(هيبة المرشح) مصيره بالانتخابات
رفعت الأقلام وجفت الصحف... المرشحون الأربعة لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة ينتظرون شروق شمس غد السبت 31 ديسمبر وكل واحد منهم ينتظر "القدر" المكتوب له إما فائزاً أو خائباً.
لا أحد مثل المرشحين الأربعة قلبه ينبض بالخوف من نتيجة صندوق الاقتراع، ليس هناك في الانتخابات "ثقة الفوز" في ظل سرية تصويت أعضاء الجمعية العمومية.
لكل مرشح برنامج انتخابي سوقه في الأيام الماضية لإقناع أصحاب الأصوات بأنه الأفضل لقيادة كرة القدم في الرياضة السعودية.
في الانتخابات سر عجيب ويعتبره الكثير "مفتاح الفوز" يطلق عليه "الهيبة".
"هيبة المرشح "هي الورقة الأخيرة التي سيكتب فيها اسم المرشح الفائز، أمام صندوق الاقتراع لن يتذكر صاحب الصوت وعود المرشح، برنامجه الانتخابي، فخامة الحفل وعقود الرعاية.
بدون شعور "العقل الباطن" سوف يقود المصوتين إلى اختيار المرشح الذي يملك "الهيبة" طيلة الأيام الماضية وهو صاحب الجاذبية التي لامست أرواحهم وسحرتها.
"جوستاف لوبون" المؤرخ الفرنسي مؤسس "علم نفسية الجماهير" استطاع أن يكشف لنا أسرار "الهيبة" يقول الهيبة نوعان أساسيان هما:
(الهيبة المكتسبة "الاصطناعية" والهيبة الذاتية "الشخصية"، فالهيبة المكتسبة هي تلك التي تجيء عن طريق الاسم"اسم العائلة" والثروة والشهرة ، ويمكنها أن تكون مستقلة عن الهيبة الشخصية، فالهيبة الشخصية تشكل على العكس شيئاً فردياً متعايشاً أحياناً مع الشهرة والمجد والثروة أو مدعوماً من قبلها، ولكنه قادر تماماً على التواجد بشكل مستقل).
المرشحون الأربعة كتاب مفتوح وأعضاء الجمعية العمومة سيدركون غداً أمام الصندوق من المرشح صاحب الهيبة المكتسبة"الاصطناعية" أو الهيبة الذاتية"الشخصية".
من المرشح "المصنوع" والمرشح "الطبيعي"؟
هم أربعة لا أكثر، القدر كتب أن يتقاسما "الهيبة"، مرشحان كانا يلبسان "هيبة صناعية مكتسبة كاذبة" والثالث والرابع هما الأفضل لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم تميزا بسحر جاذبية " هيبة ذاتية شخصية صادقة".
لا أستطيع أن أفصح عن اسم كل مرشح ونوع "الهيبة" التي يملكها ليس خوفاً منهم بقدر ما هو مبدأ حرصت عليه طيلة فترة الانتخابات أن يكون "الحياد" منهجاً أحترمه.
وحتى أخرج من مأزق تحديد الأسماء وجدت أن ما ذكره جوستاف لوبون في هذا الجانب هو خير وصية أرسلها لكل من يملك حق التصويت، يقول:
(الهيبة المكتسبة أو الاصطناعية يكفي أن يحتل فرد ما منصباً معيناً أو يمثلك ثروة مالية أو يتزيأ ببعض الألقاب حتى يصبح مكللاً بهالة الهيبة أياً تكن قيمة الشخصية منعدمة أو منحطة).
لا يبقى إلا أن أقول:
لم يمر في تاريخ البشرية أي برنامج انتخابي في مختلف جوانب الحياة صدق المرشح بعد فوزه الالتزام به 100%، معظم الوعود من المرشحين مبالغ فيها لإغراء الناخبين، وعندما يفوز المرشح لن يكون مضطراً للالتزام بالبرنامج الانتخابي المكتوب أو الشفهي ولن يستطيع أحد أن يحاسبه لأنه لايوجد قانون يلزم المرشح الالتزام بوعوده.
"صوتك أمانة" يا من تملك حق التصويت لا أحد يعلم من سوف تختار في الصندوق نحتاج لمصلحة الرياضة السعودية رئيس يملك "الهيبة الشخصية" فهو الأجدر والأفضل فلا نريد رئيساً مصنوعاً بالهيبة المكتسبة.
قبل أن ينام طفل الــ"هندول" يسأل:
هل سيكون رئيس اتحاد القدم صاحب هيبة شخصية ذاتية أم مصنوعة مكتسبة؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.