2011-08-11 | 18:00 مقالات

برامج تجرح الصيام

مشاركة الخبر      

هاهي أيام الشهر الكريم تتناسل من بين أيدينا مع دخولنا لمنتصف شهر الخير والكرم رمضان شهر الخير الذي كان له رونق خاص في الماضي؛ أما الآن فتحول رمضان من شهر عبادة إلى شهر استهلاك غدائي ومشاحنات في أوقات الصيام أتذكر في الماضي عندما كنا صغاراً في مدينتي الصغيرة ضباء في منطقة تبوك، كيف كنا ننتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر والفرحة.. وكانت أول ليلة في رمضان احتفالية خاصة في حارتنا نلعب ونفرح ونقيم الدورات الرمضانية ونتسابق على إيصال وجبات الإفطار لجيراننا.. وأتدكر والدتي -الله يحفظها- كيف تطلب منا حتي مع دخول وقت صلاة المغرب أن نذهب لنوصل الأكل لجيراننا.. ووالدي -رحمه الله- كان حريصاً على أن يشجعنا على الصيام من الصغر وحتي عندما كنا نقيم الدورات الرمضانية في الحارة كنا نعيش أجواء الإثارة.. أما الآن فقد تغير الزمن وضاعت بهجة رمضان وفرحته، رغم أنه شهر عبادة وفرصة لتكفير عن الأخطاء والذنوب.. انظروا الآن إلي شبابنا في رمضان بصراحة أمر غير مقبول، فالجميع الآن تجدهم في الأسواق في التسكع والغزل؛ وبعضهم على الدراجات النارية في منظر غير مقبول في ظل غياب الأمن عن إزعاج الشباب للمواطنين، وحتي إقبالهم على الدورات الرمضانية اختفى.. لابد أن نعرف لماذا تحول شبابنا إلى هذا السلوك؛ وأنا هنا لا أعمم على الجميع، بل فئة قليلة ولكن الخوف من أن يصل تأثيرها إلى بقية الشباب.. وإذا كان رمضان قد فقدنا حلاوته في جدة فأعتقد أن المدن الصغيرة مثل ضباء وأملج والقريات والجوف وعرعر وبعض المدن الكبيرة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة لاتزال تحتفظ بجمال رمضان خاصة في الأحياء الشعبية التي تتميز بالمحبة بين الجيران وقربهم من بعض وحتي بعض البيوت لا تزال مفتوحة مثل السابق ولم تؤثر الحضارة عليها؛ ورحم الله أيام زمان وجمال رمضان وألعابه الشعبية فيها, وكنت أشاهد برنامجاً قبل عدة سنوات في قناة أبوظبي يعرض في رمضان على شكل قرية صغيرة ويقدم الألعاب الشعبية والأكلات التي تقدم في رمضان.. أما الآن فقد هجمت علينا فوازير مريام فارس وحليمة ودلعها؛ وأسأل الله أن يخلصنا من هذه البرامج التي تفسد ما نصومه في النهار لتقدم لنا فساداً وجرحاً لصيام في اليل.
الكثير ينتقد الخطوط السعودية وأعتقد أن هناك أخطاء عديدة في الخطوط السعودية، ولكن لا يجب أن نشاهد دائماً الصورة السوداء ونترك الجانب المضيء لأن في الخطوط السعودية كفاءات رائعة تستحق الشكر والثناء لما تمتلكه من تعامل رائع ومميز ومن الصعب أن نطالب الخطوط بالتطور وهي لا تزال تسير في ركب النظام البيرقوراطي الحكومي، ولن تتجاوز الأخطاء إلا إذا أصبحت مثل أرامكو تعمل بنظام مستقل.
خاتمة في هذا الشهر الكريم أدعو كل مواطن سعودي وكل مسلم أن يتوجه بالدعاء قبل الإفطار أن يديم الصحة والعافية لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ ويحفظه من كل مكروه لأننا نحب والدنا وحبيبنا أبا متعب.