محمد الناصر - هيئة ورؤية فقط أكملوا ضلعها الثالث
في وطني النسبة الأعلى من السكان (شباب) وجُلهم يتنفسون الرياضة وخاصةً كرة القدم.
إلا أنه وفي ظل كل هذه المتابعة والزخم لم تُشبِع هذه الهواية رغباتهم (كممارسة) ولم تحقق طموحاتهم (كمنافسة).
مؤخراً، كل شيءٍ في رياضة بلدي يتراجع عدا التعصب ومنصاته فهي بإزدهار مستمر.
وفي ظل هذا الضجيج الذي لم يجلب منجزاً ولم يصنع فرحاً نتذكر المقولة الأشهر لعبدالله القصيمي (إن العرب ليظلون يتحدثون بضجيج وادعاء عن أمجادهم وانتصاراتهم الخطابية حتى ليذهبوا يحسبون أن ما قالوه قد فعلوه، وأنه لم يبق شيئا عظيم أو جيد لم يفعلوه لكي يفعلوه).
فتشك أنه كان يتحدث عن رياضتنا ومنافساتنا وبرامجنا الرياضية.
ولأن صناعةٌ كهذه يجب أن تُستثمر ورسالةٌ كتلك لابد أن تُوظف تنبهت القيادة لذلك ليتجسد هذا الاهتمام في ثنايا رؤية 2030 قبل أن تصدر الأوامر الملكية والتي تضمنت تحويل الرئاسة إلى هيئة عامة للرياضة وتعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً للهيئة وهو بلاشك أهلٌ للثقة وخير من يحمل (مشرط) الجراح ويضع يده على الجرح.
وكان أول ما غرد به بعد صدور القرار هو: (الهيئة العامة للرياضة، مرحلة جديدة تبشر بمستقبل رياضي أفضل، جهاز رياضي قوي، مجتمع ممارس للرياضة، رياضة تنافسية على مستوى مرتفع، منشآت عصرية وحديثة، عمل مركز، نشكر ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ وبإذن الله تكون الهيئة في مستوى تطلعاتهم).
وهو كلام جميل بمثابة (رؤية) واضحة تحتاج تجسيدها من خلال خطة عمل وأهداف مرسومة وهو ما افتقدناه في أحايين كثيرة ماضية والذي تسبب في غيابنا عن الذهب أندية ومنتخبات.
حيث لا يزال واقعنا مؤلماً ونحن نرى فرقاً مديونة ورؤساء على التوالي يترجلون وأنديتنا المشاركة آسيوياً تتنافس على الخروج أولاً ومنتخباتنا نست طعم الفرح وفقدت بوصلة المنصات.
ولعل هذا التحول من الرئاسة إلى هيئة واقتصار مجالها تماماً على (الرياضة) يعطينا جرعة أمل وتفاءل أجمل للمرحلة المقبلة.
ما تحتاجه الآن الهيئة بعد تشكيلها ووضع رؤيتها هو استقطاب الكفاءات التي تخلق هذا النجاح وتوفر بيئته المناسبة حتى وإن كانت (أجنبية) لتساعدنا في البدء من حيث انتهى الآخرون والاستفادة من تجارب من سبقنا وذلك لأن نظام الهيئات لديه مرونة عالية في برامج التشغيل واستقطاب الكفاءات التي تختصر طرق النجاح، كما أن هناك كفاءات وطنية عادت من الابتعاث تأمل خدمة وطنها وتتطلع لقيادة شبابه ويحملون تخصصات ذات علاقة في الإعلام أو الاحتراف أو الإدارة الرياضية كل هؤلاء متى ما أتيحت لهم الفرصة سيكونون أدوات مساهمة بفاعلية في إنجاح المسيرة.
اعتمدوا الرؤية واستقطبوا الأدوات وتجاهلوا مقاومي التغيير وسنكون في القمة بإذن الله.