2013-02-26 | 07:10 مقالات

النصر و(حلم) الهلاليين

مشاركة الخبر      

الحلم الذي تميزت به الإدارة الهلالية في عدم (تصعيدها) لموضوع تعاقد نادي النصر مع اللاعب اليوناني (خريستياس) بديلا للمصاب أيوفي والذي جاء توقيت حضوره إلى الرياض بسرعة فائقة قبل الحصول على الموافقة النهائية من الاتحادين المحلي والدولي ما كان سيحدث إطلاقا لو أن العالمي هو من كسب البطولة حيث ستكون لغة الخطاب الإعلامي مختلفة تماما عن حالة (التطنيش) التي مورست بطريقة لا يجيدها إلا (الهلاليون) فقط، حيث إنهم في البداية وضعوا كإدارة جل تركيزهم على ما هو أهم من الدخول في صراعات وإثارة إعلامية وقتها غير مناسب تحسباً لمردودها العكسي على اللاعبين وعلى الفريق المنافس ثم اللاعب نفسه الذي إن وجد اهتماماً حتى وإن كان مبالغاً فيه فقد يكون سبباً في ثقة تعود إليه وهو الذي هجر الكرة منذ ستة أشهر وبالتالي يساهم ذلك الضجيج في تألقه والنتيجة بطبيعة الحال خسارة بطولة لن يلغيها ذلك التصعيد. ـ وإن كنت أبارك لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد حكمتها البالغة في أسلوب تعاملها مع هذه الحالة تاركة للإعلام الأزرق مهمة إثارتها قبل وبعد المباراة وإن كان سيكون لها موقف آخر كما أسلفت لو جاءت النهاية رياحها مخالفة (لما تشتهي السفن) الهلالية، ولكن دعونا نتحدث بمنتهى الصدق والصراحة لو أنها فعلت ذلك سواء فاز الملكي أو خسر فهل بإمكاننا كإعلام (محايد) ينشد الحقيقة والعدالة أن نلوم الهلاليين إدارة وجمهورا وإعلاما مساندا له على هذا التوجه؟ أعتقد قبل الإجابة على هذا السؤال والانسياق في اتجاه (مع أو ضد) بنعم أو لا، لابد كمشجعين لنادي النصر أو غيره من أندية أخرى وإعلام مضاد أن نطرح سؤالا في غاية الأهمية كيف سيكون الموقف لو أن نادي الهلال هو الذي كان (المستفيد) وسمح له بتسجيل لاعب في هذا الوقت والتعاقد معه في لمح البصر ووصوله بتلك السرعة الغريبة والتي من المؤكد ستثير (الشكوك)عندنا وأنا أولهم سوف أكتب (شبيك لبيك ياهلال) وأصوات أخرى على مستوى النادي المنافس أو إعلامه لن يصمتوا. ـ طبعاً هذه الشكوك لن تتجه إلى الاتحاد الدولي إنما إلى الاتحاد المحلي وللجنة الاحتراف حتى صيغة الخطابين (المرسل والجواب) لم ولن يكونا مقنعين لنا مثل عدم قناعة بعض من إعلام الهلال الآن بمبررات وصيغة خطابات مبهمة يطالب بالكشف عنها، وهذا ما يدعوني وبإلحاح شديد إلى أن أضم صوتي إلى تلك الأصوات مطالبا رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد بأن يقدم على مبادرة توجيه رئيس لجنة الاحتراف الذي أثار غيابه وتأجيل الاجتماع (الظنون) وكأنه غير راض عن آلية الموافقة على تسجيل اللاعب اليوناني بأن يضع النقاط على الحروف بـ(شفافية) مطلقة تسمح بالاطلاع على الخطابين لوضع حد لأي تفسيرات وتأويلات تسيء لاتحاد منتخب مازال يسير على نفس أخطاء اتحادات سابقة ولجان كانت تحابي أندية معينة على حساب الأنظمة والقوانين وأندية تظلم. ـ رب قارئ يسأل ما هذه (المثالية) التي هطلت على رأسك وقد تناسيت كم وكم من الأنظمة والقوانين التي أهملت وغض الطرف عنها من أجل النادي الذي وصفته بـ( المدلل) وكم وكم من (بدع) القرارات التي اتخذت في سبيل إرضائه؟ إجابتي على هذا السؤال أنني أرى إن كنا كإعلام (منصف) رافض لتلك التجاوزات والمحاباة فلا يعني ذلك أننا نقرها الآن أو ندعم استمراريتها ونسمح لأندية أخرى غير الهلال تستفيد منها فإن فعلنا ذلك واستجبنا لأهوائنا فمثل هذا الموقف يدل على أننا لن نتقدم خطوة واحدة وسندور في حلقة (الانتقام) الذي سيجعل من الآخر (يكرهنا) وبالتالي نعزز ونرسخ ثقافة (الإقصاء) والتي كان لها أثرها السلبي في وجود إعلام متعصب وجمهور محتقن، فلماذا لا نكون نحن الأفضل ونبدأ صفحة جديدة نقدم أنفسنا كإعلام كان ومازال ينشد العدالة ويدافع عن الحق ويدحض الباطل وأعوانه؟.