2015-01-07 | 06:00 الكرة السعودية

أجانب الأهلي 200 مليون في 3 سنوات

مشاركة الخبر      

شهدت الدورة الأولى من دوري عبد اللطيف جميل أداءً متبايناً للاعبين الأجانب في الدوري، حيث أظهر عدد من هؤلاء اللاعبين أداء مميزاً مكنهم من إحداث الفارق الفني لمصلحة فرقهم، بينما فشل كثير منهم في إثبات أحقيتهم باللعب في دوري “جميل” أحد أقوى الدوريات العربية والخليجية، ويتوقع أن تشهد فترة الانتقالات الشتوية المقبلة تغييرات عديدة لمعظم المحترفين الأجانب الذين تم التعاقد معهم خلال الفترة الأولى، الأمر الذي سيدخل عدداً من الأندية في مشاكل مالية كبيرة، وبنظرة سريعة لملفات الأجانب في الأندية السعودية، نجد أن النادي الأهلي ظل طيلة السنوات الماضية يسجل نجاحاً كبيراً في اختيار محترفيه، حيث أحضر النادي منذ أن تم إقرار نظام السماح بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب عدداً من النجوم الكبار في دوريات بلادهم، ولعل أبرزهم على سبيل الذكر لا الحصر “ طارق دياب، نبيل معلول وخالد بدرة” من تونس، والبرازيليين “كيم، روجيريو، فلافيو، فيكتور سيموس وبرونو سيزر”.
رجوع للخلف
ولاينسى الأهلاويون الثلاثي محمد بركات “مصري” وبوشعيب المباركي “مغربي” وخالد بدرة “تونسي” والذين حقق معهم الأهلي الفوز بالبطولة العربية التي نظمها الاتحاد بجدة 2003 ، إلا أن السنوات الثلاث الأخيرة تبدل فيها الحال في النادي الأهلي حيث أصبح تغيير الأجانب أمراً ثابتاً في كل الفترات الشتوية، بل أصبح من الطبيعي أن يبدأ الأهلي موسمه بعناصر أجنبية جديدة ثم يعود ويغيرها في الفترة الشتوية، بعض المقربين من الفريق الأهلاوي وصفوا ما يحدث بأنه رجوع للخلف، وربطوا الأمر باختيارات المدربين الخاطئة، مشيرين إلى قيام المدرب بيريرا “برتغالي” في الموسم الماضي بتغيير أكثر من لاعب بسبب اختياره لبعض اللاعبين الأجانب وعدم قناعته بلاعبين آخرين، وقبله أيضا المدرب الكيس “صربي”.

حنكة شرفية
ولعل أفضل الفترات التي حقق فيها النادي الأهلي النجاح في التعاقد مع اللاعبين الأجانب حدثت عندما يكون الاختيار فيها مسؤولية أعضاء الشرف وإدارة النادي، والمتابع لتعاقدات النادي الأهلي مع المحترفين الأجانب خلال السنوات الأخير يلحظ التراجع الملحوظ في هذا الملف، ففي العام 2011 كان اختيار الإدارة لعناصر أجنبية مميزة، حيث كانت البداية بالتعاقد مع البرازيلي كماتشو ومواطنه فيكتور سيموس “معشوق” جماهير الأهلي والعماني عماد الحوسني والكولومبي بالمينو ووقتها كان المدرب جاروليم على رأس الدفة الأهلاوية، واستمر هدا الثلاثي ولعب الموسم بأكمله وكان أفضل رباعي أجنبي شارك مع فريق سعودي، وفي العام 2012 غادر المدرب جاروليم رغم أن الفريق بدأ بنفس العناصر الأجنبية بوجود فيكتور والحوسني وبالمينو، فيما غادر كماتشو إلى الشباب وتمت الاستعانة بدلاً منه بالأرجنتيني موراليس الذي لم يقدم أي جديد، وبعد رحيل جاروليم تولى المدرب الصربي اليكس مسؤولية التدريب في النادي الأهلي ليأمر مباشرة بمغادرة موراليس في الفترة الشتوية ويجئ بدلاً منه بالبرازيلي برونو سيزار، وقدم الأجانب في ذاك الموسم مستوىً جيداً خاصة مع انضمام برونوسيزار.

