رابحون غير الاتحاد وخاسرون غير الشباب
أعتقد أن فوز الاتحاد بكأس الملك للأبطال أكبر مكافأة لرئيس النادي محمد فايز لصموده أمام ظروف صعبة ولتصديه لحملات عنيفة، ازدادت بعد عملية التغيير الجذرية في هيكلة الفريق وإبعاده النجم الذي يعتبره الاتحاديون أسطورة النادي إلى جانب اثنين من المخضرمين رضا تكر وحمد المنتشري اللذين كانا لفترة طويلة العمود الفقري لخط دفاع المنتخب السعودي، لقد اتخذ المهندس محمد فايز قراراً جريئاً، بل أقدم على مغامرة غير محسوبة النتائج، (وإن كان البعض يتحدث عن أن رأس الحربة في هذا الانقلاب الأبيض، كان نائب الرئيس عادل جمجوم، وقد تضافرت عوامل عدة لتجرف إدارة مهما كانت متجذرة ولها شعبية، فكيف بإدارة لم تكمل نصف ولايتها وحاصرتها الجماهير مراراً مطالبة برحيلها.. ومن هنا يجوز القول إن الرئيس الاتحادي كان المنتصر الأكبر، خصوصاً أن الفوز بكأس الملك كان باهراً ومستحقاً وأجمع الكل على أحقيته به، كيف لا وقد أزاح بطل الدوري الفتح (6 ـ 0) بنتيجة المباراتين في نصف النهائي وقبله الوصيف الهلال (4 ـ 3) بنتيجة المباراتين في ربع النهائي وأخيراً الشباب صاحب المركز الثالث بنتيجة (4 ـ 2) أي أن الاتحاد هزم ثلاثي المقدمة في الدوري مسجلاً (14) هدفاً في ثلاث مباريات، ثم أجهز على صاحب المركز الرابع في الدوري النصر من دون أن يقابله وانتزع منه البطاقة الآسيوية، وهكذا يكون الاتحاد (قهر) الفرق الفائزة بالمراكز الأربعة الأولى في الدوري فيما هو صاحب المركز السابع. الفوز بكأس الملك للأبطال أعاد الاتحاد إلى الألقاب بعد سنتين، ولكن الفوز الأكثر نجاعة تمثل في تشكيل فريق فتي ومن عناصر موهوبة كانت فعالة وأسهمت إلى حد كبير في الفوز، ويكفي أن 14 لاعباً من هذا الفريق يلعبون للمرة الأولى، وهم أكثر عدداً في كل تشكيلة إلى جانب عدد أقل من اللاعبين المخضرمين، وفي هذه العجالة نستذكر محمد نور اللاعب القائد الأبدي الذي يمثل دور توتي في فريق روما الإيطالي، وإذا كان نايف هزازي أرسل تحية مؤثرة لنور من خلال حمله قميصه، فإن هناك من يصنف اللاعب السابق للاتحاد من بين الخاسرين في كأس الأبطال إلى جانب ناديه الجديد النصر، فقد خرج الاثنان من البطولة الآسيوية أمام الفريق السابق لنور، وإذا كانت كأس الأبطال شهدت بعض الأحداث الجديدة كأول بطولة يتم خلالها تسجيل ستة أهداف في الشوط الثاني من نهائي بطولة، فإنها كانت من جانب آخر معتركاً لتصفية حسابات، مثل رد الاتحاد على الشباب لهزيمته في نهائي أول مسابقتين بالتسمية الجديدة ومثل الإشارة التي صدرت من مهاجم الشباب ناصر الشمراني للمدرب البلجيكي برودوم بعدما سجل هدفي فريقه الذي كان متأخراً بهدفين حين كان الشمراني على مقاعد الاحتياطيين، ومثل رد أحمد الفريدي على جماهير ناديه السابق الهلال بحمله أول كأس مع فريقه الجديد ولابد أن نذكر أن نجاح الحكم مرعي عواجي وطاقمه في إيصال المباراة إلى بر الأمان هو أبلغ رد على من يفضلون الحكم الأجنبي على الحكم الموطن في مثل هذه المناسبات الكبرى التي دامت 10 سنوات، ولكن التصفية الكبرى كانت بين الإدارة الحالية وبين مناوئيها الكثر والذين صمتوا مثل أهل الكهف.