خيال وخَبَال!
- الشاعر خيال وخَبَال!. الخيال يكفي، لكن شعراء كثيرين تركوا بصمتهم، وبقيتْ نصوصهم حيّة، وحصد كل واحدٍ منهم مجدًا، بخيال أقل ممّا يسمح بكل هذا، لولا أنه دُعّم بخَبَال عوّض النقص!، بل ربما أسهم في إضفاء بريق من نوع خاص، طريف ومُشوّق، على ذلك الخيال البسيط، فازدادوا بنقصهم كَمالًا!.
- إذا استثنينا الفنون الجماعية، كالمسرح والرقص مثلًا، وتحدّثنا عن الفنون الفرديّة بطبيعتها، فإنه ما مِنْ فن كان يُمكنه الترحيب بالخبَل وعجنه بالخيال ومن ثمّ إعادة إنتاجه بما يؤكد أهميته وجماليّته، مثل فنّ الشعر!.
- فيما بعد ذلك بزمن طويل، نجح الرسم في التقاط السّرّ!. كانت “الدادائية” أكبر انتفاضة أدبية وفنية ضد العقل لصالح العَبَط!. لكنها كانت أقلّ من أن تصير مذهبًا، لفرط الهَبَل فيها!.
- السريالية، التي في حِمضها النووي ما يؤكد أبوّة من نوع ما للدادائية!، هي التي أوصلت الفن التشكيلي لإمكانية تخصيب يورانيوم الخَبَال، تمامًا كما يفعل الشعر!.
- تمامًا مثلما أخذ فن الكاركاتير حقيقته وشرعيّته من تلاقح الرسم مع المسرح الفكاهي تحديدًا!. مسرح الشارع التهريجي بتحديد أكثر!.
- المسرح نفسه تشكّل من خليط الطقوس الدينية البدائية وحلبة المُصارعة وأصباغ مهرجي الشوارع وفكاهات آخر الليل وطرائف روّاد المقاهي!.
- يخيّل إليّ، أنّ جزءًا أصيلًا من تمسّك الإنسانيّة بالشعر، إنما هو بسبب قدرة الشعر على احتواء ما في الإنسان من عَبَط!.
- فلا يوجد إنسان لم يُشقّ قلبه بسبب حكاية ساذجة!. ولغةً، فإن عبط تعني انشقّ!. كما تعني الاختلاق، ومن منّا لم يختلق حكايةً ما؟! ومن منّا لا يودّ اختلاق حكاية ما؟!.
- قفلة:
لا تكثر الكذب والتدليس...
وتقول ما له.. وموّاله!
الحبّ ما له دخل بابليس...
الحبّ متشيطنْ لحاله!.