أنت (فخر) مجد لنا ياعادل
ترجل زميلنا القديرعادل عصام الدين يوم الأحد الماضي من منصبه كمديرعام للقنوات الرياضية السعودية بمحض إرادته، مقدما استقالته بعدما خاض تجربة جديدة عليه في مسيرته الإعلامية من الممكن أن نحكم عليها بالنجاح أو الفشل، وفي كلتا الحالتين إن اختيار صحفي بقامته ليتولى مهمة صعبة ومسؤولية جسيمة يدل على أن هذا الاختيار لم يأت من فراغ إنما بناء على سيرة ذاتية وعملية هي من منحته ثقة ولاة الأمر، ثم إن قبوله وموافقته بخوض هذه التجربة تلك لعمري (مغامرة) خطيرة جداً تحسب له، خاصة أنه لم يسبق له أن عمل في مجال الإعلام المرئي وفي جهة حكومية تختلف بشكل جذري مواصفات العمل فيها والقيادة عن المؤسسات الصحافية التي قضى جل عمره الصحفي في دهاليزها، محققا نجاحات هي من أوصلته لهذه المكانة التي اعتبرها (فخراً) واعتزازاً لكل صحفي يدرك قيمة رهان(مجد) كسبته الصحافة من خلال هذا الاختيار الذي وقع عليه من بين مجموعة كفاءات إعلامية (متخصصة) سبقته في هذا المجال. - سبعة أعوام هي التي قضاها عادل عصام الدين مديرا لقناة واحدة ثم لخمس قنوات إضافية حسابيا تعد قليلة جداً، ولكن لو اقتحمنا قلب وفكر من عاش المعاناة وغصنا في أعماقه لاكتشفنا حجم (صبرأيوب) الذي كان أكثر ما تتميز به شخصيته، فهو ذو خلق رفيع يتقبل النقد بكل ألوانه وأنواعه، يتصل بمنتقديه وفي صوت حزن يجبرك أن تتعاطف معه وهو مقتنع برأيك وبقصور لا يستطيع الإفصاح عن مسبباته مكتفيا بعبارة (ليس كل ما يعلم يقال، وإرضاء الناس غاية لاتدرك)، يتحمل الأسية لذنب وقع فيه زميله راضيا أن يكون في بعض الأحيان (كبش الفداء)، سمعت ممن عملوا معه حكايات أتوقع في يوم من الأيام سوف تنشر، واحسب لو أننا سألنا (أبولمى) عن هذه الأعوام السبعة كيف تحمل متاعبها لوضعها في كفة والمناصب التي تقلدها في الصحافة في كفة أخرى غير قابلة للمقارنة، وأغلب ظني سوف يستعين بقول الشاعر (لو كنت أعرف خاتمتي ماكنت بدأت). -منذ التحاقه بالصحافة وانتهاءً بالتلفزيون عرفته يبحث عن (المثالية) في مجتمع رياضي لايصدقها فكيف يقبل بها، منهجه في العمل الإداري والقيادي وفق تظرية(مسك العصا من المنتصف)، إلا أنه عجز في تحقيق تلك النظرية وفشل في إرضاء كل من معه أو ضده وكافة الأذواق، وإن كنت على يقين أنه الآن ينام على وسادة(الراحة) بضمير مرتاح، وهو شعور يكفيه ويكفي كل من حس بشخصية إعلامية تركت لها رصيدا كبيرا من المحبين والمعجبين بفكره وحسن خلقه. -وأخيراً وليس آخراً عادل عصام الدين شكرًا ألف شكر على كل ما بذلته وقدمته وضحيت به، اختلفت معك كثيرا إلا أنني أقدر فيك صمتك وإيمانك بقناعاتك ورسالتك، وأهمها اهتمامك بإبراز جيل جديد من الشباب في المجالين المقروء والمرئي، وهذه واحدة من أهم وأبرز الإنجازات التي حققتها في مسيرة إعلامي (ناجح) وتاريخ ناصع البياض، متمنيا لك حياة هادئة وكذلك لمن أولى المسؤولية من بعدك الدكتور محمد باريان كل التوفيق في مهمته الصعبة، وأن يهيء له الله البطانة الصالحة التي تعينه.. اللهم آمين.