لا يوجد دكاترة
في الشعر!
ـ بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: "محاضرات الحائزين على جائزة نوبل للأدب 1958ـ 1999". ترجمة عبدالودود العمراني. مقتطفات اليوم تخص ثلاثة، ولضيق المساحة تم الاستغناء عن العناوين الفرعية، والاكتفاء بالأسماء والقطف!.
(1) خوزي ساراماغو:
ـ إنّ خيبة الأمل تكون أكبر عندما نسمح للآخرين بأن يخيّبوا آمالنا!.
ـ .. لمّا كان يقرأ عشوائيًّا في الفهارس، دون مُرشِد ولا أحد يُقدِّم له المشورة، تُرافقه دهشة الملّاح الذي يبتكر كل مكان يكتشفه!.
ـ حفِظَ عدّة قصائد لريكاردو رايس عن ظهر قلب: "لكي تكون عظيمًا، كن واحدًا، وكرّس نفسك للأشياء الصغيرة التي تنجزها"!.
ـ قاوَمَتْ الموسيقى منذ نشأتها، تجيء وتذهب محاولةً تخليص نفسها من الكلمة، وأعتقد أنّ ذلك من باب الحسد، لأنها تستسلم آخر المطاف!.
ـ حسنًا، الرّسم في الحقيقة ليس سوى أدب يؤلَّف بفرشاة الرّسّام!.
ـ ماذا عسانا نكون لو لم تكن هناك الممحاة!، قالها المُدقّق اللغوي متنهّدًا!.
(2) داريو فو:
ـ تعلّمتُ أن أتحرّر من الكتابة الأدبية التقليدية، وأن أُعبّر عمّا يخالجني بكلمات يمكن مضغها!.
ـ كان سالفيني، وهو ديمقراطي عظيم من بلادنا، يقول عن وجه حق: "إنّ الجهل السائد للحقائق يُشكّل أكبر مُسانِد للظُّلم"!.
ـ يستسلم الشُّبّان في الأغلب لقصف التفاهات والفواحش المجّانيّة التي تكيلها وسائل الإعلام كل يوم!.
ـ .. بتحريض الشاعر الإيطالي العظيم سافينيو: " ارووا أيها الناس قصّتكم". إنّ واجبنا بصفتنا مثقفين يعتلون المنابر،..، ويتحدثون بوجه خاص إلى الشّبّان لا يقتصر على تدريسهم كيف يحرّكون أذرعتهم وكيف يتنفّسون جيدًا عند الإلقاء،..، لا يكفي تعليمهم الأسلوب، بل يجب أن نُحيطهم علمًا بما يدور حولهم. عليهم أن يسردوا قصّتهم!.
(3) فيسوافا شيمبورسكا:
ـ لا يُوجد دكاترة في الشعر!. وإلّا فإنّ الشعر سيصبح آخر المطاف مهنةً تقتضي دراسات متخصصة وامتحانات منتظمة ومقالات تنظيريّة فيها قائمة المراجع والهوامش، وفي الأخير شهادات تُسلّم في احتفال رسمي!.
ـ لو لم يقل إسحاق نيوتن لنفسه "لا أعلم" لسَقَطَتْ على الأرجح التّفّاحات في حديقته الصغيرة على الأرض مثل البَرَد، ولانحنى في أحسن الحالات لالتقاطها وقضمها بشهيّة!.
ـ .. ويظلّ الشعراء يكرّرون المحاولات، إلى أنْ يجمع المؤرّخون الأدبيّون عاجلًا أو آجلًا النتائج المتتالية لعدم رضاهم عن نفوسهم ويسمّونها "الأعمال"..!.
ـ نستخدم كلّنا عبارات من قبيل: "العالَم المألوف" و"الحياة المألوفة" و"السّيْر المألوف للأشياء"... لكن في لغة الشعر حيث تُوزَن كل كلمة، لا شيء مألوفًا أو اعتياديًّا، لا حجر ولا أدنى سحابة..!.