2022-02-16 | 01:01 مقالات

(باتجاه الطريق المنحدرة)

مشاركة الخبر      

ما زالت ساحتنا الرياضية بعيدة كل البعد عن الاحترافية في التعامل مع المدربين والخطأ الكارثي المتجذر في العقول، فبمجرد يحدث التعثر وأحبانا بالتعادل تتجه بوصلة (الغضب) نحو المدرب مباشرة، ولكم في لقاء الهلال الأخير في كأس العالم للأندية المثال الواضح.
فرغم أن المباراة انتهت فعليًّا عند الثلث ساعة الأولى بعد طرد لاعبين هما السبب الأول والأخير في خسارة اللقاء وبرونزية العالم، إلا أن الحرب شنت على المدرب لإجراءات اتخذها في التشكيلة وتغييرات بسيطة، بعضها مجبر عليها رغم أنها اتخذت بطريقة مماثلة من مدرب المنافس ومن مدرب الفريق البطل، ورغم أن الهجوم أساسًا كان مبنيًا على قناعات سابقة في البطولة المحلية، إلا أن ما حدث يعتبر جنوحًا عن السبب الحقيقي وفي ذلك مضرة على المدى البعيد.
تخيّل عزيزي الرياضي أن الاتحاد المتصدر أقال مدربه في مطلع الموسم بعد خسارة مباراة نهائية خارجية على ملعب منافسه بركلات الترجيح، وهو الذي أعاده الموسم الماضي للمنافسة على بطولة الدوري وقد جدد عقده قبلها بشهرين.
وتخيّل عزيزي أن الهلال أقال مدربه الذي حقق له دوري أبطال آسيا والسوبر ورابع العالم كأفضل مشاركة لفريق سعودي كل ذلك في فترة قصيرة.
وتخيل أيضًا أن النصر أقال مدربه بعد بدء الموسم، وهو الذي أعد الفريق، ثم أحضر مدربًا آخر وبعد الخروج القاري أقاله، ثم أحضر ثالثًا ساهمت النتائج في الإبقاء عليه حتى الآن، ويبدو أن فترة العسل بينه وبين جماهير فريقه قد شارفت على النهاية بعد ثلاثية الاتحاد الأخيرة.
ثم أبحر في عالم الخيال واكتشف أن ثلاثة عشر ناديًا من أصل ستة عشر قد أقالوا مدربيهم والموسم حتى الآن في منتصفه ولم تحسم البطولات بعد.
نحن بحاجة لتعزيز ثقافة عدم تحميل المدربين سوء الفرق والنتائج للمدربين فقط، رغم أنها تحتاج لسنوات طويلة في ظل شهوة (الريتويت) والتنفيس عن مكونات غضب عارم.

الهاء الرابعة
ما بال سيدة الأقمار تبتعد
‏وأمس كانت على أجفاننا تفدُ
‏أراقها كوكب في الأفق مرتحلٌ
‏أم شاقها راهبٌ في الأرض منفردُ
‏فملت الوصلَ والأقمار أمزجةٌ
‏ناريّةٌ قلّما وفّتْ بما تعِدُ.