2016-09-09 | 04:44 مقالات

التوثيق (تخنق) فرحة الأخضر

مشاركة الخبر      

أرهقت لجنة التوثيق الشارع الرياضي وطغى تداول توجهاتها على حصاد منتخبنا لست نقاط في أول جولتين في مشواره الآسيوي نحو المونديال بل لا أبالغ في القول إنها قتلت فرحة المشجع السعودي بدليل أن الفوز على العراق لم يغير من محاور النقاش في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والرأي العام التي تركزت على تنبؤات عبداللطيف بخاري وأحاسيسه لما يدور في مراكز صنع القرار الرياضي فيما اعتبر البعض توجهات لجنة التوثيق إحدى بوادر هذه التنبؤات ودليل صدق الرجل فيما ذهب إليه، ولم تتوقف الإثارة في هذا الإطار حتى سكب المؤرخ الموثوق محمد القدادي الزيت على النار في حديثه للعربية عندما طالب بالتحقيق في اختفاء لجنة الدكتور عبدالرزاق أبوداود وإيقافها ثم نتائج التوثيق التي سلمها القدادي للأمير نواف بن فيصل قبل افتتاح ملعب الجوهرة ثم تسلمها الأمير عبدالله بن مساعد وطارت في الهواء على حد تعبيره.
ـ أما الأدهى والأمر أن يتم التعامل مع هكذا مؤرخ بألفاظ غير مقبولة وردت في خطاب رئيس اللجنة بما يؤكد بالفعل أن فاقد الشيء لا يعطيه وأن الأمور خلال أشهر انقضت لم توكل لأهلها، فالتاريخ الرياضي ليس لعبة، بل كان يجب أن يكون في مقدمة اهتمامات المسؤول باستقطاب القامات التاريخية في كل المناطق والاستناد على ما تملكه الأندية من قوائم وبطولات ووثائق وهي صاحبة الشأن لأنها هي المعنية بما أنجزت من بطولات مع التدقيق في تلك القوائم بواسطة مؤرخين ثقاة لهم ثقلهم في الساحة الرياضية ومنهج التوثيق العلمي.
ـ لقد قامت بعض الأندية مثل الأهلي بدور لجنة التوثيق فقدمت بطولاتها بعد التدقيق والمراجعة بل إنها كانت في غاية الحرفية وهي تقدم ما لديها من خلال مؤرخين وشواهد ووثائق برهانها موجود كشاهد على العصر في خزائنها، ومثل هذا الدور يمثل حلقة التواصل بين النادي وجماهيره من جهة والاتحادات الرياضية من جهة أخرى الذي بل إن الأندية ذات الإرث والتاريخ في كل الألعاب مثل الأهلي عليها مسؤولية رصد كل بطولاتها عبر أبنائها الذين عاصروا منجزاتها في كل لعبة، والتركيز هنا على الأهلي لكونه الأكثر تحقيقاً للبطولات في معظم الألعاب.. ووردني أن النادي بدأ بالفعل في توثيق حصاد ألعابه لتلحق بحصاد كرة القدم في النادي المعلن عنه رسميًا.
ـ ما ذكرته في مقالات سابقة أن بطولات المناطق التي انطلقت في السبعينات والثمانينات الهجرية هي باكورة بطولات كرة القدم السعودية باستقلاليتها ومنافساتها المحصورة بين أندية محددة نواتها في المنطقة الغربية وقبل تأسيس الأندية الأخرى تناولها المؤرخون وصادقوا على هذا الجانب.. فلماذا نأتي في هذا التوقيت من أجل مصادرة هذا الإرث البطولي بل إن هناك من يعمل على تأريخ البطولات بالتزامن مع المرحلة التي تأسس فيها ناديه وكأن الرياضة السعودية لم تقم إلا مع قيام هذا النادي.
ـ طالما أن الأندية أغلقت ملف التوثيق بإعلان بطولاتها فلا داعي إذن للجنة توثيق بل يكون للجان داخلية في الأندية هي التي تقوم بهذا الدور، وعلينا الآن أن نعمل على إغلاق هذا الملف وكل الملفات المثيرة الشائكة ونعود للاستعداد لانطلاقة الدوري قبل أن نتكاتف سوياً مع الأخضر بعد أقل من شهر في مواجهتيه المتتاليتين في الجوهرة أمام أستراليا والإمارات.. فهي المحك الرئيسي لإمكانات وقدرات الأخضر ومدى استعداده لمواصلة مشوار حصاد النقاط حتى تحقيق حلم التأهل بمشيئة الله.
ـ أجزم بأن اللاعب ياسر القحطاني لم يوفق في الحديث الذي أدلى به لبرنامج أكشن يا دوري رداً على تغريدة عبداللطيف بخاري فهو في النهاية يظل لاعب كرة قدم ودوره لا يتجاوز المستطيل الأخضر وما أراد أن يقوله أو يظهر أمام الجمهور بدور المنافح عن ناديه هو تصرف خاطئ يعطي انطباعاً بأن لاعبي الهلال وياسر أحدهم قد تأثروا بتلك التغريدة.