القسوة
على الذات
سألني العزيز عبد الرحمن الحميدي ضمن محاور برنامج برا الـ 18 على قناة SSC عن رأيي فيما يحدث بين جماهير الأندية وتحديدًا حول ما يسمى (بالطقطقة)؟.
أجبته دون تردد بأن هذا جزء من جمال منافسات كرة القدم السعودية التي كانت (قديمًا) تمتاز بالإثارة (الإعلامية) عندما كانت الصحف الورقية (وبعض) البرامج التلفزيونية هي (المتنفس) الوحيد لعشاق كرة القدم السعودية سواءً كانوا جماهير أو لاعبين أو حتى مسؤولين.
ومع التقدم العلمي (تحديدًا التقني) تضاءل كثيرًا دور وتأثير وسائل الإعلام التقليدية (صحف - تلفزيون - إذاعة) وبات كل منتمٍ لوسط كرة القدم السعودية يحمل (في يده) وسيلة الإعلام الخاص به.. أعني وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
صار البث الإعلامي مباشرًا وفوريًا (وربما دون رقيب) وهذا ساهم في (سرعة) نقل المعلومة بدلًا من الانتظار للغد (موعد صدور الصحف) أو حتى موعد بث برامج تلفزيونية وإذاعية.
لم تقف إيجابية (وسائل التواصل الاجتماعي) على (سرعة) نقل المعلومة، بل ساهمت في إضفاء كثير من (المتعة والإثارة والتشويق) من خلال ما تتبادله الجماهير من (تعليقات ساخرة) باتت معروفة اليوم (بالطقطقة) وأصبحت هذه التعليقات (ترفع) من حدة التنافس بين الفرق وهو أمر (إيجابي) للغاية.
قلت (يومها) للزميل الحميدي علينا أن (لا نضيق) على الجماهير (أو اللاعبين) وأن (نمنحهم) مساحة واسعة للتعبير عن حدة التنافس (طالما) لم يخرجوا عن (الذوق العام) ولم يكسروا (الروح الرياضية) والأخلاق.
التضييق على الجماهير واللاعبين (طالما لم يخدشوا الذوق العام ولم يسيئوا) أعتبره بمثابة (قسوة على الذات) لا تستحق جماهيرنا ولا لاعبينا أن يعانوا منها (بسببنا) وأن نمنحهم حرية التعبير ومساحة الإثارة والتشويق (الطقطقة).
شاهدوا ما يحدث في أوروبا من (نجوم عالميين) لتعرفوا كم جماهيرنا ونجومنا يعيشون في عالم جميل من سمو الأخلاق وأن ما يمارسوه من (طقطقة) هي مجرد جمال وإثارة لا يمكن أن تخرج عن إطار الروح الرياضية.
هناك في أوروبا نقرأ (كل يوم) قضية اتهام (نجم) أو مشجع أو حتى إداري بتهمة (اعتداء جسدي وربما اغتصاب جنسي) وهو ما يعكس حقيقة (أخلاقياتهم) بينما لا يمكن أن (ينزلق نجومنا ولا حتى جماهيرنا) في (طقطقتهم) إلى منزلقات (لا أخلاقية) كما يفعل نجوم أوروبا والعالم.
اتركوا نجومنا وجماهيرنا يعبرون طالما أنهم في إطار (الأخلاق) ولم يخدشوا الذوق العام.. ابتعدوا عن قسوة الذات لأنها تحطم وسطنا الكروي كثيرًا.