لا أخشى الإقالة وشنطتي جاهزة
حوار: بندر الطياش
كشف مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الإسباني خوان لوبيز كارو أن أهم أهدافه المقبلة التتويج ببطولة كأس الخليج التي ستحتضنها مدينة جدة العام المقبل، مشيرا إلى أن أهدافه ثلاثة وهي تحقيق لقب خليجي 22 ومن ثم لقب بطولة كأس آسيا بأستراليا وأخيرا الوصول لمونديال روسيا. وهاجم المدرب الإسباني الإعلام وقال هم يحرضون الأندية على التعصب، مؤكدا أن المنتخب السعودي أصبح في المرتبة 15 بعد أندية الدوري الـ 14، وقال لوبيز خلال الجزء الأول في حواره مع "الرياضية": إن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن يعاد ترتيبها، وضرب الإسباني مثلا باليابان التي باتت تحترم من قبل العالم كله بالاعتماد على النشء في كرة القدم ..
ـ دعني في البداية أرحب بك لتطل معنا عبر صفحات "الرياضية"؟
أولا شكرًا جزيلاً لكم على هذه الاستضافة، وآمل أن أجيب على جميع استفساراتكم وأسئلتكم، ومن أجل التواصل مع كل من يساهم في دعم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.
ـ خلال تواجدك مع المنتخب السعودي في ١١ شهرا مضت حتى الآن، هل لنا أن تصف تلك التجربة التي قضيتها حتى الآن؟
الأكيد أننا خلال هذه المدة تأهلنا لنهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في أستراليا ٢٠١٥، واللاعبون أيضاً قاموا بعمل أكثر من رائع، عملوا بكل التزام، وانضباطية، وبالذات الأداء العالي الذي ظهر في مواجهتي العراق (ذهابا وإيابا) ومن ثم الصين، تقييمي بما يتعلق باللاعبين أظن بالنسبة لي شخصيا أن النسبة عالية، ويعلم الجميع أن البداية كانت أقل بقليل من الثقة التي نطمح لها كجهاز فني، والأكيد أن الثقة متواترة لكنها حضرت بعد أكثر من مباراة، ومازلنا في بداية الطريق، وكما يعلم الجميع أن السعودية كاسم لها مكانة عالية وتحتاج أن ترتقي للمستوى والمكانة التي كانت عليها سابقا وأفضل، ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أشكر جميع اللاعبين الذين شاركوا معنا على المستويات الجيدة التي قدموها وأظهروها، وأعتقد أن هناك بعض الجوانب التي يحتاج لها تطوير أكثر.
ـ دعني من الفترة الحالية .. سوف أذهب بك قليلا للوراء وأسألك سؤالا عن الفترة الماضية .. أنت كمدرب هل استفدت من الفترة التي قضاها المدرب السابق للمنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد؟
ما يتعلق بالفترة التي قضاها ريكارد أنا لن أتحدث عنه ولن أتكلم إلا عن الفترة الجيدة فقط، الأكيد أن النتائج لم تكن جيدة ولم يكن محظوظاً فيها المدرب، ولكن لسوء الحظ أنه في بعض الأحيان رغم ما تقدمه من عمل جيد إلا أن النتيجة لا قد لا تخدمك، أنا اطلعت على هذه الفترة، ليس على مستوى المنتخب فقط، إنما أيضاً على مستوى الأندية، وأصبحت لدي دراية بطريقة العمل داخل الأندية وهذا أمر مهم، وأنا منذ أن توليت المسؤولية أعلم يقيناً أن النتائج ستأتي حسب مجموعة من المعطيات، وبالنسبة لنا لدينا مفاتيح ومعايير وضعناها وهي كفيلة بنقل مجهوداتنا للأفضل.
