بعد
الهدف
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
لكل لاعب أو فريق طريقة خاصة للتعبير عن الفرحة بعد تسجيل الهدف، وفي كثير من الأحيان يظهر هذا التعبير بشكل غريب يعطي أو يرمز إلى رسالة غير واضحة، وهنا يحدث الكثير من التكهّن ومحاولة تفسير ومعرفة المقصود من وراء الحركة التي صدرت من اللاعب أو الفريق بعد الفرحة وتسجيل الهدف، وهذه الظاهرة لا تتوقف عند حد أو شكل معين، فمع كل مباراة يكون الجمهور والمتابع لكرة القدم على موعد جديد مع هذه الإشارات والحركات الفردية والجماعية، والثابت أنها لم تعد عفويةً أو أنها وليدة لحظة الفرحة، بل إنها متقنة ومعدة بشكل يدل على تدريب وتوقيت مدروس ومتفق عليه. والغريب في هذه الظاهرة، أن هناك شبه اتفاق بين اللاعبين وفي كل أنحاء العالم على الاحتفالية الصامتة عندما يتم التسجيل في الفريق السابق، كنوع من الاحترام وتقدير المشاعر، ومع ذلك لا يتردد اللاعب أو الفريق بشكل كامل في تقليد الحيوانات وغيرها من الإشارات والحركات الغريبة، وهذا تناقض وخلط واضح في كيفية الفرحة ومسؤولية التعبير.
يعمل المدرب ومعه الجهاز المساعد على إعداد اللاعب وتجهيزه من جميع النواحي، حتى يصل إلى مرحلة ممتازة، واستعداد متكامل لتقديم أفضل المستويات، ومحاولة الفوز وتحقيق البطولات، وتعد الناحية الذهنية من أهم عناصر التجهيز الفني ومن أكثر العوامل المؤثرة في عطاء اللاعب، وظهوره في أفضل صورة، وأكثر ثباتًا داخل الملعب وأثناء المباراة، وهنا أتوقف عند الإشارات والحركات الاستفزازية التي يفعلها اللاعب كتعبير ورسائل، خاصة بعد تسجيل الهدف، لكنها وفي واقع الأمر تُربك وتنسف كل مجهودات الجهاز الفني والمدرب، وتضع اللاعب تحت ضغط ذهني ومتابعة ومساءلة مستمرة من وسائل الإعلام والجمهور، وفي شكل آخر من أشكال إحراج المدرب والجهاز الطبي، تأتي حركة القفز المتتالي في الهواء كتعبير غير آمن وفيه نسبة كبيرة من احتمال إصابة اللاعب والتوقف عن اللعب، وأعتقد أن المدرب هو المسؤول الأول لتصحيح مفهوم حدود ومساحة تعبير اللاعب عن الفرحة بعد الهدف والمحافظة على المصلحة العامة للفريق.