2019-05-12 | 01:02 مقالات

دفعة القاهرة.. «كلهم حبيبة»

مشاركة الخبر      

يبدو أن الحنين إلى الماضي يدغدغ مشاعر الكتاب والمخرجين الذين فتحوا مساحة واسعة لعقود الزمن الجميل الذي لا يزال الكثيرون يحتفظون ببقايا ذكراه.
ولا أعلم ما إذا كان النجاح الذي حققه مسلسل "العاصوف" في الموسم الماضي سبباً في انهمار أعمال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات خلال الموسم الجاري وتسابقها على القنوات الفضائية.
لا موسيقى في الأحمدي.. حدود الشر.. الديرفة.. دفعة القاهرة.. وغيرها من الأعمال الخليجية حملت في طياتها صوراً قديمة، وتلونت بطابع البساطة التاريخي، رغم وجود بعض الأخطاء التي لا تلغي حجم المجهود المبذول لإخراجها بصورة تحاكي شيئا من الواقع.
لكل عمل من الأعمال التي ذكرتها خط خاص به.. وتفاصيل حبكة درامية صنعها المسؤولون عنه بطريقتهم التي قد تكون مرضية لهم ومثيرة لغضب الآخرين، كما حدث في مسلسل "لا موسيقى في الأحمدي".
وأنا هنا سأقف قليلاً مع بعض تفاصيل مسلسل "دفعة القاهرة" أو ـ إن صح التعبيرـ "دفعة الحبيبة" ـ بتشديد الباء الأولى ـ من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، والذي حمل صوراً مختلفة لجيل الخمسينيات على حد رؤية أصحابه.
فقد شاهدنا فيه محاولة لنقل صورة من أجواء الماضي المصرية إلى زمننا المعاصر عبر الديكورات والملابس الكلاسيكية ومزجها بموسيقى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم.
إلا أن الأمر اللافت أن أجواء العشق سيطرت على دفعة القاهرة من خلال قصص متفاونة الأبعاد، فمنها ما نشأ في الكويت وتجدد في القاهرة.. وأخرى رأت النور على أرض المطار، وثالثة ولدت مع مغامرة لإنقاذ فتاة من حالة انتحار في النهر.
ومن وجهة نظري الخاصة، أن سيطرة قصص على العمل بهذا الشكل صورت للمشاهد أن الدراسة أمر ثانوي، على الرغم من أنها الهدف الأساسي للرحلة، بل تجاوز الأمر ذلك إلى درجة أن يغادر الطالب والطالبة قاعة المحاضرات لتبادل أطراف الحديث.
وكي لا نستبق الأحداث.. قد يكون الجانب العاطفي عامل جذب، إلا أنه من الأجدر أن تتصدر التفاصيل الأعمق سلسلة الأحداث، لأن مسمى "دفعة" يعني طلاب وطالبات غادروا بلادهم من أجل الدراسة ونيل الشهادة، وليس للغرق في نهر الحب.
عوض الصقور