اخرجوا من نمط التكرار
من نظرة سريعة للأعمال المحلية في "يويتوب"، يخيَّل إلي الأمر وكأننا في مرحلة قبل العام 2000. النمط العام للمسلسلات السعودية لا يزال يدور في الفلك نفسه، إصرارٌ مُبالغ فيه على نمط الكاريكتر لكل ممثل، وكأنه هو التحدي الذي يجب إنجازه كل عام.
شخصية المجنون، العربجي، الشايب، فصولٌ مللنا من تكرارها، وهذا خللٌ في تركيبة العمل الفني إجمالًا، وهو الميل نحو التشخيص الفردي، وترك الخط العام والرئيس للعمل، وكأنه حدث جانبي عابر.
في اعتقادي الشخصي، أن العلة في أعمالنا المحلية تكمن في أنها تُكتب وغايتها منافسة الأعمال المحلية الأخرى، لذا يكرر الممثلون شخصياتهم، لأن المسلسل الآخر سيكرر شخصياته... وهكذا. لا يمكن يومًا تخيُّل أن العمل المحلي مرشح للوصول إلى أبعد من ذلك، وكأنها أندية تتنافس على مراكز متقدمة في دوري الدرجة الثانية مثلًا، ولا تفكر في اللعب يومًا في دوري المحترفين.
أقترح على كتَّاب المسلسلات المحلية، أن يأخذوا معسكرًا مغلقًا، يكثفون فيه مشاهداتهم الأعمال العالمية الناجحة، ليست ضخمة ولا تُصوَّر في مدن خاصة، على شاكلة "ذا أوفيس، ساينفيلد، وغيرهما"، ليتأملوا كيف يمكن كتابة حوارات قصيرة وساخرة في مواقع تصوير قليلة جدًّا "لا تتجاوز مكتبًا، أو شقة"، وبكلفة إنتاج رخيصة.
وفوق ذلك كله، يتم التصوير دون تغييرٍ في الشخصيات، وإذا المشهد استدعى وجود "شايب"، فليشارك رجل كبير في السن فعلًا حتى ولو كانت هناك مشقَّة في إيجاد "كاست" متنوع، خاصة هنا في السعودية، لأن المشاهد الآن لم يعد يضحكه تحويل ممثل شاب إلى رجل طاعن في السن بلمسات مكياج رخيصة، توحي لك وكأن العمل أحيانًا إنتاج مدرسة ثانوية.