2016-05-12 | 02:26 مقالات

دلال الدوسري ـ نحن والابتكار

مشاركة الخبر      

على هامش حضوري لأحد اجتماعات العمل في السعودية تطرق الحديث بين الزملاء إلى ما سيفعله كلٌ منّا في حال تعيينه في منصبٍ من اختياره وماذا سيكون أول قراراته، ولأنني كنت مستفزة ـ إيجابياً ـ قبل أيام بقرار الرئيس الجديد لاتحاد الإمارات لكرة القدم مروان بن غليطة لتشكيل مختبر إبداعي للعصف الذهني الكروي يعمل على مرحلتين داخلياً وهو ما يختص بتطوير عمل الاتحاد من الداخل، وخارجياً ليشمل الوسط الرياضي الكروي استشرافاً للمستقبل بطرق إبداعية، فجاءت إجابتي سريعة للزملاء: "بالرغم من تعلّقي بتخصص المسؤولية الاجتماعية الرياضية إلا أنني سأبدأ بقرار تشكيل إدارة (أو إدارات) تُعنى بالأبحاث والتطوير والابتكار في الهيئة العامة للرياضة، فتفاؤلنا باستراتيجية القطاع الرياضي 2020، ورؤية المملكة 2030، وبتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة، لن يصنع المستقبل إلا إذا فكرنا بطرق غير تقليدية عمّا تمّ عمله سابقاً، وأن الفكر الجديد لابد وأن يصاحبه أدوات عمل جديدة".
وكان مما فكرت به، أن الأبحاث هي الأساس الذي يجب أن تُرسم عليه الاستراتيجيات وتتوازى معه الخطط التطويرية لتقويم ما جاء أقل من الأهداف والتوقعات، والابتكار سيكون لغة شباب اليوم لصناعة مستقبل شباب الغد. وأن مثل هذه الإدارات لن تأتي نتائجها في اكتساب المعرفة فقط، بل في دفع التغيير الثقافي لصناعة الرياضة المحلية وهذا ما يطمح لتحقيقه الشباب تماشياً مع التغييرات وخطط التحول.
وتدافعت الأسئلة نحوي، هل لدينا إدارة مماثلة حالياً؟ هل أتوقع الموافقة عليها في حال قدمت المقترح؟ وإذا كان نعم فكم الميزانية التقديرية التي أرى مناسبتها لمثل هكذا إدارة، حتى ظننت أنّ الأمر قد تمّ إقراراه فعلاً. وهو ما دفعني حقيقةً لأن أبحث بعد انتهاء الاجتماع عبر الشبكة العنكبوتية عن تفاصيل أكبر لنماذج لإدارة الأبحاث والتطوير والابتكار في المؤسسات الرياضية حول العالم، وجاءتني إجابة فورية بإدارة تضم الثلاثة اختصاصات في مجلس رياضة اليابان، حيث تتسع لعدد من الباحثين هدفهم الانكفاء على قراءة الأبحاث واختبار التجارب وتطبيق أفضل الممارسات لتحسين كفاءة الأداء الحالية، وابتكار أساليب إبداعية جديدة، ليس في المجال الرياضي الفني فقط، بل تمتد لتشمل المجالات الإدارية والتقنية لقيادة رياضة اليابان نحو الريادة.
أخيراً، صناعة المستقبل الرياضي تتطلب استثمار أدوات لم نعمل عليها من قبل، وقد تكون إحداها ما طرحته في هذا المقال، وبما أنّ لدينا تجربتين آسيوية وخليجية لن نخسر شيئاً إذا ما اطلعت القيادة الرياضية على تفاصيل التجربتين ـ وربما تجارب أخرى ـ قد تساعدنا إذا ما "قررنا" التغيير والمنافسة على الريادة.