ـ لكن دعني أسالك عن الإرث الذي ورثه ريكارد لكرتنا السعودية وكيف تعاملت معه وكيف تجاوزته كمدير فني للمنتخب السعودي الأول القابع خلف ٩٩ منتخبا في التصنيف العالمي لـ(فيفا)؟
لدينا مجموعة من المعطيات والأكيد أن المفتاح والأساس في العملية هم اللاعبون، بالنسبة للمنتخب دائماً ما يعتمد على اللاعبين الجاهزين ونتاج عمل الأندية، ونحن نعلم أن الفترة الماضية لم يكن فيها استمرارية للاعبين المنضمين خصوصا في مراكزهم وكذلك في الأداء، مثلا هناك بعض اللاعبين في مباراة يكون في أحسن حالاته، وفي المباراة الثانية يأتي نفس اللاعب وينخفض مستواه، وليعلم الجميع أن هناك بعض العوامل ليست مرتبطة بعمل المدرب، ولكن نحن حريصون فيما يتعلق بخلق الجدية والانضباط والشدة في العمل، قد يكون لديك لاعبون جيدون ومهاريون وليسوا متواجدين في المنتخب، وبسبب المعايير التي نضعها، مثل الالتزام والانضباط قد لا تجدهم من ضمن التشكيلة، لأن الجودة لا تهمنا فقط ، ولكن هناك عوامل أخرى مرتبطة ببعض مثل نموذج وطريقة اللعب التي ينتهجها المدرب.
ـ دعني من العوامل الفنية الآن .. أنا أسالك عن المدرب السابق للمنتخب السعودي ريكارد وأنت تجيب بطريقة دبلوماسية وكأنك لا تود الحديث عن تلك الفترة التي عايشتها بعد رحليه؟
أنا بصراحة لا أحب أن أتحدث عن عمل غيري، سوف أتحدث منذ بداية استلامي للمهام في المنتخب، وكشخص وكمهني لابد أن نعترف بالعمل الذي يقوم به أي زميل أيا كان هذا الشخص، لكن أنا أحب أن أتحدث عن عملي أنا فقط.
ـ أفهم من كلامك أنك تطلب من الجماهير السعودية أن تنسى عمل الهولندي ريكارد من أجل فتح صفحة جديدة معك كمدرب لبطل آسيا سابقا؟
الأهم لدينا الآن الحاضر والمستقبل ولا يجب أن نتحدث في الماضي، دعني أقول لك شيئا مهماً وهو أن العمل الجيد لدينا يتطلب أهدافا، نحن لدينا ثلاثة أهداف مهمة جداً، واللاعبون هم أساس أي عمل، لأن العمل استمرارية مجهودات، ودائما أردد هذا الأمر وعنواني الكبير .. أن اللاعبين هم من يبرهن ويبرز عن هذا العمل، والمدرب دائماً ما يوجد في المقدمة وفي الواجهة.
ـ أنت كمدرب متواجد منذ سنتين في السعودية الأكيد أنك أخذت انطباعا كاملا عما يدور في كرتنا السعودية، ولك أيضاً ١١ شهرا على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول، دعني أسالك أولا عن أهدافك مع الأخضر وأنت المدرب الذي سبق وأن قدت ريال مدريد النادي الأشهر في العالم؟
لدينا أهداف عدة، منها أولا بطولة كأس الخليج التي ستقام في مدينة جدة، وكذلك نهائيات كأس آسيا ٢٠١٥، وأخرا وليس آخرا التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم ٢٠١٨ والتي ستقام في روسيا، أنا لا يمكن أن أخدع الجمهور ولا يمكن أن أخدع نفسي، لكن الأمر الذي متأكد منه أننا نحن الآن لسنا مستعدين جيدا ولا يمكن أن نكون فاعلين في تلك الأهداف الثلاثة التي أعلنتها لكم، الواقع خلال الذي أشاهده أنا كمدرب، أن المدير الفني يجب أن يكون على رأس الهرم ويجب أن يقوم بالعمل الممتاز، وكذلك اتحاد الكرة لابد أن يقوم بعمل هو الآخر بشكل رائع، والأندية المرتبط عملنا فيهم بشكل مباشر، يجب أن يقوموا بعمل لا يقل عن المدرب والاتحاد أيضاً، بالإضافة إلى الإعلام .. هذا بالنسبة لي ولرأيي أنا. يمكن أجد آراء مختلفة عن آرائي، ولكن أنا مقتنع بما أقول، ويجب على كل من ذكرتهم أن يتطوروا كثيرا من أجل الوصول لتحقيق نتائج في هذه الأهداف التي ذكرتها، ولا أنسى أيضاً الجماهير.
ـ وماذا بعد؟
بالنسبة للجماهير، أنا أعتقد أن المنتخب يقف في المرتبة رقم ١٥ لديكم.
