2013-01-18 | 06:16 مقالات

خليجي 21 محطات نجاح

مشاركة الخبر      

لم تبتسم المنامة لفتاها الكويتي الأغر وخطبت ود غيره في عرسها الخليجي الرابع، وهذه المرة خالفت كأس الخليج رأي الشيخ أحمد الصباح بأنها تريد الكويتي وهو يريدها واعترف الشيخ عيسى بن راشد بأن هذه الدورة لا تريد البحرين.. خليجي 21 لم ترد المدرب الأجنبي فدحرته شر اندحار وفتحت ذراعيها للمدرب المواطن كي يخطب الود ويعتلي العرش، وهي تستقبل بكل رحابة صدر وطيبة الملك الذي يفرض نفسه على الساحة في السباق الأخير اليوم، ومن سيربح، سواء الإماراتي مهدي علي أو العراقي حكيم شاكر، سيستحق اللقب، لأنهما تميزا عن باقي الفرق، فالإماراتي قدم فريقاً شاباً عزف الألحان الكروية الشجية، ولم يتعثر في خطواته الأربع، والعراقي جاء بفريق قوي منع الفرق المنافسة من الاقتراب من عرينه في ثلاث مباريات، إلى أن اهتزت شباكه في المباراة الرابعة من تسديدة البحريني حسين بابا التي لا ترد. الفريق الكويتي المدافع عن اللقب وفقده في نصف النهائي أمام نظيره الإماراتي، نال رضا الشارع ونجا مدربه الصربي من المقصلة التي لم تخل دورة خليجية منها، وكذلك ترك الفريق البحريني صدى طيباً عند جمهوره ومسؤوليه، ولم يحمل مسؤولية الخروج من نصف النهائي للمدرب الأرجنتيني كالديرون، لأن الفريق قدم أداء متصاعداً وبلغ الذروة في الشوط الثاني أمام العراق في نصف النهائي، وهذا ما شفع لكالديرون قياسا بما فعله في فترة الـ75 يوما.. وبخلاف الكويت والبحرين فإن الغضب العارم نزل على مدربي السعودية وقطر بعد خروج فريقيهما المر من الدور الأول، فطار الهولندي ريكارد بعد سيناريوهات متعددة رافقتها حبكات وفصول، بدون جلسة تصفية حساب، ولم يشفع له تاريخه كلاعب ومدرب خصوصا مع أعظم فرق العالم برشلونة الإسباني، إذ كيف يشفع التاريخ المجيد للحاضر المزري الذي شهد سقطات متلاحقة من الخروج من تصفيات كأس العالم وخسارة كأس العرب وأخيراً الخروج المبكر من كأس الخليج، أما البرازيلي أوتوري فكان الضحية الأولى وبالتراخي مع الاتحاد القطري. خليجي 21 في الدوحة 2013 كانت مسرحا لعراضة إعلامية لا مثيل لها في تاريخ الدورات، ويكفي في هذا المجال ذكر الرقم الذي أعطته "الرياضية" والذي يبين أن 450 موظفاً قدموا 20 برنامجاً فضائياً يومياً ناهيك (بجيوش) الصحافيين ومئات الصفحات المكتوبة يوميا وآلاف الصور، وهنا لابد أن نشيد بالزميلين توفيق الصالحي رئيس اللجنة الإعلامية ونائبه محمود بحران اللذين قاما بجهود مضنية لخدمة هذه الحشود وحل قضاياهم وما أكثرها. خليجي 21 كانت متميزة أيضاً في الحضور الجماهيري وربما كانت الدورة الأكثر استقطاباً للجماهير، وربما كان ذلك بسبب موقع البحرين وسهولة الانتقال إليها براً، عدا عن (أساطيل) الطائرات التي نقلت الآلاف مباراة بعد مباراة.. والحديث عن المستويات الفنية يطول، ولكن يمكن القول أن المستوى كان عالياً فلم نشهد مباراة من طرف واحد، فحتى الفريق اليمني، وإن لم يسجل أي هدف ولم يحقق أي نقطة، إلا أنه قارع كبار الخليج السعودية والكويت والعراق، ولم يخسر بأكثر من هدفين أمام كل منها. كنا نتمنى أن ينجلي الكابوس الخليجي عن البحرين، لكن العزاء بظهور فريق يبشر بالخير والعزاء أيضاً بهذا النجاح التنظيمي وبحفل الافتتاح الحضاري شكلاً ومضموناً.