2016-12-26 | 04:06 مقالات

ابن غير شرعي بالأندية!

مشاركة الخبر      

تتشكى أنديتنا بين فترة وأخرى من ضعف استثماراتها وشح الموارد المالية وسط عزوف الشركات الكبيرة من خوض تجربة الرعاية الرياضية باستثناء بعض الأندية الجماهيرية التي تحظى اليوم "برزقها" من عقود الراعي الرسمي، فهل هذه الأندية "شطارة" منها أقنعت الرعاة أم أن الراعي صاحب المال اختار النادي الجماهيري بنفسه لكي يضمن كل ريال يدفعه "يشفطه" من جيب مشجع النادي البسيط؟!. 

 

هؤلاء "تجار" وليس في قاموسهم "تبرع"، هو ذكاء تجاري عرف أن الاستثمار في المجال الرياضي "يبيض" ذهباً!. 

 

الرعاية.. تعتبر اليوم في الرياضة من أهم الموارد المالية بالأندية العالمية فهناك "النادي" في موطن "القوة" وهو من يتحكم برقم الرعاية بملايين الدولارات، وفي الرياضة السعودية "النادي" في موطن "الضعف" والراعي هو من يتحكم برقم الرعاية وعلى "النادي" أن "يرضخ" لهذا العرض حتى لو كان ضعيفاً!. 

 

الشركات الراعية هي شركات كبيرة لها إدارات متخصصة في الاستثمار وقبل أي خطوة هناك دراسة جدوى.. كم سندفع؟ وكم سنربح؟ ويبقى "الوعي" من الشركات وسط "جهل" الأندية بثقافة الاستثمار؛ توقع العقود على مبدأ "المفتح في بلد العميان"!.

 

وستبقى الأندية في موطن "الضعف" حتى تؤمن بمفهوم "استثماري". تأمل شعارات كل الأندية السعودية ستجدها جميعاً تحتضن "رياضي ـ ثقافي ـ اجتماعي"، ما هذا؟ كيف تريدون "المال" وأنتم لا تؤمنون به؟

 

فالأندية التي "تتشكى" والأخرى "الراضخة" إذا أرادت في يوم ما أن تلامس "المال" بيدها لتصبح في موطن "القوة" عليها أن تستفيد من تجربة الأندية العالمية التي سبقتها في التعاطي مع "الراعي الرياضي" وتغير شعاراتها مثلها "رياضي.. استثماري.. اجتماعي".

 

هكذا الرياضة في مفهومها الحديث في عصر المال "استثماري" وليس "ثقافياً" فما بال أنديتنا "تجدف" عكس التيار، وإن كان هناك أي "لوم" فليس على الأندية بمفردها فالهيئة العامة للرياضة تتحمل جزءاً من هذه المسؤولية، أليست الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمسماها القديم نفسها أعلنت من سنوات طويلة تخليها عن "المشروع الثقافي" ليصبح تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون؟!.

 

الرئاسة "تتخلى" والأندية "تتمسك" بالابن غير الشرعي "ثقافي" من سنوات طويلة، حالة من "التناقض" ما بين الجهتين، فعلى الأندية أن تتفهم، انتهى زمن "ثقافي" في عصر "استثماري" وعلى الهيئة العامة للرياضة أيضاً كما أنقذت نفسها من العبء الثقيل على كاهل الرياضة في الماضي "ثقافي" أن تنقذ الأندية التي تحت مظلتها وما زالت حتى اليوم "تحتضن" ما هو ليس من اختصاصاتها!.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

الأندية التي "تنكوي" اليوم بعدم الاعتراف بمفهوم "استثماري" عليها ألا تنتظر يجب أن تبادر أنديتنا بنفسها بمخاطبة مرجعيتها بأن "تحذف" من شعاراتها "ثقافي" ويستبدل بلغة المال "استثماري" أسوة بالأندية العالمية.

 

كيف نريد "الخصخصة" أن تنجح وأنديتنا لا تؤمن بالاستثمار؟.

 

نحن هكذا نضع حبل "المشنقة" على "عنق" أنديتنا دون أن نشعر لكي يملكها في "المستقبل" كائن من كان بثمن "بخس" يستغل جهل الأندية بغياب الإدارة الاستثمارية القادرة على رفع "سهم" النادي وتسويقه.

 

وفي ظل وجود إدارة استثمار من المتخصصين ستتحول الأندية إلى منظومة العمل الاحترافي، فالأرض السعودية "خصبة" وفيها مال كثير وهناك شركات كبيرة تحتاج فقط إلى "مسوق" ناجح يقنعها أن الرعاية الرياضية تبيض ذهباً!.

 

 

 قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل سيبقى "ثقافي" الابن غير الشرعي للرياضة السعودية في زمن "استثماري"؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.