فارق التوقيت
ينقسم الإعلاميون الرياضيون إلى قسمين أساسيين: متفرغ وغير متفرغ، فالمتفرغ معني بمتابعة الطبعة الأخيرة والعمل المجهد ليلاً مما يعني تأخره بدء يومه العملي، بينما غير المتفرغ فهو مشغول في بداية اليوم بعمله الأساسي مما يعني بدء العمل الإعلامي في النصف الثاني من اليوم، وفي الحالتين تبدأ رحلة البحث عن المعلومة والخبر بعد غروب الشمس، مما يعني منتصف الليل في ماليزيا، وهنا تكمن المشكلة.
فقد قطعت على نفسي عهداً أن أحافظ على ولائي للإعلام الرياضي الذي كان منصة الانطلاق لعلاقتي بجميع الاتحادات الرياضية التي أتشرف بعضويتها، وأشعر بالحرج ـ والحزن أحياناً ـ حين أجد صعوبة في خدمة الزملاء الإعلاميين وتزويدهم بالمعلومة المطلوبة لأسباب تختلف كل مرة، حيث تكون المعلومة غير قابلة ـ أو ممنوعة ـ من النشر، أو يكون الاعتذار بسبب الرغبة في عدم تكرر الظهور الإعلامي، حيث إن الموافقة على كل طلب يعني أن أكون كل يوم في محطتين على الأقل. ولكن أكثر الأمور إحراجاً تلك المرتبطة بفارق التوقيت بين السعودية وماليزيا.
فحين غاب اسم "محمد نور" عن قائمة النجوم المرشحين لجائزة أفضل لاعب لهذا العام، تسارعت الاتصالات تسأل عن السبب، وكانت المشكلة أن موجة السؤال بدأت بعد أن أغلق الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور أبوابه، وأغلق من يملك المعلومة جواله. وكان من حسن الحظ أن أدركت رئيس الاتحاد الذي تعود على الطابع الخليجي في العمل ليل نهار، فأخبرني أن السبب (قد) وضعوا ألف خط تحت هذه الـ(قد) بسبب عدم تمكن النجم من حضور المؤتمر الصحفي الذي يسبق الجائزة بسبب ارتباطه مع النادي. وقد نقلت لأكثر من خمسين متصلاً هذا الرأي مشدداً على كلمة (قد) لأن فارق التوقيت حال دون التأكيد.
ومع فجر الخميس بادرت بالاتصال بأمين عام الاتحاد الآسيوي الذي قطع الشك باليقين، مؤكداً أن "نور" كان ضمن قائمة الستة، ولكن لأن منتخبنا السعودي قد تأهل مباشرة لكأس آسيا المقبلة في الدوحة2011 لحصوله على وصافة كأس آسيا2007، فقد تمكن نجوم المنتخبات الأخرى من لعب مباريات التصفيات المؤهلة للدوحة، وبالتالي جمع المزيد من النقاط والتفوق على النجم السعودي!
وسيثير ذلك المزيد من علامات الاستفهام حول عدالة الجائزة، التي سيحرم منها نجوم المنتخبات القوية والمتأهلة مباشرة للبطولات الآسيوية، وربما يستجيب الاتحاد الآسيوي ويجري تعديلاً جديداً على لائحة الجائزة التي فشلت حتى الآن في الحصول على قناعة الجماهير بعدالتها، وهو فارق جديد يضاف إلى فارق التوقيت، حيث هنالك فارق كبير في القبول بقرارات اللجان بيننا وبين الآخر، فلم أسمع بأن الأوروبيين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لو ذهبت الجوائز لغير نجومهم المفضلين!
وأعود إلى"فارق التوقيت"وأرجو الزملاء مراعاته عند البحث عن معلومة يملكها الاتحاد الآسيوي..وعلى منصات المعلومة نلتقي.