بدأ الرّكض!
- بدأ الرّكض. الاحتمالات ليست قائمة بل مؤكدة: قفشات صغيرة، تشكيك، تحيّز، قفزات دهشة وهياج فرح، غيظ يتبعه همود حزين!، اعتداد واحتداد!، ترحيب وتقطيب، مناكشات ومناقشات، مناكفة ومُصافاة، صور للتحديق، وصور للتعليق!، مقاطع فيديو ضاحكة، رسائل خاصّة للإحاطة أو للاستشاطة!، حب وانتظار ولهفة وآمال معلّقة، اعتراضات وموافقات، أحكام مُسبقة متسرّعة، وتنظيرات تدّعي الوقار والحكمة، تحليل و”تحريم”!،...،
هذه هي حال كرة القدم، وقد بدأ الموسم، وبدأ الرّكض!.
- موسم كروي جديد، شجر حسابات، بعضه لن يقدر على المقاومة ولسوف ييبس، وتتقلّص طموحاته وأحلام جماهيره قبل حتى نهاية القسم الأول!، وبعضه الآخر يمعن التفكير من الآن، ولسوف يُمعنه أكثر مع مرور الوقت، في كيفية الخروج من نهاية مؤسفة مُنتظرة، فالهبوط مُرّ خاصّةً للفِرَق التي جرّبت لذّة الصعود!. بالكثير يمكن لأربعة أو خمسة أندية تتمّة الرّهان في القسم الثاني، وفي منتصفه سوف يخبو كل ما توهّج، وينطفئ كل ما توقّد، لثلاثة منها على الأقل!.
- بدأ الرّكض. الرّهانات على الاستقطابات الجديدة تُحمّل الأمور فوق ما تقدر عليه، والثقة بتألّق نجوم الموسم الماضي تتجدّد بتخيّلات عجائبية!.
- يا للغابة!، كم هي كثيفة، لكنها، هذه المرّة، بلا أشجار عتيقة!. الشلهوب غادر، وكذلك حسين عبدالغني!. كان وجودهما، حتى لو لم يلعبا، يمنح امتدادًا لتاريخ طويل من الوجدان الكروي!. صارت الغابة بلا تاريخ يتنفس في الملعب، تاريخها مكتوب على ورق مُعلَّق على حائط!.
- فكرة الحضور الجماهيري أطلّت برأسها، ثم تراجعت بسرعة بعد أن تأكّدت من أن الغُول غير المرئي “كورونا” ما يزال أكثر اللاعبين لياقةً ورشاقةً، منذ الموسم الفائت، وأنه يجدّد نشاطه ببذاءة وقحة!.
- فكرة عدد محدود من الجماهير جيّدة، ما لم يحدث ذلك، سوف تستمر إذن صناعة التّهلّلات والتأوّهات، وكافة مستلزمات الهياج من شهيق إعجاب وتصفيق زهو، ومن زفير تواضع متعجرف القسمات شاحب الملامح!. سوف يوكل أمر كل هذه الأحاسيس لآلات تسجيل تبثّ أصوات الهتافات، متحايلةً على وضع ليس أمام إنسان كوكب الأرض، حتى الآن، سوى محاولة التحايل عليه، لا ليُصدِّق فيروس كورونا أن الإنسان قويّ، لكن ليُكذِّب نفسه وعيونه وما يرى!.
- كلمة أخيرة، أخصّ بها كل الأندية التي تعلم يقينًا أن جماهيرها تنتظر البطولة:
في نهاية السباق لن يكون هناك سوى بطل واحد، ابذلوا أقصى ما لديكم، قاوموا وداوموا!، وتأكدوا من هذا الأمر:
الجماهير التي يُمكن لكم إبقاء أحلامها وطموحاتها حيّة إلى الأسبوع الأخير، ستحزن فيما لو لم تتوّج، لكنها ستغفر لكم وتحييكم على جهد موسم كامل!.
- وحدهم من يرفعون الراية في منتصف الطريق، سينالهم غضب جماهيري مستحق!. وللمسافات في كرة القدم حسابات أُخرى: منتصف الطريق يعني الجولة الأخيرة، كل ما قبل ذلك ينتمي لبداية الطريق ليس إلّا!.