المركز
الثاني
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الأفضلية التاريخية للمدربين تكون في الفلسفة الخاصة، وتكون في الأفكار التي تستمر ويمتد تأثيرها على الأندية والمنتخبات.
كذلك تكون في اكتشاف وإنتاج وإبداع النجوم، ولا يمكن أن تتوقف على ارتفاع عدد الألقاب والبطولات فقط.
عبر تاريخ الكرة السعودية كان هناك العديد من مدربي كرة القدم الذين نجحوا في تحقيق الإنجازات وتطبيق أفكارٍ جديدة وبصمة خاصة أضافت كل الأثر والفائدة والمتعة على الساحة الرياضية، ومن وجهة نظر خاصة وبعد دراسة وتوقف عند كل فترة أعتقد أن عدد هؤلاء المدربين عشرة، وبحسب التفصيل والتأثير والأفضلية يأتي الترتيب.
المركز الثاني
بروشتش النصر 1976
ارتبط اسم ماجد عبد الله بالشهرة الواسعة التي تحققت لكرة القدم السعودية والمنتخب الأول، وهذا لا يعني التقليل من باقي الأسماء والنجوم، فاللعب الجماعي هو الأساس الأول لتحقيق الأهداف والوصول إلى القمة، ومن العدل والإنصاف أن لا يُختزل وينسب أي إنجاز لأي لاعب مهما كان يملك من موهبة، وكما هو معروف في كل أنحاء العالم أن اللاعب الهداف له وضع خاص لدى الجماهير، فمن خلال ما يملك من إبداع تأتي المتابعة ويأتي الإعجاب والشهرة، وهذا ما حدث للبرازيل مع بيليه، والأرجنتين مع مارادونا، وكذلك كرة القدم السعودية مع ماجد، والثابت أن الوصول إلى النجومية والتألق والشهرة العالمية يتم عبر مراحل وعبر عدة مدربين يكون لهم تأثير ومساهمة كبيرة في تطوير الأداء وتعديل كل الأخطاء والتوجيه الصحيح وهذا أيضًا ما حدث مع ماجد عبد الله، فقد استفاد من مرحلة تدريب الخبير بروشتش لنادي النصر، واستطاع أن يتعلم منه الكثير من المهارات والصفات المهمة للنجومية وتسجيل الأهداف.
“عبقرية مدرب”
بروشتش هو أكثر المدربين مساهمة في تطوير وصقل موهبة ماجد وخاصة في التحكم في ألعاب الهواء والأهداف الرأسية، ومن خلال هذه المهارة تم تسجيل العديد من الأهداف الجميلة، واستطاع ماجد أن يحسم الكثير من المباريات والبطولات.
“عادات ثابتة”
بعد توجيه الخبير بروشتش أصبح للمهاجم ماجد تصرف طبيعي وسهل في منطقة المرمى ومع جميع المواقف واللحظات التي تحتاج إلى الهدوء والاتزان والتركيز والتعامل المثالي مع الرقابة اللصيقة وقوة المدافعين واختلاف مستوياتهم.
“مجال الرؤية”
كان التركيز على تمارين احتفاظ قدرة العين على التنسيق واتساع نطاق مجال الرؤية، وقد أدرك بروشتش أن حرص ماجد عبد الله وإتقانه لهذه التمارين سوف يجعل منه هدافًا استثنائيًا ونجمًا أسطوريًا يتفوق على العديد من نجوم مركز رأس الحربة، وأعتقد أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين هذه التمارين وبين إتقان ماجد لتسديد ضربات الجزاء.
“ماجد خارج المنطقة”
لقد تعددت أطماع الخبير بروشتش، فبعد نجاح تمارين اتساع دائرة الرؤية داخل المنطقة كان التركيز على سرعة اتخاذ قرارالتمركز وإتقان قراءة زوايا التسديد وهذا يعني تسهيل مهمة أي لاعب يملك الكرة “صانع اللعب” فكل شيء واضح أمامه وما عليه إلا التمرير وخاصة مع تحركات ماجد خارج المنطقة، فإمكانية تسجيل الهدف أصبحت سهلة.
“ذاكرة أهداف”
إخلاص المدرب في تصحيح الأخطاء مع كثافة التمارين والتطبيق الفعلي أثناء المباراة والمتابعة المستمرة وارتفاع درجة التركيزحتى الوصول إلى مرحلة متقدمة من الخيال الواسع ومحاولة قراءة
كل التفاصيل أعطت لماجد مهارة التمويه والخطف الذهني للمنافسين، ودائمًا ما يكون سابقًا أو متقدمًا بخطوة على المدافعين وهذا يجعل مسألة تسجيل الأهداف شيئًا سهلًا وممكنًا في أي لحظة.
“نقطة البداية وعبقرية بروشتش عنوان ثابت لكل نجاحات ماجد”
حصل ماجد على شرف اللعب للمنتخب طوال الفترة من 1977 حتى 1994 وقد تم اختياره في لجنة التطوير في الاتحاد الدولي «فيفا» ضمن أساطير اللعبة في العالم ولا يتوقف سجل ماجد عند هذا الحد، بل إنه نال الكثير من الألقاب وقد تصدر قائمة أكثر نجوم العالم تمثيلًا للمنتخب، كما أنه حصل على عمادة النجوم والهداف التاريخي للكرة السعودية.
“بين الهلال والنصر”
بروشتش أشهر مدرب تولى قيادة قطبي العاصمة وحقق معهما إنجازات كبيرة، وقد يكون أفضل هذه الإنجازات أو النجاحات هو إنتاج نخبة من النجوم يتقدمهم ماجد، ولذلك يستحق أن يكون في المركز الثاني للمدربين الأكثر تأثيرًا في كرة القدم السعودية.