النمسا ومقدونيا.. مواجهة الأحلام
بين النمسا التي لم يسطع نجمها منذ 40 عاماً، ومقدونيا الشمالية الوافد الجديد على البطولة، تبرز مباراة مستجدة في كأس أوروبا، الأحد، بين "دخيلي" المجموعة الثالثة في بوخارست العاصمة الرومانية.
لكن في المقابل، تبدو قيادة الفريق معكوسة نسبة إلى تاريخ المنتخب كروياً، فلا يزال غوران بانديف البالغ 37 عاماً مرشد المقدونيين ومحبوب الجماهير، فيما سيحمل دافيد ألابا (28 عاماً) المنتقل أخيراً من بايرن ميونيخ الألماني إلى ريال مدريد الإسباني، شارة قيادة الكتيبة النمسوية.
وإذا ما كان الفريقان غير معروفين لعامة الناس، فيعرفان بعضهما جيداً ولا أسرار بينهما، إذ سبق أن التقيا خلال التصفيات، وفازت النمسا في المواجهتين 4-1 في سكوبيي بينها ثنائي لماركو أرناوتوفيتش و2-1 في فيينا.
وبالحديث عن المعرفة، كان أرناوتوفيتش زميل بانديف في إنتر خلال عهد البرتغالي جوزيه مورينيو عام 2010، وساهم المقدوني مع الفريق الإيطالي بإحراز الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا)، أضاف إليها لقب الكأس السوبر المحلية ومونديال الأندية في العام ذاته وكأس إيطاليا عام 2011.
هذا بالنسبة للماضي، أما في الحاضر، فالهدف هو نفسه إلى حد ما: تحقيق أول فوز في بطولة كأس أوروبا.
يعتبر ذلك تحدياً منطقياً للمقدونيين المبتدئين، ويتعلق الأمر بأهم مباراة في تاريخهم الحديث، منذ المباراة الفاصلة ضد جورجيا (1-0) بهدف حمل توقيع بانديف، وحتى المباراة التالية ضد أوكرانيا، الخميس، في بوخارست أيضاً.
لكن بالنسبة للنمسا فإن لهذه المباراة أهمية كبير أيضاً، ذلك لأن نسور فيينا لم يحققوا أي فوز في كأس أوروبا من قبل، فهزموا مرتين وتعادلوا مرة خلال مشاركتين عام 2008 و2016، وحتى على أرضها، خلال استضافة نسخة العام 2008، بالاشتراك مع سويسرا، لم تنجح النمسا في حصد أكثر من نقطة واحدة.
ويعود الفوز الأخير للنمسا في بطولة كبرى إلى 19 يونيو 1990، عندما تغلبت على الولايات المتحدة 2-1 في دور المجموعات من كأس العالم.
ليس للمنتخب النمسوي إنجازات تذكر باستثناء بعض التألق قبل أعوام طويلة، إذ سبق له أن شارك في نهائيات كأس العالم 7 مرات، وحل ثالثاً عام 1954، كما وصل المنتخب إلى نهائي مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، وإلى ربع النهائي عام 1952.
لإيجاذ تلك الذكريات، يجب العودة إلى الصور ذات الألوان المعتقة لرؤية أمثال ماتياس سينديلار، الذي جعل أوروبا ترتجف حتى الدور نصف النهائي من كأس العالم 1934.
لكن الفريق الجديد واعد مع ألابا، ومارسيل سابيتزر قائد لايبزيج الألماني وستيفان لاينر ظهير مونشنغلادباخ. أو ساسا كالايدزيتش عملاق شتوتغارت.
أما مقدونيا الشمالية وسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، ليسوا مسلحين بشكل جيد، فخلف بانديف، هناك فقط لاعب وسط نابولي إليف إيلماس الذي أثبت نفسه على المستوى الدولي.
لكنهم رغم ذلك، يملكون حماسة " معجزة دويسبورغ"، عندما فازوا على ألمانيا 2-1 في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2022 مارس الماضي.
يقول المشجع المقدوني المتواجد في بوخارست نيناد ميرفكوسكي: "نحن فخورون جداً بالمشاركة لأول مرة في بطولة كبيرة، لذلك لا نتوقع أي شيء خاص، فقط الفخر والسرور بالتواجد هناك، حصد نقطة ضد النمسا سيكون أمراً جيداً".