2010-05-19 | 18:00 مقالات

من يجرؤ على الكلام

مشاركة الخبر      

حين طرح "بول فندلي" كتابه الشهير "من يجرؤ على الكلام"، لم يأت بجديد ولكنه قال الحقيقة المجردة التي تردد غيره في إعلانها، ولذلك فإنني اليوم سأتقمص دور "فندلي" وأكتب لكم ما تردد الغير في الإفصاح عنه حيال خليجي 20 المزمع إقامته في شهر نوفمبر المقبل في اليمن السعيد.
فقد كان انضمام اليمن والعراق إلى دورة الخليج قرار سياسي من قادة مجلس التعاون كترضية لقيادة البلدين التي طالبت بالانضمام إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي، فتم دخول المنتخبين الشقيقين لدورة الخليج، وهو أمر لقي ترحيب الجميع لأنه يعزز أواصر الترابط بين أبناء المنطقة، وانعكست المشاركة بشكل إيجابي على مستوى وتنظيم البطولة، ولقادة دول مجلس التعاون منا كل الشكر والولاء والطاعة.
وجاء قرار إقامة خليجي 20 في اليمن سياسياً أيضاً، حيث لم أقابل رياضياً واحداً يرى إمكانية أو جدوى إقامتها في هذا الوقت في اليمن السعيد الذي يعيش أوقاتاً حزينة بسبب القلاقل السياسية التي لا تحجبها المحاولات الإعلامية لذرّ الرماد في العيون. وهنا يأتي التحدي: "من يجرؤ على الكلام؟"
مع كل اجتماع للجان المعنية بأمر النسخة المقبلة من دورة الخليج، سواء كانت على مستوى رؤساء الاتحادات أو أمناء العموم، أنتظر "من يجرؤ على الكلام" ليعلن لنا استحالة إقامة الدورة نهاية هذا العام في اليمن الشقيق، فالملاعب لازالت في مراحل البناء الأولى والفنادق تحتاج إلى معجزة لتجهيزها والوضع الأمني يحتاج إلى المزيد من الضبط إذا أقيمت البطولة في وقتها ومكانها.
لماذا نجامل في مسألة لا تحتمل المجاملة؟، فحبنا للأشقاء في اليمن يجب أن يكون هو المحرك لمنع إقامة الدورة هناك، لأن أي إخفاق في الاستضافة سينعكس سلباً على وحدة المنطقة التي يجب أن تساعد الرياضة على تعزيزها. وسأكون أكثر جرأة في الطرح وأتحدى أي صانع قرار أن يصطحب بعض أفراد أسرته إلى اليمن طيلة أيام البطولة، كإثبات لقناعته بسلامة القرار الذي ينادي به.
المشكلة واضحة والحل أوضح، فجميع أبناء الخليج يدعمون ملف "قطر" لتنظيم كأس العالم 2022 والتي سيصدر قرار المكتب التنفيذي للفيفا حيالها في الثاني من شهر ديسمبر لهذا العام، أي بعد ختام دورة الخليج بأيام، وعليه أقترح إقامة خليجي20 في الدوحة على أن تتم دعوة أعضاء المكتب التنفيذي لحضور البطولة وإقناعهم بقدرة الأشقاء على تنظيم كأس العالم، وبذلك نكون حققنا أكثر من هدف، لأن نقل البطولة لن يكون تقليلاً من قدرة اليمن ولكنه دعم من الجميع للملف القطري، كما أنه مخرج مثالي للمطب السياسي الذي أحرج الرياضة، وأختم بإلقاء الكرة في ملعبك عزيزي القارئ: "من يجرؤ على الكلام" ويقول رأيه الحقيقي في خليجي20؟.. وعلى منصات الجراءة نلتقي.