حوارات
- دار هذا الحوار بين صديقين، ولا أنقله كما كان حرفيًا لكن معظمه موجود في السطور التالية، وأظنه حوارًا تكرر كثيرًا بين أشخاص آخرين في أزمنة مختلفة، كان خالد يبوح لصديقه العزيز عبد الكريم عمّا يعانيه من ولده الذي لا يستمع لتوجيهاته ونصائحه.
خالد: ولدي أتعبني.. لا يستمع لنصائحي، يعيش حياته رافعًا شعار (إلاّ أجرِّب بنفسي)، وفي كل مرة يكتشف أنه اتخذ القرار الخاطئ.
عبد الكريم: لقد كنا ذاك الرجل يومًا، عندما كنا في عمره كنا نفعل الشيء نفسه، وُجهت إلينا مئات النصائح وساعات من المواعظ، لكننا لم نستمع إليها وفعلنا ما كنا نعتقد نحن بأنه صحيح، أنا لم أعرف أهمية ما كان والدي يوصيني به إلا بعد مرور سنوات طويلة، لقد فعل ما تفعله وأفعله تجاه أبنائنا اليوم، هل كان والدي يحتاج إلى أدلة وبراهين ليكشف لي ضرر النوم المتأخر والسيجارة التي مازالت في يدي إلى الآن؟
خالد: ما تقوله صحيح.. لكني حريص ألا يرتكب الأخطاء التي ارتكبتها، أنصحه لكي أختصر عليه المسافات وأزيل عنه ما سيتحمله من مصاعب قرارته، لا بد أن أقوم بتوجيهه.
عبد الكريم: قم بتوجيهه لكن لا تغضب إن لم يأخذ بكل نصائحك، لأنه في سن يحب أن يجرب ويكتشف فيه، وسيتعلم بعد كل قرار خاطئ اتخذه، وسيعرف بأنك كنت تعطيه الرأي الصحيح، هو يريد أن يشعر بمسؤوليته عن نفسه وعن قراراته، وستشترك أنت والزمن في تعليمه.
خالد: ولماذا لا يتخلى عن دروس الزمن منذ الآن، دروس الزمن باهظة، أما أنا فدروسي له مجانية، فقد دفعت ثمنها مسبقًا.
عبد الكريم: هكذا هم معظم الشباب يحبون التجربة بأنفسهم، كما أن كل إنسان يعيش بقناعاته، ولا يغيرها إلا بعد أن يكتشف بأنها غير صالحة، المهم أن تكون قريبًا منه، وأن تكون متأكدًا بأنه سيتعلم بمرور الزمن، ما يحدث بينك وبين ابنك أمر يحدث مع الكثير من الآباء وأبنائهم، ليس في زمننا هذا فقط، بل حدث في الأزمنة الماضية، وسيحدث في الأزمنة القادمة، لأنها دائرة وتدور.
- بعض الأشياء المهمة تضعف قيمتها وقد تتلاشى إن لم تصل إليك بنفسها، بعض الأشياء قيمتها في أن تهدى إليك لا أن تطلبها، حوار قصير من فيلم أحلى الأوقات:
إبراهيم: جبت لك الورد يا يسريه.
يسريه: بعد ما طلبته منك وقولتلي إن كيلو الكباب أفيدلي! الحاجة اللي بتيجي بعد ما تطلبها مالهاش طعم يا إبراهيم.