التحول الرقمي للمسلسلات..
هو الحل
لست من هواة متابعة الأعمال المحلية والخليجية، رغم رغبتي في المتابعة والاطلاع والبحث عن روح المسلسلات الخليجية القديمة، التي تعتمد على التمثيل التلقائي البسيط بلا تكلف ولا عمليات تجميل.
ما أشاهده من إعلانات يعيدني إلى نفس المشاهد التي تابعتها العام الماضي، والذي قبله.. مجرد رؤية "البرومو" تمنعك من مجرد التفكير في هدر وقتك بمتابعة هذه الأعمال.
حياتنا الاجتماعية القديمة والحديثة مليئة بالقصص والحكايات، وفكرة إعادة تمثيلها تعد أموراً ملحة وضرورية، تأمل كيف تهافت الناس على تداول الإعلان الخاص بمسلسل "العاصوف" والذي تطرق لحادثة اقتحام الحرم المكي، هذا يعكس حجم التعطش الشعبي في مشاهدة أعمال تعكس قصصاً تاريخية مثيرة، رغم أن "العاصوف" نفسه وفي حلقاته الأولى يكرر نفس روح جزئه الأول، مشاهد طويلة ومملة تشكك بأن العمل يعرض بالحركة البطيئة، ما يهمني فقط هو المشاهد التي سأتابعها للقصص التاريخية أو الأحداث المهمة التي مرت بالمملكة في تلك الفترة.
ما الحل إذن؟ في رأيي لا يلوح في الأفق حل ظاهر، لأن العملية في واقعها تحولت إلى موسم تجاري لا أكثر ولا أقل، وأشك أن القنوات قبل رمضان تشترط أعمالاً مميزة بقدر ما تطلب حشو ساعات العمل بمسلسلات يقودها أسماء معروفة، لا تهم القصة.. لا يهم حجم العمل، مجرد وجود اسم فلان أو فلانة على رأس القائمة يمنح المسلسل الضوء الأخضر.
الأمل في القريب القادم، عندما تتحول شبكات المسلسلات الأجنبية مثل "نتفليكس" وغيرها لدخول المنطقة وإنتاج أعمالها الخاصة، حينها لن يدخل في القائمة سوى من يطبق المعايير المطلوبة واشتراطات معروفة حتى في الموسيقى التصويرية، ولن يتطلب "مط" العمل لثلاثين حلقة كي يكفي شهر رمضان، ولربما نشاهد موسماً ثالثاً جديداً من مسلسل "العاصوف" في سبع حلقات مركزة ومتسارعة الأحداث.