علمني ديبور وبورا
شغفي بكرة القدم يجعلني أعشق قضاء الوقت مع رموزها، فأتعلم منهم في جلسة واحدة ما يختصر الزمن والمسافات، وسيعجز لساني عن شكر القائمين على ملف قطر2022، حين لمسوا هذا الشغف فجعلوا لقاء الرموز ضمن جدول زيارتي للدوحة لحضور مباراة إنكلترا والبرازيل، فكان الغداء جميلاً بصحبة النجم الهولندي "فرانك ديبور" والمدرب الذي أشرف على منتخبات في جميع القارات "بورا".
ولأني أحمل هم الوطن معي أينما حللت وارتحلت، فقد كنت أبحث عن الإجابة لدى الخبراء في محاولة لفك طلاسم إخفاقات المنتخبات السعودية في الفترة الأخيرة، وسألت "ديبور" سؤالاً مباشراً عن عدم حصول هولندا على كأس العالم رغم أنها من أكثر دول العالم إنتاجاً للنجوم، كما أنها قدمت لنا كرة القدم الشاملة. فكان الجواب غريباً يستحق التوقف والتفكير، إذ قال النجم المخضرم : إنه عندما يقف أثناء عزف السلام الملكي الهولندي فإنه لا يشعر بالحماس الكافي للدفاع بقوة عن علم بلاده الذي يزين القميص الذي يرتديه، ويعتقد بأن هذا هو الفارق الكبير بين هولندا والمنتخبات التي حققت البطولات العالمية!!!!
يا إلهي، هل يمكن أن يكون هذا هو سبب عدم تأهلنا لكأس العالم، وهل يكون "ديبور" قد أجاب على سؤال حيرني طيلة الأسبوع الماضي: لماذا بكى نجوم العميد حين خسروا نهائي آسيا ولم يبك نجوم المنتخب حين خسرنا بطاقة التأهل لكأس العالم، رغم أن مباراتنا مع البحرين كانت أكثر دراماتيكية ولعبت على أرض الوطن الذي أكاد أجزم أنه عشق لكل نجوم الوطن!!!
وتوجهت بالسؤال للمدرب الذي درب المكسيك وأمريكا والصين ونيجيريا وغيرها، عن أسوأ تجاربه التدريبية؟ فكان الجواب من شقين هامين جداً، حيث قال : إن معاناته مع "نيجيريا" كانت بسبب عدم تكاتف اللاعبين مع بعضهم البعض، أي أنهم لم يكونوا على قلب واحد، بينما كانت معاناته في "الصين" في عدم التوافق بين متطلبات الاتحاد ورغبات النجوم، حيث كان على وفاق مع اللاعبين وخلاف دائم مع الاتحاد. وكأنني ألمس بعضاً من هذا وذاك في عدم نجاح كثير من المدربين مع المنتخب رغم نجاحاتهم مع الأندية، والقائمة تطول عند ذكر المدربين الذين استقطبهم المنتخب السعودي بسبب نجاحهم مع الأندية، ولكن المدرب كان ينجح في النادي لتكاتف اللاعبين، وربما كان يفشل مع المنتخب حين يفقد هذا التكاتف، كما أن الوفاق بين الأجهزة الفنية والإدارية جزء من منظومة النجاح، وعلينا أن نتأكد من تناغم العمل بين جميع القطاعات التي تعمل من أجل المنتخب.
هذا رأي خبراء يتميزون بالحكمة، والحكمة ضالة المؤمن أنـّا وجدها فهو أولى بها، وقد حاولت أن أنقل لكم ما تعلمته في تلك الرحلة، عسى أن نجد فيه ما يفك طلاسم الإخفاق..وعلى منصات التعلم نلتقي،،،