عام الانقلاب
في العام 2013 وهو مايمكن تسميته بعام الانقلاب في ملف التعاقد مع اللاعبين الأجانب في الأهلي، حيث شهد ذاك الموسم أكثر نسبة تغيير للأجانب في موسم واحد في تاريخ النادي، خاصة مع استلام المدرب البرتغالي فيتور بيريرا قيادة الفريق فكانت البداية برحيل الكولومبي بالمينو ثم أعقبه عماد الحوسني بسبب الإصابة ووقتها كان الأهلي مالكاً لبطاقة برونو سيزار لثلاث سنوات، واستمر معه أيضا فيكتور سيموس قبل أن يتعاقد مع العراقي يونس محمود بديلا للحوسني، ولم يكتفي بيريرا بهؤلاء بل أحضر معه الكوري سوك، ولم يمض وقت طويلا حتي جاء القرار الصاعق من المدرب بيريرا بالاستغناء عن الثلاثي فيكتور وبرونو ويونس محمود، ليقوم الأهلي في الشتوية بالتعاقد مع البرازيلي موسورو والبرتغالي ليال بتوصية منه شخصياً، ثم شراء بطاقة صانع اللعب البرازيلي ايرك الذي تعرض للإصابة بالرباط الصليبي في نهاية الموسم، ليتعاقد الأهلي مع البرازيلي روي بدلا منه ليشارك معه في كأس خادم الحرمين الشريفين.

أخطاء مكررة
مع بداية الموسم الجاري 2014 تعاقدت الإدارة الأهلاوية مع المدرب السويسري جروس الذي لم يختلف عن سابقيه، حيث قرر بمجرد وصوله إلغاء عقود الكوري سوك والبرازيلي موسورو والبرتغالي ليال، وتعاقد بعد التشاور مع إدارة النادي مع السوري عمر السومة من القادسية الكويتي والهولندي من أصول مغربية مصطفى الكبير إضافة إلى تعاقد الإدارة مع الكولومبي بالمينو واختيار المدرب للنيجيري إسحاق بروميس، وقبل أن يدير الدوري عجلاته جاء قرار المدرب جروس بعدم الحاجة للكولومبي بالمينو، ليتم التعاقد مع الظهير الأيسر المصري محمد عبد الشافي الذي تم على خلفية إصابة منصور الحربي بالرباط الصليبي وتم أيضا إلغاء عقد النيجيري بروميس لتواضع مستواه والتعاقد مع الإسباني داني، ومع اقتراب الفترة الشتوية الآن بدا واضحا أن الإهلاويين يعملون على تغيير الثنائي مصطفى الكبير والإسباني داني والبحث عن صانع ألعاب ومهاجم في الأيام المقبلة، فيما سيكون القرار حول البرازيلي ايرك الذي يمتلك النادي عقده بالبحث عن إعارة له في أحد الأندية المحلية أو الخارجية وكذلك الحال للبرازيلي برونو سيزار، فيما يجد السومة وعبدالشافي قبولا لدى جماهير النادي لدرجة أن بعض الجماهير الأهلاوية وصفتهما بأنهما امتداد للمدرسة العربية التي حققت نجاحات جيدة مع الفريق.

رقم قياسي
لاشك أن مشاركة 17 لاعباً أجنبياً مع الفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي خلال ثلاث سنوات فقط يعتبر رقماً عالياً خاصة في ظل السياسة التي كان يتبعها الأهلي في هذا الملف الذي أثبتت تجاربه فيه تميزاً واضحاً لأصحاب القرار فيه باختيار أفضل العناصر الأجنبية، لكن يبدو أن مذبحة المدربين هي التي كلفت الأهلاويين هذه الفاتورة العالية من الملايين والتي قدرها خبراء بأنها ربما تجاوزت حاجز الـ 200 مليون ريال خلال السنوات الثلاث الماضية.