ألمانيا والأرجنتين..من يفرح أخيراً؟

رصد ـ محمد الجابـري

تتجه أنظار الملايين من محبي وعشاق كرة القدم إلى ملعب ماراكانا الشهير بمدينة "ريو دي جانيرو" العاصمة التجارية بالبرازيل، حيث سيحتضن ملعبها نهائي كأس العالم 2014م بين منتخبي ألمانيا (بطل كأس العالم ثلاث مرات) والأرجنتين (بطل كأس العالم مرتين) .. وفي لقاء الليلة ستكون الأبصار شاخصة بتلهف لمشاهدة المتعة والندية والإثارة التي ستكون حاضرة داخل المستطيل الأخضر.. حيث سيكون أمام لاعبي منتخبي ألمانيا والأرجنتين فرصة عظيمة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، وتحقيق بطولة كأس العالم، المنجز الذي يمثل الحلم لأي لاعب وأقصى درجات الطموح وأعلى مراتب النجاح بأن يكون لاعباً ضمن المنتخب الحائز على كأس العالم.

تاريخ مميز
يملك المنتخب الألماني تاريخاً مميزاً وحافلاً في بطولات كأس العالم، حيث شارك 17 مرة في النهائيات، وحقق اللقب ثلاث مرات أعوام 1954 بسويسرا و1974 على أرضه و1990 بإيطاليا، كما حقق المركز الثاني 4 مرات في 1966 و 1982 و1986 و2002 ومثلها كثالث في نسخ 1934 و1970 و2006 2010.
أما منتخب الأرجنتين (بطل كأس العالم مرتين) فقد شارك في نهائيات كأس العالم 15 مرة، وتمكن من إحراز اللقب في بطولتي 1978 على أرضه و1986 بالمكسيك، كما بلغ منتخب الأرجنتين المباراة النهائية في نسختي 1930 في الأوررجواي و1990 بإيطاليا.

طريق المنتخبين
جاء وصول منتخب ألمانيا إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم المقامة حالياً بالبرازيل بعد انتصاره التاريخي والكبير في الدور نصف نهائي على منتخب البرازيل (7 – 1) فى مباراة وصفها الكثير من النقاد بالمدهشة والصاعقة بسبب النتيجة القاسية وعدد الأهداف الكبير الذي أسقطت به الماكينات الألمانية المنتخب البرازيلي على أرضه وبين جماهيره، وتركت له ولعشاقه الدموع والألم في حين تحولت الفرحة والسعادة لجماهير ومحبي المنتخب الألماني الذين أبهجهم الانتصار الكبير على البرازيل والتأهل إلى نهائي المونديال.
وفي المقابل، تأهل المنتخب الأرجنتينى إلى المباراة النهائية لمونديال البرازيل بعد فوزه الصعب في نصف النهائي على منتخب هولندا بركلات الترجيح (4ـ2) بعد انتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح التي تأهل من خلالها ميسي ورفاقه لمواجهة منتخب ألمانيا في النهائي، وبالتالي رفعوا سقف طموحات أنصارهم ومحبيهم بتحقيق البطولة وأن يرفع نجمهم الأسطوري ميسي كأس العالم 2014م كحال زميليه قائدي منتخب التانجو السابقين كامبوس ومارادونا.

قاسم مشترك
وبغض النظر عن الإمكانيات والقدرات الفنية للمنتخبين فإن القاسم المشترك بينهما هو أنهما دائماً يدخلان بطولات كأس العالم وهما من ضمن المرشحين لنيل اللقب وهذا الأمر سيشكل ضغطاً على لاعبي المنتخبين لانتزاع كأس البطولة.. ومساء اليوم وعلى الرغم من أن الحظوظ والتوقعات تميل بنسبة أعلى لصالح المنتخب الألماني نظير ماقدمه من أداء قوي في البطولة الحالية وإسقاطه لمنتخب البرازيل (7-1) إلا أن ميسي، وخافيير ماسكيرانو، وهيجواين وكل لاعبي منتخب التانجو سيدخلون اللقاء بكل قوة أمام رفاق مسعود اوزيل وتوماس مولر ونوير، وسيبحث مدرب ألمانيا يواكيم لوف ومدرب الأرجنتين اليخاندرو سابيلا وكل اللاعبين في المنتخبين الكبيرين عن المجد والتاريخ وكأس العالم الغائبة سنوات طويلة عن كلا الدولتين.

مارادونا: اخنقوا الألمان
واقعية الحدث الكبير المتمثلة في نهائي المونديال وقيمته التاريخية افرزت العديد من التصاريح المهمة من الجانبين الأرجنتيني والألماني على كافة الأصعدة، ومن أبرزها ماتحدث به النجم العالمي الكبير الفائز مع المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم في 1986 دييجو مارادونا الذي أكد أنه لابد للاعبي منتخب بلاده ألا يتركوا المساحات الشاسعة للألمان في وسط الملعب، وأنه لابد أن (يخنقوا) الألمان ويضيقوا عليهم المساحات في وسط الملعب من أجل الاستحواذ على الكرة ومن ثم توجيهها وتمريرها إلى ميسي للتصرف بها بالطريقة المثلى مع هيجواين.
وأشار مارادونا إلى أن سبب فشل البرازيل وهزيمتها الكاسحة أمام ألمانيا بسبعة أهداف لهدف يرجع إلى منح مساحات خالية شاسعة للفريق الألماني في وسط الملعب، لافتاً إلى أن الدفاع الصلب للأرجنتين سيشكل أفضلية كبرى للفريق بشكل عام وكاشفا أن مصدر قلقه أن يكون ميسي منهكاً في لقاء اليوم.

بيكنباور: لا تخافوا من ميسي
أما القيصر الألماني بيكنباور فقد توقع أن يكون لقاء نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين من أفضل وأقوى المباريات على كافة المستويات.. ومنح قائد ومدرب ألمانيا السابق بيكنباور لاعبي منتخب بلاده الحالي مزيداً من الثقة وعدم الخوف من ميسي، حين أكد أن الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا كان أكثر تميزاً في عصره عن نجم برشلونة الحالي ليونيل ميسي، وأن مارادونا كان في عصره لاعب أكثر من استثنائي مما هو عليه ميسي الآن.. واعتبر أن مايتميز به منتخب الأرجنتين هو الصلابة الدفاعية وعزيمة ميسي حيث قال: "الأرجنتين لديها دفاع قوي وهجوم يتميز بالخطورة في ظل وجود هيجواين وميسي، الذي لديه القدرة على حل المباراة، والدفاع الأرجنتيني لن يكون متهالكاً كالدفاع البرازيلي"..
وأكد بيكنباور أن منتخب ألمانيا هو في حالة أفضل من النواحي البدنية والنفسية وجميع المميزات لصالحه عن منتخب الأرجنتين.