ـ كيف رقم ١٥ أنا لم أفهم ما تقول؟
الشيء الذي أود قوله أن اهتمام الجماهير منصب بالكامل على أندية الدوري الـ١٤ والمنتخب آخر اهتماماتهم ويقف في المرتبة رقم ١٥ بعد كل الأندية، لكن عندما يصبح المنتخب رقم ١ من حيث الاهتمام ويسبق كل الأندية، أعتقد يمكن تحقيق هذه الأهداف.
ـ ولكن كمدرب .. ألا تستطيع أن تجعل عملك هو من يجعل الجماهير تتبعك في تحقيق أهدافك؟
عمل المدرب وحده لا يمكن أن يحقق فيه كل شيء بل مستحيل طبعا، العمل مرتب المدرب أولا، اتحاد الكرة ثانيا، اللاعبون ثالثا، والإعلام أخيرا.
ـ في عهد الرئيس السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد كان يردد مقولة لم نعد نسمعها حاليا وهي أن المنتخب أولا، ثم جاء بعده الأمير نواف بن فيصل واستمرت تلك المقولة .. أنت كأنك تقول ما كانوا يقولونه المنتخب أول كل شيء؟
هذا كان زمان، لكن حاليا أقول الكلام شيء والواقع شيء آخر.
ـ هل تطالب رئيس الاتحاد السعودي الحالي أحمد عيد أن يسير على نفس النهج ويلزم الأندية بمقولة أن المنتخب أولا؟
أنا أقول الشيء الذي أفكر فيه والذي أشعر فيه، لا يمكن أن أحصر هذا الأمر في أحمد عيد وحده، إنما للإعلام أيضا دور.. الكل يعلم أن هناك صراعات في الأندية وتعصب، والإعلام يميل للأندية الأمر الذي يخلق صراعات للمنتخب في غنى عنها، نحن لا نطالب الإعلاميين بشيء مستحيل، لكن نطالبهم بالوعي ونقول لهم إن هناك منتخباً وهو الذي يمثل الوطن، وكما يحدث في جميع أنحاء العالم أن منتخب البلد هو الأول وهذا مشاهد في كل العالم، يجب أن ننسى مصالح الأندية، الوقت الذي لا يوجد فيه مثل هذا الفكر من الصعب جداً أن تحقق فيه أهدافك، وهدفنا المقبل بطولة الخليج وعندما لا يحقق المنتخب لقب تلك البطولة أعلم أن الضغط سيصبح على المدرب وممكن يقال.
ـ إذن تعلم جيدا سياستنا وتعرف أنك إذا لم تحقق بطولة الخليج أن الإقالة بانتظارك؟
أنا أتكلم عن الواقع، وهذا أمر ليس جديدا وعلى مدى تاريخ الكرة السعودية الكل يعلم أن المدرب الذي يخفق في تحقيق بطولة الخليج يلغى عقدة، والتاريخ ما تغير في الأمور الذي من الممكن أن يتم التغيير فيها.
ـ أفهم من كلامك أنك لست قلقاً من الإقالة ؟
بالنسبة لي ممكن آخذ (شنطتي) وأمشي.
ـ تحدثت عن تعصب الجماهير لدينا في السعودية وأنت صاحب جنسية إسبانية ولا يخفى عليك التعصب في بلادك خصوصا من جماهير الناديين الأشهر على مستوى العالم برشلونة وريال مدريد ونفس ما يحصل هناك يحصل هنا .. أعتقد أن هذا أمر طبيعي؟
لا لا لا .. كررها ثلاث مرات .. الأمور تختلف اختلافا كليا .. المنتخب في إسبانيا هو الكل في الكل، لا يوجد ألوان في إسبانيا غير لون الوطن عندما تشارك إسبانيا في أي مباراة أو أي مناسبة، الجماهير تنسى الألوان وتتوحد من أجل منتخب البلد، المنتخب في إسبانيا يعتبر أم كرة القدم وأبوها، بالإضافة إلى أن الأندية تدعم المنتخب، والأندية والإعلام يموتون من أجل خدمة المنتخب الإسباني، دعني أضرب لك مثلا قريبا جدا عندما شارك المنتخب السعودي في بطولة (son) الودية في الرياض لم يتجاوز الحضور في المباراة الواحدة عن١٠٠ متفرج .. هل يعقل هذا؟ إذاً نحن نحب أن ندعم المنتخب، لكن على الوجه الآخر أشكر جماهير محافظة الدمام على الحضور الأكثر من رائع خلال مواجهتنا مع العراق إيابا .. الجماهير التي حضرت وساندتنا كانت أكثر من رائعة وقدمت أفضل دعم للاعبين على المستطيل الأخضر، أنا أهنئهم من خالص قلبي، وهذا هو الذي يفترض على الجماهير وهذا هو الذي يحتاجه المنتخب واللاعبون.
