المونديال في الذاكرة
فرقنا العربية الخمسة التي شكلت نصف الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل، لم يعد لها سوى أمل وحيد ببطاقة وحيدة بعيدة المنال بالتأهل المباشر، أي من المركز الثاني للمجموعة الثانية، وربما أيضاً بعيدة المنال حتى من المركز الثالث المؤهل للملحق الآسيوي، لأن العماني أو الأردني إذا فاز أي منهما بالمركز الثالث في المجموعة الثانية، فسيواجه مهمة صعبة جداً أمام واحد من ثلاثة من أعتى الفرق الآسيوية: الكوري الجنوبي، والإيراني أو الأوزبكي. وحتى لو تخطى أحد الفريقين العربيين الملحق الآسيوي، فسيصطدم بالفريق الأوروجوياني بطل أمريكا الجنوبية وممثلها في بطولة كأس القارات التي تبدأ غداً في البرازيل، أو الفريق الفنزويلي اللذين ينتظر أن يكون أحدهما صاحب المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية. هذا الكلام يعني أن ثلاثة فرق عربية ودعت وهي قطر ولبنان والعراق، لتبقى الآمال معلقة على عمان والأردن حتى لا تغيب كرة عرب آسيا عن المونديال للمرة الثانية على التوالي، واللقاء الفاصل بينهما يوم الثلاثاء المقبل في عمّان علاوة على اللقاء بين أستراليا والعراق في سيدني في اليوم ذاته، سيحددان ما إذا كان أحد الفريقين العربيين سيتأهل مباشرة للمونديال من المركز الثاني، وهذا يتطلب خسارة أستراليا من العراق في سيدني، أما في حال حصول الأمر المنتظر، أي عكس ذلك، فإن نتيجة الفريقين العربيين ستحدد من منهما ينتقل إلى الملحق الآسيوي. الطريق العربية من القارة الآسيوية إلى مونديال البرازيل، وعبر فريق واحد، محفوفة بالمطبات، ولا تبشر فرقنا العربية في الدور الحاسم بأي أمل أو بأي أمر واقعي بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، إذ بدا واضحاً أن فرق عرب آسيا قصيرة النفس، ولا تملك المقومات التي تجعلها تقارع الفرق الآسيوية حتى، فكيف إذا انتقلت إلى المونديال، وهل من المنطقي أن تتأهل فرق لا تستطيع الفوز على أرضها؟ الفريق القطري خسر على أرضه 9 نقاط، واللبناني7، وكل من العراقي والعماني 5. ووحده الأردني فقد نقطتين فقط. ولكن هذا الفريق لم يعد بنقطة واحدة من خارج أرضه إذ خسر مبارياته الأربع، والعراقي حصل على نقطة خارج أرضه (تعادل مع الأردن) بينما لم يحصل لبنان على أي نقطة، وحصل العماني على نقطتين من تعادلين أحدهما أمام الأسترالي، والمفارقة هنا أن القطري الخاسر الأكبر على أرضه، حقق 4 نقاط خارجها، بينها نقطة من إيران، ولكن 6 من نقاط القطري السبع، جاءت من فوزين على لبنان. ومن المفارقات أيضاً أن الأردني صاحب الفرصة في التأهل ولو كانت ضئيلة، هو الأسوأ دفاعاً بين الفرق العشرة، إذ اهتزت شباكه 16 مرّة، 6 منها أمام اليابان و5 أمام أستراليا (1في الذهاب و4 في الإياب)، علماً أن الرباعية حصلت في المرمى اللبناني (أمام الإيراني) والمرمى القطري(أمام الكوري الجنوبي). وبعد.. لو لم تغب فرقنا العربية الآسيوية عن مونديال 2010 لقلنا إن الغياب الثاني على التوالي المتوقع إلى حد كبير، سببه ما يشهده العالم العربي في فترة التصفيات للمونديال من عدم استقرار أمني واقتصادي واجتماعي، وإذا كان هذا المخاض الذي تشهده بعض البلدان العربية وصف بـ "الربيع العربي" فإن المطلوب الآن ونحن على عتبة الخروج الثاني على التوالي من كأس العالم أن نعمل من أجل ربيع للكرة العربية، فقد صدأت أفكارنا وتعفنت الخطط التطويرية النظرية، وشاخت طاقاتنا البشرية، وتوقفنا عند حدود زمن التسعينات. لتبقى كأس العالم في الذاكرة العربية.