حملات جماهيرية وإعلام عاطفي
أعتقد أن مارفيك لا يقرأ ولا يشاهد ما يدور في الإعلام والقنوات في الأشهر الماضية وإلا لتعجب شديد العجب من انقلاب المفاهيم والنقد اللاذع الذي تعرض له، لا لأنه يغيب عن مباريات دورينا ومرتبط بعقد تحليل تلفزيوني، بل لأن أغلب محاور النقد في تلك الفترة كانت تتركز على وجود أخطاء في الاختيار والتكتيك ويعزون ذلك لعدم متابعته الكافية للدوري السعودي وبقية المنافسات وأحيانًا لقصور تدريبي، بل إن البعض رشح كارينيو وجوميز وأسماء تدريبية أخرى لخلافته، وهذا يدل أن الأطروحات الإعلامية في كثير من الأحيان تنطلق من آراء عاطفية ومحتدة وذات ميول، وبعضها ينطلق من حملات جماهيرية ذات أهداف تتعلق باختيار لاعب ورفض آخر.
ـ اليوم أعاد مارفيك الأمور إلى نصابها بسجله مع الأخضر حتى الآن دون خسارة وبإعادته بعضًا من بريق أخضر زمان صاحب الإنجازات والصولجان، واستطاع إيجاد على الأقل توليفة من اللاعبين المميزين صهرتهم المباريات وزادت انسجامهم وتحسنت النتائج والمستويات عن ذي قبل مطبقًا المثل الشعبي المألوف (على قدر رجليك مد لحافك).
ـ هذه العناصر التي تمثل المنتخب اليوم هي مخرجات كرتنا وأنديتنا فلا تطلبوا المستحيل من مدرب الأخضر فهو لا يتحمل أخطاء الأندية أو عدم الاهتمام بالمواهب في كثير منها وعدم وجود إستراتيجية مترابطة الحلقات بين المنتخبات السنية وصولا للمنتخب الأول، هو سخر نفسه لانتقاء الأفضل من البارزين على الساحة الكروية وقدمهم بأفضل أداء وعطاء، حتى أولئك الذين تأثروا بفكر أو رؤية تدريبية أو إدارية في أنديتهم مثل عمر هوساوي في النصر وسلمان الفرج في الهلال وغيرهم قدموا صورة تفاعلية مثالية مع الأخضر في المباريات الماضية وبالذات مباراتي أستراليا والإمارات.
ـ عندما يفوز المنتخب يتسابق الجميع للإعلام، وكل منهم يقول أنا هنا ولي دور وأنا من فعل وعمل، إلا أن الحقيقة أن رجل الكرة الأول الذي يستحق التهنئة وإن قسونا عليه هو أحمد عيد ابن كرة القدم والرجل الذي أنصفته النتائج في آخر مشوار رحلته الرئاسية لاتحاد الكرة، أما البقية فلا ننكر عطاءاتهم وأدوارهم إلا أنها أدوار لوجستية في النهاية، لذا يجب عليهم عند الإشادة بعطاء الأخضر ومستوياته أن يذكروا أحمد عيد وطارق كيال والجهاز الفني واللاعبين فقط.
ـ جمهور جدة أثبت أنه الجمهور التفاعلي الأول بأهازيجه وحماسه وقدرته على أن يكون اللاعب الثاني عشر في صفوف الأخضر بل أحيانًا يكون اللاعب الأول عندما تشتعل مدرجات الجوهرة بستين ألف حنجرة تربك الخصم وتنهك قواه وتقدمه فريسة للأخضر.
ـ هناك شهر أو أقل يفصلنا عن مواجهة اليابان خارج أرضنا وجل المواجهات المقبلة خارج الأرض وهو ما يتطلب إستراتيجية مرسومة لكيفية تلافي الضغوط النفسية والإرهاق والتركيز في المباريات للحصول على النتائج المأمولة حتى وإن تعثر المنتخب فعليه أن يواجه هذه الاحتمالية بمصل معنوي ونفسي يؤكد دومًا على أن الطريق طويل وأننا قطعنا نصف الطريق وبقي نصف الطريق الأهم.
ـ الأندية يجب أن يكون لها دور في دعم الأخضر في المرحلة المقبلة طالما أنه يقدم المستويات والنتائج المشجعة بإعداد لاعبي المنتخب أفضل إعداد ومد جسور التواصل مع الأجهزة الفنية والطبية ، وعلى الطرفين ـ الأندية والمنتخب ـ اليقين أن الهدف واحد وأن النجاح لن ينسب لطرف دون آخر وليس كما حدث مؤخرًا من بيانات متبادلة وصراعات فكلاهما مكمل للآخر.
ـ من عيوبنا أننا نبالغ كثيرًا عند تحقيق أي فوز كبير أو عندما نقطع مرحلة مهمة في طريق التأهل مثلاً فنهول الأمور ونحول كل شيء إلى مرحلة الكمال مع أننا نعلم أن هذه كرة قدم قابلة لتقلب النتائج وعلينا أن نتقبل التعثر دون أن يؤثر في عزيمة الأخضر للوصول إلى الهدف الذي نطمح إليه.
ـ روسيا هي الهدف.. والمونديال هو المكان الذي جعل للأخضر قيمة كروية عالية بين المنتخبات أربع مرات، غبنا مونديالين ولا نريد أن نهدر هذه الفرصة الثمينة.