2014-10-19 | 06:00 الكرة العالمية

الصورة مخيفة في الدوريات الخليجية

مشاركة الخبر      

نيقوسيا ـ (أ ف ب)

حذر رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب من أن تصبح الرياضة مرتعاً لأعمال الشغب والتلاعب وحتى الأعمال الإرهابية إذا لم تتضافر الجهود لمكافحتها، مشيراً إلى أن الخطر الذي يواجهها غير مسبوق في التاريخ.
وقال حنزاب في حديث لوكالة "فرانس برس" "بات الغش في الرياضة في سلم أولوية الأجندة العالمية لكنه ليس العدو الوحيد للرياضة، فالخطر المتعلق بالأمن والسلامة لا يزال كبيرا وتحديدا الخوف من حصول أعمال إرهابية ينمو يوماً بعد يوم ما يجعل الأحداث الرياضية استعراضاً لإجراءات أمنية مشددة".
وأضاف "هذه ليست الرياضة التي نريد وبالتالي نحن على مفترق طرق وإذا استمرينا على هذا المنوال، فإن الرياضة ستصبح مرتعاً لأعمال الشغب والتلاعب والعنف".
وأوضح "عندما يتابع أنصار هذه اللعبة أو تلك في مختلف الرياضات، فإنهم يريدون منافسة شريفة، وعندما يتدرب أي رياضي، فهو يتوقع أيضا منافسة شريفة بحسب القوانين لكن ذلك لا يحدث دائما".
وفي إطار سعي المركز الدولي للأمن الرياضي لمكافحة هذه الآفة التي تطال جميع القارات وإنقاذ الرياضة منها فإن المركز وبالتعاون مع منظمة الأونيسكو سينظم مؤتمرا في القسم الأول من عام 2015 يضم حوالي مئة شخصية حكومية واختصاصيين فنيين وقادة في الرياضة في العاصمة القطرية الدوحة لبحث جميع المشاكل التي تواجه الرياضة.
وأضاف "أصبحت الرياضة صناعة تدر أموالا طائلة تقدر بالمليارات وبالتالي لا يمكن التساهل عندما يتعلق الأمر بالنزاهة والتلاعب بنتائج المباريات وما إلى ذلك من مسائل خارجة عن القانون، هناك واجب على الحكومات من أجل مكافحة الفساد في الرياضة على مختلف أنواعها".
وكشف "بعض الخبراء يقولون لي إن الحكومات لا تهتم كثيرا بالرياضة ولا تريد أن تصرف الكثير من الأموال في هذا المجال، لكن المسألة باتت خطيرة وتهدد مستقبل الرياضة بشكل عام".
وشدد حنزاب على أن منظمته تريد "القيام بمبادرة بحثية مشتركة تهدف في نهاية المطاف إلى وضع معايير ولوائح يتوافق عليها المجتمع الدولي تتعلق بالتلاعب في نتائج المباريات والمنشطات، والمراهنات وكل الجوانب المتعلقة بالنزاهة الرياضية".
واعتبر حنزاب أن أهمية المركز "تزداد مع فهم العاملين فى الوسط الرياضي حول العالم طبيعة وآلية عمله حيث سيكون له حضوره قوي في مختلف الفعاليات الرياضية بشكل رسمي من خلال لجوء العديد من الجهات والمؤسسات الدولية الرياضية للتعاون مع المركز والاستفادة من الخبرات الكبيرة التي يقدمها من أجل تطبيق مفهوم الأمن الرياضي وفقاً للأهداف التى يتطلع إليها المركز والتي تقوم على أمرين أساسيين هما: الحد من الشغب في الملاعب الرياضية، ومنع التلاعب والفساد في الرياضة بشكل عام".
وهل هو راض عن الأهداف التي حققها المركز حتى الآن بعد أربع سنوات على إنشائه قال "بالطبع من الصعب الحصول على الرضا التام، فالمشكلة التي نواجهها خطيرة جدا. لقد أكد مدير عام وكالة (وادا) أن 25% من الرياضات تحكمها الجريمة المنظمة ونحن حذرنا من هذا الأمر قبل أربع سنوات إنه أمر خطير، ولا بد التوقف عنده".
وكشف عن تلاعب في نتائح مباريات في الدوريات العربية وتحديدا في دول مجلس التعاون الخليجي بقوله "تشهد الدوريات الخليجية مراهنات وفيها تلاعب بنتائج مرتبطة بتحسين المراكز في المراحل الأخيرة من البطولة وهذا أمر خطير يبعد الجمهور عن الملاعب ولا بد من إيجاد الحلول المنسبة لهذه الآفة.
وتابع "الحكومات العربية تستهتر بالرياضة لكن الأجهزة الأمنية لديها مسؤولية كبيرة، والمؤسف لا يوجد أي مؤشر على أي تحرك على صعيد الحكومات العربية، خلافاً لأوروبا التي بدأت تجد الحلول وهناك نقاش حول الموضوع. لقد عانت إنجلترا من ظاهرة الشغب في الثمانينات لكنها وجدت الحل وأصبح الدوري الانجليزي الأهم في العالم حاليا".
وكشف حجم الأموال التي تنفق على المراهنات بقوله "هناك 140 مليار دولار يتم غسلها عبر الرياضة، و500 مليون مليار يورو مراهنات بينها 80 غير شرعية، وهناك ناد في أوروبا ملكيته تعود إلى المافيا وبالتالي أين الحماية للرياضة؟ هذه المواضيع كانت كلها تحت الطاولة قبل إنشاء المركز الدولي للأمن الرياضي، لكننا نجحنا في تحريك المياه الراكدة في (فيفا) واللجنة الأولمبية".
وأشار قائلا "إلى أن نرى النتائج على الأرض لا يمكن أن نكون راضين تماما".