2017-03-09 | 02:39 مقالات

مثل الريح جامح.. لا ينحني ولا ينكسر

مشاركة الخبر      

غداً وعلى ملعب (الدرة) ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة (الرياض)، نترقب لقاءً ذهبيًّا خالصًا بين الأصفرين العالمي والمونديالي.. النصر الذي ينافس هذا العام على جميع البطولات، وإن كانت ورقة الدوري باتت بعيدة نوعاً ما، إلا لو حدثت معجزة بخسارة الغريم التقليدي والمتصدر (الهلال) بثلاث هزائم من أصل ست مباريات.. فيما يأتي الاتحاد (الجريح) الضيف ولأول مرة لا نستطيع أن نقول (ضيفاً ثقيلاً) نظراً للظروف والملابسات القاسية التي صاحبت المباراة الدورية الأخيرة، والتي بددت من أحلام العميد في المنافسة على لقب الدوري الغائب من سنين، وباتت الحظوظ شبه مستحيلة بعد أن اتسع الفارق لتسع نقاط مع المتصدر، بعد أن كان بالإمكان تقليصها إلى ثلاث نقاط.. والمصائب لا تأتي فرادى.. الغرامات والإيقافات من لجنة الانضباط على خلفية أحداث الشغب في ملعب الجوهرة، وكأن العميد المثقل بالديون ينقصه المزيد من الالتزامات.

 

في لقاء الغد يدخل النصر بكامل نجومه، فيما يعاني الاتحاد جملة من الغيابات ومنها بدر النخلي (للإيقاف) وربيع سفيان (لمشاركته مع النصر في ذات البطولة)، وفهد المولد (انضباطياً).. بالتأكيد سيزحف جمهور النصر للدرة وبكثافة نظراً لإيمانهم بأن فريقهم سيكون الأقرب لتحقيق اللقب، عطفاً على المستويات الرائعة التي يقدمها الفريق والاستقرار الفني والإداري والعناصري.. إضافة إلى هيمنة النصر في السنوات الأربع الأخيرة على ضيفه الاتحاد، حيث تميل كفة الانتصارات دائماً لصالح العالمي على حساب المونديالي.

 

فيما سيكون الجمهور الاتحادي الحاضر وكله عتب على تراجع مستوى كتيبة النمور بداية من الدور الثاني لدوري جميل، والتي تبعها الخروج المرير من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، ولم تتبق إلا هذه التسعون دقيقة كفرصة أخيرة للتتويج هذا الموسم ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. سيزحف الجمهور العاتب والعاشق وبداخلهم كلمات المحبة: "اختـلفنا مين يــحــب الــثـــانـــي أكــثــر.. واتـفــقـــنــا إنـك أكــثــر وأنـا أكـثـر".. وأكاد أجزم أنهم سيحضرون رغم العتب من كل مكان "من عدد رمـل الصحــاري ومن المطر أكثر وأكثر".. وكأنهم يقولون: "كـيــف نـخــفـي حـبــنـا والــشــوق فـاضــح.. وفــي مــلامـحـنـا مــن اللـهــفــة مــلامــح".. ورغم ذلك إلا أن لسان حالهم سيقول: "يمك دروبي وكل الناس يـدروا بـي وأنا أدري.. وأنا النـظــر وانــت لـعـيــوني النــظــر.. والـهـيـام إللي سـكـن فـيـنا تـعـدانا وكبر.. صــــار مــــثـــل الـــريـــح جــــامـــــح.. عاشقين ونبضنا طفل حنــون لو تزاعلـنا يسـامح.. والـــــهــوى شــي مـــقـــدر".. وكأنهم يطالبون: "ليلة لو باقي ليلة بعمري أبيه الليلة".. نريدها ليلة فوز وبطولة "واسهر في ليل عيونك وهي ليلة عمر.. يلي أيامي بدونك ما هي من العمر".. وبالتأكيد لم.. ولن يتوقفوا عن التشجيع والمؤازرة وقد ينتفض نمورهم ويهدون لهم الكأس الغالية، وكأنهم يرددون لجمهورهم: "صوتك همسك بيتي وسفري.. قمري وشمسك ليلي وفجري".. "صــدق إنـي فـيـك.. مـغـرم فـيـك.. والـحياة إيـش الـحـيــاة؟! إلا مـشاهـد ناظريك.. يــا نهـار لو تـغـيـب الــشـمــس واضــح".. فهل يثبت النمور غداً أنهم فعلاً: "مثل الريح جامح.. لا ينحني ولا ينكسر"؟! ويخطفون الكأس الغالية لـ(جدة).. أم يستمر نجوم النصر في السيطرة على نتائج كلاسيكو الفريقين بينهما ويبقى الكأس في (الرياض)؟!