ـ تتكلم وتتحدث عن الجمهور السعودي، وأنا أعلم يقيناً أن الغالبية العظمى من تلك الجماهير ينتابها الخوف وتخشى الهزيمة في أي مواجهة يخوضها المنتخب سواء كان مع منتخب قوي أو ضعيف؟
مثلاً لو كان لدى ابني مشكلة ما هو الأصح له؟ .. أليس الأصح أن أساعده على تجاوز مشكلته، الواقع يقول إن جزءا كبيرا من الإعلام لا يدعم المنتخب، ولا يعرفون الدور المهم الذي يلعبه الإعلام في دعم المنتخب، وهناك إعلاميين يساعدون الجمهورعلى عدم حضور المباريات ويساعدونهم على التعصب والحقيقة أن بعض الإعلاميين لديهم مصالح أخرى، بل إن البعض يلبس قميص المنتخب وتحته قميص ناديه المفضل وينتزعه متى ما شاء ليظهر حبه وشغفه لناديه، وأنا من خلال تواجدي لسنتين في السعودية ما شاهدته وسمعته أثبت لي تلك الحقيقة، التعصب للأندية وترك المنتخب.
ـ تقصد مين بالضبط؟
أنا أقصد بعض الإعلاميين، لذا لابد أن نستبدل هذا الفكر ولو لم نستطع تغيير هذا الفكر لن نستطيع تحقيق أهدافنا.
ـ تتحدث عن الإعلاميين وكأنهم هم من يلعب كرة القدم وليس اللاعبون وفكرك أنت كمدرب جاء ليعيد الكرة السعودية للواجهة؟
لا لا .. أنا سبق وأن قلت لك في إجابة سابقة إن أول شيء هو عمل المدرب، ومن ثم اتحاد كرة القدم والأندية، والرابع الإعلام، هل استوعبت ما أعنيه؟
أفهم ما تقول ولكنك رميت بكافة مشاكل كرتنا السعودية نحو الإعلام، والإعلام الذي تقول جاء ليحاورك وليكشف ما عندك من خطط تقدمها لهذا الوطن؟
لا أنا قلت الجزء الذي يخص إعلامكم المتعصب للأندية، ثانيا دعني أطرح عليك سؤالا وأتمنى الإجابة عليه .. هل دور الإعلام مهم أو غير مهم؟
ـ طبعا بلا أدنى شك مهم ويلعب دورا أساسيا في المنظومة الرياضية بكافة مجالاتها؟
إذاً لماذا تخلعون قميص المنتخب في مشاركته لتلبسوا قميص ناديكم المفضل؟
ـ أسالك سؤالا صريحا متى شاهدت إعلاميا يلبس قميص ناديه أثناء مشاركة المنتخب؟
ضحك قليلا .. وقال أنا أعطيتك مثال كرمز لما يدور هنا لديكم، من خلال الواقع وبشكل ما شاهدته أنا لم أتكلم عنك شخصيا .. أنا لا أكذب . إذا أردتموني أكذب فسأقول جميع الأمور على ما يرام، أنت سألتني وأنا قلت لك المطلوب، إذا كنا نطمح تحقيق لقب بطولة الخليج والتتويج ببطولة كأس آسيا والوصول للمونديال، فعلى الأطراف أن تتحد من أجل المنتخب.
