2016-12-19 | 04:00 مقالات

وانكشف « ظلام» الإعلام مع « نور» اللاعب !!

مشاركة الخبر      

لا يختلف اثنان في أن قضية اللاعب محمد نور مع المنشطات لم تكن لتأخذ هذا الاهتمام والمتابعة الجماهيرية لولا ارتباطها باسم نجم كبير له إنجازاته ورمزيته لدى نادي الاتحاد.

 

إلا أن ما جعل هذه القضية تأخذ منحى تصعيدياً على المستوى الإعلامي هو دون شك ما صاحبها من لغط وكذب واستغفال لعقول الجماهير باختلاف ميولها.. والأدهى من ذلك بل والأكثر مرارة هو ظهور آراء وأفكار غريبة مغايرة للواقع ومخالفة للتربية السليمة وحماية المجتمع وشبابه من آفة المواد المحظورة!!

 

صاحب تلك القضية العديد من صور الانفلات الإعلامي اللامسؤول.. فقد ظهر لنا من يقدم معلومات خاطئة عن مواد تصنف ضمن "المخدرات" المحظورة دينياً واجتماعياً وصحياً وسلوكياً ورياضياً.. وسمح لنفسه أن يجعل من المستوى الفني ذريعة لاستخدام المواد المحظورة دون لوم!! 

 

مخالفاً في ذلك الأسس العلمية والنظريات التربوية بل وقبل ذلك كله مخافة الله سبحانه في أجيال من الشباب تتابع بشغف ما يطرح في الإعلام وتتلقاه !!

 

ويأتي آخر ليراهن على ظهور البراءة عن طريق تمرير معلومة "خاطئة" عبر "تغريدة" لا يملك عليها دليلا ولا مستندا يثبتها سوى رهانه على عفوية وعاطفة وسطحية من يتابعه ويصدقه!!

 

وللعلم.. فإن متابعتي وطرحي خلال هذه القضية واهتمامي بتفاصيلها كان نابعاً من أمرين:

 

أولها.. مسؤوليتي تجاه مجتمع تربيت فيه، فأنا مؤتمن على نقل ما أملكه من علم وتجربة في مجال الرقابة على المنشطات بعد فضل الله سبحانه إذ أمضيت في هذا المجال ما يزيد عن ١٥ عاماً جمعت فيها ما يسره الله لي من علم وخبرة.. ثم لثقتي في نفسي وقدرتي على تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة وتقديم المعلومة المرتبطة باللوائح والأنظمة والـ"علم".

 

وثانيها.. هو ما لاحظته من انفلات إعلامي غير محسوب كان وما زال يقدم المعلومات الخاطئة، بل والتي قد تعود بالضرر على شبابنا ومجتمعنا.. فبينما يضحي رجال الأمن والجمارك بأرواحهم من أجل محاربة المخدرات والمنشطات فإنك تجد من يسطح تلك المواضيع ويقلل من خطرها.. والله وحده يشهد أن أصحاب تلك التوجهات من الإعلاميين هم من أرغب في فضحهم وانكشافهم أمام الملأ، بل وأتمنى من الجهات المسؤولة أن يكون لها دور في معاقبتهم ومحاسبتهم على ما قالوه وكتبوه زيفاً وبهتاناً!!

 

تلك هي قضيتي.. أما اللاعب وتاريخه ومستقبله فهو أمر لست من يقرره أو يشوهه.

 

أما من اتهمني شخصياً بالإساءة إلى اللاعب محمد نور فأنا هنا أجدد التأكيد على أنني لم أسئ لشخصه طوال مراحل القضية وما صاحبها من آراء في كل ما طرحته سواء عبر حسابي الشخصي في "تويتر" أو عبر برنامج "أكشن يا دوري" الذي أتشرف بكوني أحد نقاده الحصريين.. بل وأتحدى من يقدم لي دليلا "مثبتاً" يخالف ما ذكرته.

 

ختاماً.. أسأل الله سبحانه أن يحمي شباب هذا الوطن من كل آفة وشر.. وأن يقيض لإعلامنا الرياضي أيادٍ وطنية تصلح ما أفسدته ثقافة الضجيج التي تتبناها أقلام وأصوات لا تعي مسؤوليتها تجاه الأجيال.

 

والله من وراء القصد،،