريات في أي مكان في العالم وأحب أي لعب جميل من برشلونة أو ريال مدريد أو الأرسنال أو أي فريق في العالم فأنا أتابع اللعب الجميل وأحب الرياضة فقط. ـ يتردد أن برونو سيزار سيرحل عن الأهلي ربما في الفترة الشتوية؟ سيزار لاعب مهم ولكن كما قلت لك أنا أحب كل اللاعبين وأنظر للجميع بمقياس واحد ومن يمتلك عقد سيزار هي إدارة النادي وأنا أعطي قراري الفني ولكن قرار بقائه أو رحيله قرار ادارة ولاعب فأنا لا أدفع الفلوس من جيبي لسيزار، بل الأهلي من يدفع عقده وهو صاحب القرار، وسيزار لاعب كبير وأعرف مستواه من البرتغال وإذا استمر سيكون مفيدا للفريق وإذا غادر بالتأكيد سنجد الحلول. ـ تعاملت مع إدارة الأهلي والأمير خالد بن عبدالله كيف تجد التعامل منهم؟ أنا رجل لا أعرف المجاملة وكل من في الأهلي يعرف شخصيتي حادة وقوية وأحب النظام وأحب أن أكون الشخص الأول المسؤول عن فريقي، ومع وصولي إلى جدة وعملي في الأهلي كنت سعيدا بمعرفة رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله وهو رياضي مميز ومحب للكرة مثلي وشخصيته تجبرك على الاحترام وهو رجل لا يحب الكلام ولكن عندما يتحدث ينصت له الجميع، ومعه أشعر أن خلفي رجل قوي يدعم عملي ولديه حب للرياضة ويعرف الاحتراف بشكل كامل وهو شخص رائع جدا، وأيضا رئيس النادي الأمير فهد بن خالد شخص داعم لنا يأتي للتدريبات ويحضر المباريات ولا يأتي من أجل الاعلام بل يدعم اللاعبين ويقدم دعما كبيرا لنا، وأيضا الأمير فيصل بن خالد شاب مميز في خلقه وفكره وشخصية رائعة ونائب رئيس النادي المهندس خالد عبدالغفار رجل مثقف وأيضا الجهاز الاداري الذي يعمل معي لديهم احترافية كبيرة وخلق طيب. ـ كيف تجد جمهور الأهلي؟ جمهور رائع يحب ناديه بشغف وحماس ولم أكن أتوقع حبه الكبير للفريق بهذا الشكل، وأشعر بالسعادة عندما أجد تلك الجماهير في المدرجات فهم يعطونني الحماس وأشعر أنهم مجانين بالرياضة وبفريقهم وأنا مجنون بحبي للفوز مثلهم وبالتأكيد عندما بدأنا نلعب على ملعبنا كان الأمر أكثر سعادة لأن وجودهم أكبر ويعطي اللاعبين دعماً قويا وسعدت عندما كرموني في الملعب وسعادتي كانت أكبر عندما ارتديت الزي السعودي وشاهد أصدقائي في البرتغال الصور ولم يعرفوني في البداية وبعض الصحف هناك أبرزت الصورة وأشكرهم على حبهم الكبير وحتى ارتداء شارة القيادة في إحدى المباريات من قبلهم كان أمرا مفرحا وبصراحة أنا سعيد جدا بوجودي هنا ومع جمهور الأهلي ومدينة جدة الجميلة. ـ لو طلب منك ترشيح لاعبين للاحتراف الخارجي من ترشح؟ من الصعب أن أجاوب على سؤالك، يجب أن أتعامل مع اللاعبين أولا لأن عقلية اللاعب مهمة والمهارات موجودة في اللاعب السعودي ولكن في أوروبا أهم شيء هناك العقلية وكيف يفكر اللاعب وإذا أردت أن تكون لاعبا مهماً في أوروبا، لابد أن تكون عقليتك تنافسية وتعرف كيف يلعب لاعب كرة القدم هناك وهذه مهمة صعبة ولابد أن تقاتل بقوة في التدريبات والمباريات، فالمدربون هناك لا يحبون (الدلع أو الضحك في التدريبات)، لابد من الجدية وأيضا الالتزام والنوم المبكر والتغذية الجيدة وتثقيف اللاعب لنفسه والصبر في البداية، ولابد أن تفكر في أن تصنع لك حلماً وأن تضع أمامك مبدأ مهماً وهو أن أي لاعب لن يذهب ليلعب مع فريق كبير من البداية، ولابد من التدرج من أندية صغيرة إلى كبيرة، فالاحتراف ليس مهارة فقط فبدون عقلية لن تفيدك مهاراتك أبدا واللاعب في أوروبا لديه عقلية وطموح وتكتيك عال ويقاتلون بقوة في التدريبات والمباريات ليقنع المدرب أنه يستحق اللعب.