ـ لكن الكل يجمع على أننا نريد تحقيق تلك الأهداف التي وضعتها؟
أعلم يقيناً أننا إذا لم نستطع تحقيق لقب بطولة الخليج المقبلة أن الكل سينتقدني كما انتقد سابقا ريكارد وبيسيرو، وفي الأخير إذا لم تتحقق النتائج المسؤول الأول والأخير المدرب، اتحاد الكرة لن تكون عليه مسؤولية ولا الأندية ولا الإعلام. بالنسبة لي أنا المعني، النجاح والفشل يرجع لكل العوامل التي ذكرتها، وأعيد لسؤالك هل تتفق معي فيما أقول؟
ـ أنا دوري أسمعك وأنقل ما تقوله للناس .. صحيح أنني أتفق معك في بعض الأشياء وليس كلها؟
تعرف لماذا أقول مثل هذا الكلام .. لأنه لا يوجد لدي كمدرب للمنتخب إلا مصلحة واحدة، بعكسك أنت لديك مصالح أخرى.
ـ لا إطلاقا .. أنا كإعلامي مصلحتي نقل وجهة نظرك لكل المتابعين والجماهير وهم من يحكم عليك؟
أنا أتحدث بصراحة، ويمكن أكون غير مصيب في كلامي، لكنني متأكد من جميع ما أقول من خلال متابعة شخصية.
ـ وماذا على الأندية؟
بدأت أطلع على عملهم وتنظيمهم والمستوى الاحترافي الذي يقومون به وأنا في محاولات أخرى لزيارة النادي الذي لم أزره سابقا، ومن خلال هذه المعلومات عندي أحاول أن أطرح رأيي .. دعني أقول شيئا مهماً أنا قضيت سنتين هنا وبالنسبة لي لا يوجد أحد يعرف كرة قدم في السعودية أكثر من درايتي أنا بها، يمكن أخطئ في أشياء كثيرة، لكن معرفة اللاعبين والأندية أظن ما فيه ولا إعلامي يعرف أكثر مني في كرة القدم، ممكن المدربين لكن الإعلاميين لا أظن .. تعرفون لماذا أقول هذا لأنني عايش ٢٤ ساعة أتشرب كرة القدم في السعودية.
ـ أفهم من كلامك أنك تقول لا تنتقدوني أنا قادم لأعلمكم وأفهمكم كرة القدم؟
لا لا لا..أنا أتكلم عن معرفة كرة القدم، لاحظ لابد أن نفرق .. أنا لدي دراية بما يدور في الأندية واللاعبين، وهناك فرق أنا لا أقول أنا أفضل الجميع ولكن المعلومات التي لدي تؤكد كلامي وحديثي ولا أريد أن أخضع للرأي العام.
ـ في الأخير أنت عملك مدرب وطبيعي أن تعرف كل ما يخص الكرة .. ونحن الإعلاميين نعرف عملنا وننقل ما تقول بمهنيتنا وحرفتنا .. كل واحد يعرف عمله؟
المدرب يعمل والإعلامي يتحدث .. سأضرب لك مثلاً: لو كان لدي ابن متأخر ذهنياً وليس ذكياً بدرجة كبيرة، مستحيل أن أطالبه بأن يصبح طبيباً، مع العلم أنني أتمنى أن يصبح طبيباً، ولكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر.
ـ أعرف ماذا يدور في ذهنك لكن لابد أن تعلم أن المنتخب السعودي الذي شبهته بالابن الغبي كان بطل آسيا ثلاث مرات ووصل للمونديال ٤ مرات متتالية ، ووصل لأولمبياد لوس أنجلوس؟
أنا أتفق معك.. فقط أطرح سؤالا عليكم.. عندما كنتم تحققون تلك الإنجازات التي تفضلت بها ماذا كنتم تعملون، وماذا كان يعمل الآخرون المنافسون معكم في نفس القارة في ذلك الوقت تحديدا؟ .. واليوم نسأل أنفسنا ماذا عملوا هم وماذا قمنا نحن به، هذا أمر مهم، ولك أن تتخيل أن السعودية لا يقام فيها حتى اللحظة دوري محلي أقل من ١٦ سنة ، هل تعلمون أن الاتحاد الياباني يبدأ عمله في مجال كرة القدم للفئة العمرية ٦ سنوات و١٠ سنوات ولديهم دوري لهذه الفئة، وأنتم تريدون أن تصلوا لكأس العالم ولا يوجد لديكم اهتمام بالنشء.
هناك أناس تعمل وهناك أناس لا تريد أن تعمل، بصراحة اليابانيين جعلوا العالم يحترمهم للعمل الرائع الذي يقومون به.