2015-06-24 | 03:08 مقالات

ناصر القصبي وأبوسكروب

مشاركة الخبر      

لم أتوقع أن الدواعش يحسون.. يشعرون مثل بقية البشر.. تألموا كثيرا من حلقة في التلفزيون.. ما تصورت أن رجلا بلا سلاح يمكن أن يدمي قلوبهم.. لم تهزهم صواريخ التحالف.. ولا دبابات الحشد الشعبي.. ولكن القصبي قتلهم بفكرة وكمرة.
لم نستغرب غضبهم.. فهم دائما غاضبون.. لم تستغرب حقدهم.. فهم الحقد يمشي على قدمين.. ما استغربناه أن من ضربهم رجل مسالم.. كأنك يا ناصر بتلك الحلقة مسكت قلب كل داعشي وعصرته.. رغم أنهم من سنتين وهم يُضربون إلا أنك الوحيد الذي قتلهم.
لقد أبكيت الناس بتلك الحلقة.. أبكيت كل من شاهد الابن ينحر والده.. ولكنك في المقابل حركت خلايا داعش النائمة.. انفعل دواعش الجزيرة العربية دون شعور.. رموا ملابسهم التنكرية قبل أن يكتمل المشروع.. كشفوا بسذاجة عن أعضاء التنظيم.. ما أكثرهم حولنا.. والله إنها كارثة.
لا تتضايق يا ناصر إذا أهدروا دمك.. لا تقلق إذا هددوا بفصل رأسك عن جسدك.. عظماء قبلك ُكفروا.. عظماء قبلك هُددوا.. لم يضرهم شيء.. عاشوا.. عُمروا إلى أرذل العمر.. غازي القصيبي أصابه ما أصابك.. طه حسين ونجيب محفوظ.. حتى عادل إمام حاولوا إرهابه ولكنه بقي وهم ذهبوا كالزبد.. دون أن يدري بهم أحد.
سُيخلدك التاريخ يا ناصر كما خلد الكثير من العظماء.. فقد قدمت لنا في ساعة واحدة مالم يقدمه أحد.. فضحت فكر الوصاية والكذب والرياء.. فضحت داعش ومعها كل متعاطف.. فضحت طيور الظلام وغربان الموت.. أينما حلوا يحل الموت.. بكل تأكيد يريدون قتلك.. فهم لا يعرفون إلا شيئين.. النحر والتكفير.. ألا يكفي أنهم يقتلون أنفسهم متنكرين في ملابس النساء؟ يعتقدون أنهم شجعان وهم جبناء.. الشجاعة أن تواجه الرجال لا أن تخفي المتفجرات في مكان ما تحت " التنورة".
ما أحقر الرجل عندما يتعاطف مع داعش.. ما أحقره وهو يتكلم عنهم بحب ويصفهم بجهل خفيف وانحراف طفيف.. هكذا وصفتهم القاعدة قبلك.. يحرقون النساء والأطفال ويقول غلو بسيط.. يأكلون قلوب البشر ويقول جهل.. يجادلك كأنه طفل.. يدعي إنهم صنيعة الغرب.. ثم يتعاطف معهم.. أي انحراف.. أي اختلال في العقل.. كيف تُمتهن الإنسانية ويتحول الرجل لشيء آخر.. لا يفكر.. لا يريدون من يفكر.. التفكير عدوهم الأول.
تقتل الدواعش دون سلاح عندما تتكلم بالعقل والمنطق.. لأنهم لا عقل لهم ولا منطق.. هذا ما فجر غضبهم من بيضة الشيطان.. لا يريدون سماع الحق والحقيقة.. ففكر داعش ُبني على الولاء والطاعة العمياء.. وكثير من الغباء.. أما التفكير فحرام.. فلا تستغرب إذا كفروك.. فكل الدواعش أبو سكروب.