يا كذاب
كان التفاؤل سيد الموقف بعد مباراة السوبر.. اعتقدنا أن البداية القوية تنبئ بموسم مشتعل.. سرعة ومهارة وإبداع.. ولكن أحلامنا تحطمت وعدنا للتشاؤم بعد مشاهدتنا للجولة الأولى.. عادت الأندية للمستويات المتدنية.. وأصبحت العشوائية آخر الخطط المبتكرة.
سبع مباريات شهدتها الجولة.. شوطان فقط يستحقان المشاهدة.. الشوط الأول من مباراة الهلال والوحدة والشوط الثاني في مباراة الشباب والرائد.
ما أحزنني أكثر من المستويات الهزيلة هو التمثيل.. في كل مباراة 4ـ5 بلنتيات يحاول لاعبو الفريقين الحصول عليها.. والفودة ما يكذب خبر.. ثلاثة بلنتيات لكل فريق.. أي لمسة بلنتي.. "فيه تلامس أكيد.. انظر لفخذ المدافع الأيسر عندما احتك بساق المهاجم الأيمن".. شيء محزن.. أصبحت خطة كل فريق لا يستطيع التسجيل "طيحني في الثمانطعش".. فالتمثيل في الدوري السعودي مباح.. مدعوم من الحكام الذين لا يفعلون إلا الفرجة على السباحة والطيران.. في كل فريق سوبرمان.. شخص متخصص في اقتناص اللحظة المناسبة لوضع قدمه بين قدمي المنافس ثم السقوط.. والتلامس موجود.. بل إن بعض اللاعبين أصبح يتفنن في السقوط بشكل سينمائي بطيء من أجل هواة التصوير.. يدخل منطقة الجزاء ثم يخر صريعاً كأنه تعرض لطلق ناري.. والحكم يتصبب عرقاً.. يحسب؟.. ما يحسب؟
الحكم يعرف يقيناً أن اللاعب يمثل ولكنه لم يفكر لحظة واحدة في إشهار الكرت الأصفر.. يمكن أن ينذر اللاعب أو حتى يطرده إذا اعترض على أحد قراراته.. ولكنه مع التمثيل حنون.. يستمتع بالمشهد فقط.
التمثيل أكبر مشاكل الكرة السعودية.. لا يحرج الحكام أكثر من التمثيل.. لا يثير الجماهير مثل التمثيل.. ولكن، لا أحد يحرك ساكناً.. لأسباب مجهولة الكل ساكت.. لا يمكن أن تتطور الكرة ونحن نمر على مشاكلنا كأنها لا تعنينا.. ما نحتاج إليه هو قانون صارم لمحاربة التمثيل والممثلين على غرار الدوري الإنجليزي.
أصدر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم قوانين عدة لضمان النزاهة والعدالة في اللعبة. وجاءت عقوبة التمثيل والتحايل على الحكم كأهم القرارات الجديدة، حيث نص القانون الجديد على عقوبة الإيقاف من مباراة إلى 3 مباريات لمن يحاول خداع الحكم. وهذا يشمل من يمثل للحصول على ركلة جزاء أو يمثل لطرد المنافس وسيقوم الاتحاد بمراجعة أشرطة المباريات بكل دقة ويقرر العقوبة المستحقة بحق اللاعب الممثل.. أو كما أطلقوا عليه "اللاعب الكاذب".
فهل نرى قانوناً يوقف الكذابين؟
قبل أمشي:
نشرت إحدى الصحف الإلكترونية السعودية خبر تعرض ثلاثة جنود أمريكان لإصابات عندما منعوا بشكل بطولي داعشياً من إطلاق النار على ركاب قطار في فرنسا. والحقيقة أني صعقت وأنا أقرأ التعليقات المتعاطفة مع الإرهابي، بل إن قارئاً علق قائلاً "ليته قضى عليهم". وشخص آخر علق "مسدس ما يصلح كان أخذت قنبلة". ثم نسأل أنفسنا من أين يأتي الإرهاب؟