2022-06-24 | 23:57 مقالات

ذكاء الملعب

مشاركة الخبر      

في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
يقرأ المباراة بشكل جيد، ودائمًا ما يكون موجودًا في المكان المناسب، وفي الوقت المثالي والمطلوب لتطبيق كل ما يملك من ذكاء كروي، أو ذكاء الملعب. من خلال متابعة هذا النوع من اللاعبين تجد أن هناك مهارات وصفات عدة مشتركة بينهم، من أهمها التوقع الخاص لأحداث المباراة، والتقييم السريع والشامل لتحديد لحظة التدخل، واتخاذ القرار، واستغلال كل ما يملك من مهارات فنية وقدرات ذهنية وبدنية في صنع، أو تسجيل هدف. كل هذا يتمُّ وفق مسح بصري، وجمع للمعلومات، وقياس ذكي لتحركات عناصر الفريق المنافس، وطريقة تفكيرهم في المواقف الدفاعية. وأعتقد أن أفضل وأقرب مثال على كل ما تقدم حول مسألة ذكاء الملعب، ما حدث من تصميم ومحاولة ذكية لنجم المنتخب الأولمبي أحمد الغامدي عندما لاحظ تباعد خط دفاع أوزبكستان، فبسرعة وفي أقل من ثانية، اتخذ القرار لخطف الكرة والاتجاه للمرمى، ولم يكن هناك حلٌّ، أو تصرفٌ لإيقاف فرصة الهدف إلا بعرقلة أحمد، ليأتي قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء، تمَّ إلغاؤها بداعي التسلل. من هنا بدأت مرحلة الاستمرار والتصميم تزداد عند أحمد الغامدي، ومع كل ما سبق من تصور وقراءة خاصه باللاعب، جاءت فرصة تسجيل الهدف الأول بشكل يدل على أن كل تلك الخطوات كانت مرسومه في ذهن الغامدي.
المسح البصري مسألة مشتركة بين كل اللاعبين، والاختلاف يكمن في وضوح الرؤية، والتمييز، ومعرفة حدود المسافات في الملعب، وأثناء التنافس على كسب الكرة والاستحواذ، وتعدُّ سرعة التنقل بالنظر في كل مكان في الملعب، ومحاولة التتبع المستمرة للتحركات الفردية والجماعية للفريق المنافس من أهم وأكثر العوامل التي تجعل من مهارة المسح البصري مسألةً طبيعية، وتتوفر لدى أفضل نجوم كرة القدم في العالم، مثل محمد صلاح، وتشافي، وإنييستا وبيرلو، ولوكا مودريتش، ومبابي، وميسي، وزيدان، ونيمار، والحقيقة أن كل ما تمتع به اللاعب من هدوء أثناء دقائق المباراة، على الرغم من كل مواقف الضغط، ونجاحه في التركيز، وربط كل أجزاء التفكير والإبداع والأداء، مكَّنه من الاستمرار في التألق والنجاح والإنتاج. جدير بالذكر أن هناك عديدًا من الدراسات والمقالات والتجارب حول موضوع أهمية إتقان المسح البصري لدى نجوم كرة القدم، من أشهرها تجربة دانيال ليبي مع نجم ليفربول أرنولد، وكيف نجح بتصميم مجموعة من القياسات التي ساعدت في ارتفاع درجة وكفاءة الأداء لدى اللاعب. وأحمد الغامدي وكل النجوم والأسماء الواعدة لديها الفرصة نفسها.