2022-07-07 | 23:18 مقالات

الحج والعيد

مشاركة الخبر      

ـ للسعوديين عدد لا يحصى من المفاخر، لكنَّ أعظمها وأنبلها على الإطلاق خدمة بيت الله، وهذه الخدمة تحديدًا، تُظهر كل عام مدى كرمهم الشديد تجاه حجاج بيته، وعبقرية تنظيمهم مواسم الحج، شديدة الحساسية إدارةً وتنظيمًا.
ومع أن الإعلام سابقًا، المتمثِّل في الصحف والقنوات التلفزيونية المحدودة، كان ينقل شيئًا من هذه الجهود المبذولة، لكنه لم يكن يُظهر لنا ما أظهرته الـ “سوشال ميديا”، حيث أصبحت كل شاشة جوال كاميرا تلفزيونية، تنقل لنا حجم الجهود المبذولة في خدمة الحجاج، وأصغر التفاصيل في مشهد إدارة الحج العام، وتكشف جميعها مدى شجاعة ورقّة ورأفة الجنود والعاملين مع الحجاج، والكرم اللامحدود في خدمة ضيوف بيت الله، وتسخير كل ما يؤمِّن راحتهم، هذا إضافةً إلى سلاسة التنظيم، المدروس بعناية.
كل ذلك يُشعرني بالفخر، خاصةً عندما تنقل قنوات العالم مشاهد الحج، في ظل التطور الكبير، والتقنية المتقدمة المعمول بها، وعندما أشاهد ابتسامة الحجاج، والطمأنينة التي ترتسم على معالمهم، أعرف أن هذا النجاح السنوي يقف خلفه إخلاص لله من القيادة والشعب.
يعدُّ السعوديون خدمة حجاج بيت الله واجبًا عليهم، فيبذلون الغالي والنفيس فداءً لذلك، وهذا ما يفسّر شيئًا من محبة المسلمين للمملكة العربية السعودية، ومكانتها العالية في قلوبهم.
ـ في كل عيد أكرر ما أريد أن أكتبه الآن، لأن مناسبة العيد فرصة، وبطبيعة الحياة قد لا تتكرَّر مع الإنسان. في كل عيد أقول إننا أمام فرصة للنجاة من الندم، عندما يرحل أحد أحبتنا ونحن في قطيعة معه، أو عندما تمرُّ الأيام ونحن معه في خصام من أجل شيء، نعلم لاحقًا أنه كان لا يستحق هذا الفراق، الذي نكتشف أنه كان مغلَّفًا بشيء من الغفلة. أعرف أن بعض الجروح عميقة، لكن متعة الشعور بالعفو أجمل وأنفع من الغوص في الآلام، كما أن التسامح من الجمائل التي يصنعها الإنسان في حياته، إذ يزرع بتسامحه نبتة طيبة، تثمر له في المستقبل، وتريحه في الحاضر. العيد فرصة لأن نعتذر ونسامح، لأن المشاعر في أيام العيد مختلفة، جاذبة للود، متسامية. عيدكم مبارك.